مبادرات أهلية ومؤسساتية تنهض مع الحلبيين بإعادة الاعمار
رحل الإرهاب الأسود عن مدينة حلب ولم يخلف ورائه سوا القتل والدمار والخراب والأبنية المنهارة والمحلات المحروقة والمستديرات المعطلة , إلا أن الشعب الحلبي بمبادراته ومنظماته الأهلية كان فعالاً بشكل كبير في إعادة الحياة إلى كل مطرح من مطارح الخراب ..
مجلس مدينة حلب ومؤسسة الإسكان العسكري بالإضافة لجمعية «مبادرة أهالي حلب», عملوا إلى جانب المواطن في إعادته للحياة , فعملوا على إعادة بناء ما كان بوسعهم أن تبنوا .. وقام فرقهم بأعمال الصيانة والترميم ليتمكنوا وبوقت قريب من إعادة الألق لبعض المناطق والمباني التي تهم الشارع الحلبي والمواطنين بوجه الخصوص, «شهبانيوز» رصد لكم في تقريرها هذا أهم ما تم انجازه عبر مختلف الشركاء المحليين في مؤسسات حكومية ومنظمات وجمعيات أهلية ..
قامت جمعية «مبادرة أهالي حلب» بالتعاون مع مديرية الآثار بالعمل على إعادة ترميم ساعة باب الفرج بعد أن قامت العصابات الإرهابية بإلحاق الضرر والتخريب فيها , فالساعة التي يزيد عمرها عن أكثر من 150 سنة وتأسست في عام 1899م باتت من أهم المعالم الأثرية بحلب, ووجودها في نفوس المواطنين كبير لما تلعبه من دور تاريخي وقصص رواه الزمان والمكان وبات الحلبيون يتناقلون رواياتها عبر الأجيال , فكان لابد من أن تعود إلى الحياة وتعود إلى الشارع الحلبي بهجته وتراثه.
ومن الساعة إلى جانب آخر من الحياة في مدينة حلب , حيث قامت جمعية «مبادرة أهالي حلب» بالتعاون مع مديرية الآثار ومجلس مدينة حلب بالعمل على إعادة اعمار وترميم خان الوزير والجامع الأموي الكبير في مدينة حلب القديمة , بعد أن قامت العصابات الإرهابية بتخريبهما واستهداف محتوياتهما , حيث تعتبر المدينة قديمة من أقدم مدن العالم عبر التاريخ ويشهد لها الزمان والمكان والعصور المتلاحقة التي مرت عليها , في حين يعود الفضل الأول في بناء جامع بني أمية الكبير للخليفة الأموي «الوليد من عبد الملك» الذي أمر ببناء جامعين كبيرين الأول في دمشق والثاني في حلب.
بتوجيه من مجلس مدينة حلب, قامت مؤسسه الإسكان العسكري بالعمل على إعادة تأهيل «جسر الحج» الواصل بين منطقتين الفردوس والسكري وإعادة ترميم المستديرة «الدوار» والأرصفة والطرقات المجاورة لهما , بعدما عمدت العصابات الإرهابية قبل خروجها إلى تفجير مواقع عديدة في الجسر والمستديرة والمناطق المجاورة لهما , ملحقة الضرر والتخريب فيهما بشكل عام.
وكان مجلس مدينة حلب قد انتهى في الأول من أيلول لعام 2010, من مشروع «دوار جسر الحج» الواقع في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة ، وبكلفة إجمالية بلغت 243 مليون ليرة سوريّة، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السورية الرسمية , فأهمية هذا المشروع بحسب مصادر في مجلس المدينة , تكمن في تخفيف الضغط والاختناقات المرورية، من خلال إنجاز عدة أعمال طرقية إنشائية وجسور إضافية؛ لتحسين المظهر العمراني والخدمي، وإنشاء شبكة لتصريف الأمطار، وتحسين الإنارة، وتأهيل الشوارع المجاورة للموقع، وزراعة الدوار بالأزهار والأشجار.
كما أن هذه العقدة الطرقية سهلت حركة العبور من وإلى أحياء : «الكلاسة , بستان القصر , الفردوس , الشيخ سعيد , السكري , الراموسة ..» , إلا أن الجماعات الإرهابية أقدمت على إلحاق الضرر والتخريب بهذا المشروع الحيوي مما أدى بعرقلة حركة السير والعبور وإعاقة حركة القاطنين في تلك الأحياء.