هذا ما فعله التحالف الدولي الأمريكي بمن يقاتل تنظيم «داعش» في سورية !!
لم يعد خفياً على أحد تورط واشنطن بدعم التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية وخاصة في سورية والعراق, وتمويلها للأعمال الإرهابية ضد الدولة السورية .. فإن غاب الوكيل أطل الأصيل برأسه ومارس دوره بأعمال العنف والخرق المعتمد للقانون الدولي الإنساني ..
ومع إطلالة صباح اليوم , أقدمت مقاتلات من سلاح الجو الأمريكي بقصف القوات التي تحارب إرهابيي «داعش» ومجموعات «قسد» في ريف دير الزور, معلنة بذلك دعمها للإرهاب وضرب القوات والحشود الشعبية التي ترفض وجود التنظيمات الإرهابية على الأرض السورية , فـ«التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة بات مظلة يختبئ تحتها ويلات الحرب والدمار التي تستهدف الشعب السوري ومقدراته ومؤسساته.
وقالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء بأن قوات «التحالف الدولي» , اعتدت بعد منتصف الليلة الماضية على قوات شعبية تقاتل تنظيم «داعش» الإرهابي ومجموعات «قسد» بين قريتي خشام والطابية بريف دير الزور الشمالي الشرقي مما تسبب بارتقاء عشرات الشهداء ووقوع عدد من الجرحى , ليرتكب التحالف الأمريكي بذلك أبشع مجزرة بحق السوريين في دير الزور.
وبحسب الوكالة , فإن 10 ضربات على مواقع القوات الشعبية كانت كفيلة بإيقاع دمار كبير في المنطقة , حيث أن واشنطن تقود تحالفاً من خارج مجلس الأمن الدولي بذريعة محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي منذ آب عام 2014 , وقامت خلال هذه الفترة بالعدوان أكثر من مرة على مواقع للجيش العربي السوري وحلفائه في وقت تؤكد فيه التقارير دعم “التحالف” للإرهاب وتزويد تنظيم «داعش» بالمعلومات الاستخباراتية لتنفيذ هجماته الإرهابية على مواقع الجيش وحلفائه.
وفي سياق متصل أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيانها أن اعتداء قوات التحالف الأمريكي : «أظهر مرة أخرى أن الغرض الحقيقي من استمرار الوجود غير القانوني للقوات الأمريكية في سورية ليس القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي , وإنما الاستيلاء والسيطرة على الأصول الاقتصادية التي تعود ملكيتها للجمهورية العربية السورية» , وأضاف البيان إلى : «عدم وجود عسكريين روسيين في هذه المنطقة من دير الزور».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي «سيرغي ريابكوف» قوله للصحفيين تعليقاً على العدوان الأمريكي الجديد : «لقد واجهنا مراراً وتكراراً في الماضي حالات تم فيها استخدام القوات المسلحة والمعدات والوسائل العسكرية لما يسمى التحالف المناهض لـ”داعش” بقيادة الولايات المتحدة دون وجود سبب لذلك أو أنها تتسبب بسقوط ضحايا كثر».
ودعا المسؤول الروسي واشنطن للتعاون مع موسكو قائلاً : «لقد تحدثنا دوما ونتحدث حول ضرورة القضاء على البنى التحتية للإرهابيين في سورية .. والقضاء على تنظيمي “داعش” وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات التي لا تشكل تهديداً لسورية فحسب بل للشرق الأوسط برمته , يعتبر مهمة قانونية تماماً ومبررة وفي هذا المجال بالذات نحن مستعدون للتعاون مع الولايات المتحدة وسنواصل ذلك».
وزارة الخارجية والمغتربين السورية بدورها وجهت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي حول المجزرة الوحشية التي ارتكبتها قوات ما يسمى «التحالف الدولي» التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية فجر اليوم في ريف دير الزور الشمالي الشرقي, مؤكدة بأن هذا العدوان الجديد الذي يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية ودعماً مباشراً وموصوفاً للإرهاب .. أظهر طبيعة النوايا الأمريكية الدنيئة ضد سيادة سورية ووحدة أرضها وشعبها ..
وأضافت الوزارة في رسالتيها بالقول : «سورية تطالب بإدانة هذه المجزرة وتحميل "التحالف الدولي" المسؤولية عنها وإلزامه بوقف جرائمه واعتداءاته التي تسببت بمقتل وجرح آلاف المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وتدمير البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة» , معربة عن تجديد الحكومة السورية مطالبتها بحل هذا التحالف غير الشرعي بوصفه قوة حماية ومساندة ودعم للإرهاب , وتؤكد أن مؤسساتها وقواتها ستواصل الاضطلاع بمسؤولياتها مهما بلغت التضحيات لمنع التحالف الأمريكي من تحقيق أهدافه الإرهابية المكشوفة ولضمان مواصلة التصدي لإرهاب تنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية وداعميها وحفظ سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة وسلامة أراضيها وشعبها.
وذكر المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة « فاسيلي نيبينزيا», بأن روسيا سترفع مسألة الضربة الأمريكية على قوات موالية للحكومة السورية للمناقشة في مجلس الأمن وستطلب توضيحات من واشنطن , واصفاً القصف الأمريكي بالحادث الذي «يثير الأسف الشديد»، مؤكداً على أن موسكو «سنرفع هذه القضية للمناقشة وسنسأل عما حصل خلال مشاورات اليوم في مجلس الأمن».
وأعرب الدبلوماسي الروسي عن شكوكه في أن يتمكن مجلس الأمن من تحديد موقف موحد إزاء هذا الحادث، قائلاً : «دعونا نكون واقعيين، الرد يتطلب توافقاً، لكنني لست على يقين بأننا سنستطيع التوصل إليه», مشيراً إلى أنه «لا تتوفر لديه معلومات حول سقوط قتلى أو جرحى بين العسكريين الروس جراء غارة التحالف».
وكان التحالف الدولي قد أعلن أنه شن غارة جوية على قوات موالية للجيش السوري في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء بحجة هجومها على وحدات من «قوات سوريا الديمقراطية» في منطقة تبعد 8 كيلومترات شرقي خط منع الاشتباك في وادي الفرات بمحافظة دير الزور, ولم يكشف التحالف بعد عن نتائج القصف، فيما نقلت قناة «ABC» عن مسؤول عسكري أمريكي أن الغارة أدت إلى مقتل أكثر من 100 عنصر من القوات الحليفة للجيش السوري، لكن وزارة الدفاع الروسية قالت في بيان رسمي إن الحادث أسفر عن إصابة 25 عنصراً.