لماذا قام الأمريكان بتهريب قادة «داعش» من الرقة ؟؟
نشر موقع «غيوبوليتيكا» استطلاع حول الهدف الفعلي الذي تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه في الشرق الأوسط، وما هو مقدار الضرر والتخريب الذي تلحقه هذه التصرفات الأمريكية بالنشاط الروسي في سوريا ..
حيث ركز الموقع على تحركات القوات الأمريكية فما يتعلق بمحافظتي الرقة دير الزور, وقال البروفيسور «ميخائيل ألكسندروف» المختص في العلوم السياسية ، والخبير البارز في مركز الدراسات العسكرية – السياسية التابع لمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، بأن : «ادعاء الولايات المتحدة بأنها لم تشارك في المحادثات حول تأمين ممر آمن للإرهابيين من الرقة يتنافى قطعاً مع الواقع , فقد أشرف على هذه المحادثات وكلاء يمثلون الجانب الأمريكي مما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) , ويجب علينا أن نفهم أن "قسد" وتنظيم "داعش" من حيث الجوهر هما شيء واحد .. ويشكلان امتداداً متداخلاً بعضهما مع بعض .. بمعنى آخر، إن بنية "قوات سوريا الديمقراطية" هي معبر الترانزيت إلى الإرهاب تحت عنوان "داعش" والعودة ، لغسل تهمة الإرهاب».
وأضاف الخبير الروسي بأنه : «في الواقع الفعلي، فإن التشكيلات الإرهابية الرئيسة كافة ، أنشأتها الولايات المتحدة لتحقيق أهدافها الجيوسياسية الخاصة بها في الشرق الأوسط، بما يتضمن إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد , بيد أن مهمة الولايات المتحدة التكتيكية في الوقت الراهن هي تعقيد سير العملية العسكرية الروسية في سوريا».
وتابع «ألكسندروف» بالقول : «وفقاً للمنطق الأمريكي، فلا فائدة من بقاء الإرهابيين في الرقة على الرغم من أن لا أحد يرغمهم على الخروج من هناك , لذا من الأفضل الاستفادة منهم في عمل ما بحسب المنطق الأمريكي .. وللملاحظة ، هكذا تطورت الأحداث في مدينة الموصل عندما لم يرغم أحد المسلحين الذين كانوا محاصرين في الموصل على الخروج، وسمحوا لهم بالمغادرة بهدوء وأمان إلى سوريا، وبالتالي لمهاجمة الجيش السوري والوحدات الروسية على الفور».
ويؤكد «ألكسندروف» أن : «الولايات المتحدة تعتزم زج جزء من إرهابيي الرقة في دير الزور لدعم من تبقى من إرهابيي تنظيم "داعش" هناك .. أما الجزء الآخر، وبما أن نهاية الحرب في سوريا الأكيدة أصبحت وشيكة لتنظيم "داعش"، فسوف يرسَل إلى أفغانستان، حيث يجري في الوقت الراهن إنشاء جيش أممي من الإرهابيين، لتوجيه ضربات من هناك ضد إيران، الصين وروسيا، هذا بالتوازي مع مواصلة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال ووسط إفريقيا .. بل وليس من المستبعد أن تعمل الولايات المتحدة على شن عملية عسكرية ضد إيران يشارك فيها مسلحو "داعش" من أفغانستان وباكستان من جهة والكرد من جهة أخرى».
أما الخبير «ستانيسلاف تاراسوف» مدير مركز دراسات الشرق الأوسط «الشرق الأوسط – القوقاز» التابع للمعهد الدولي للدول الحديثة، فيقول في هذا الصدد : «إن الولايات المتحدة تعمل على إجلاء فصائل تلك القيادات الإرهابية من الرقة، الموقنة من موالاتها لها .. وهؤلاء، إما أنهم سوف يُستخدمون في دير الزور أو يتحولون إلى حرب العصابات .. هذا التكتيك الأمريكي يعرقل عملنا في سوريا بشدة بالغة، ولكننا تعودنا على هذه السياسة الأمريكية، وبالتالي يجب علينا عدم القيام بخطوات حادة، ويكفينا في الظرف الراهن، منعهم الدخول إلى مناطق وقف التصعيد، وإنشاء ممرات فيما بينها، وهذا يضمن تدمير الجزء الأعظم من هذا التنظيم الإرهابي».