ثقافة وفن

الشعر الشعبي في الحسكة إلى أين …؟

«أكثر ما نستغربه هو المحاولة من قبل البعض لطمس معالم هذا الجنس الأدبي الرائع» .. كلمات رددها الشاعر «أحمد الجرجيس» ابن محافظة الحسكة بكل حزن، شاعر عشقه الكثيرون من خلال قصائده الشعبية ..

وتلذذ الكثير منهم .. بأبوذياته … كونها تلامس بيئتهم الجزراوية وللحديث عن الشعر الشعبي في الجزيرة السورية , كان لـ«شهبانيوز» اللقاء التالي مع الشاعر «أحمد الجرجيس» :
كيف كانت البدايات لشاعرنا «أحمد الجرجيس» ؟
منذ صغري وأنا أحب الشعر وأقف مستمتعاً عندما أسمع بيتاً من الشعر حتى أدركت مبكراً ما رزقني الله من موهبة الشعر فكتبت في البدايات أبيات وقصائد مجاراة ومحاكاة للموروث الشعبي السائد آنذاك ..
ماذا تكلمنا عن الشعر الشعبي وهل وصل إلى الناس مقارنةً بالأجناس الأدبية الأخرى ؟؟
الحقيقة أن الإعلام أجحف بحق الشعر الشعبي مقارنة بما أولاه لبقية الأجناس الأدبية من اهتمام، ولكن هذا النوع من الشعر والحمد لله لاقى رواجاً كبيراً وذلك بسبب حب الناس له لأنه أقرب لقلوبهم وهو أكثر ملامسة وتجسيداً للواقع , فهو يخاطب ضمير الشارع من خلال طرح هموم الناس ومشاكلهم وإيصال معاناتهم وهو سهل الفهم يخاطب الناس بلهجتهم الموروثة من هذا التراث الجميل الثري بمعانيه وأسلوبه ..
ما العقبات التي يواجهها الشعر الشعبي أو الشعراء الشعبيون ؟
أكثر ما نستغربه هو المحاولة من قبل البعض لطمس معالم هذا الجنس الأدبي الرائع، وإننا نريد دعماً إعلامياً للشعر الشعبي من خلال اللقاءات وإقامة المهرجانات وتسليط الضوء على شعرائه، ولا ننسى أن هذا الشعر هو الحامل الحقيقي للموروث الشعبي وهو الناقل والمؤرخ لتراث وثقافة مجتمعاتنا ونقلها للأجيال القادمة والمحافظة على هذا الموروث من الضياع ، ونلاحظ أنَّ جميع الدول تحتفي بتراثها وبلهجتها وتخصص قنوات الإعلام لنشر هذا التراث وهذه اللهجة والكثير منهم ينجحون بذلك حتى أصبحنا نتقن جميع اللهجات المصرية والخليجية والعراقية , بينما نجد أننا محاربون على لهجتنا في بلدنا فلماذا هذا الإقصاء للشعر الشعبي ؟ ..
الشعر الشعبي الجزراوي هل هو قريب من الشعر الشعبي العراقي ؟؟
الحقيقة هذا السؤال كثير ما يُطرح علينا ، نعم الشعر الشعبي الجزراوي والفراتي قريب جداً من الشعر الشعبي العراقي وهذا شيء طبيعي لقرب جغرافية المكان وقرب اللهجات من بعض .. فاللغة في كل مكان بالعالم مؤثرة ومتأثرة وأغلب ثقافتنا من ناحية اللهجة المكتسبة المسموعة هي عراقية من خلال الأغاني والقصائد التي نسمعها منذ صغرنا ولحد الآن .. من منا لا يعرف «مضفر النواب» و«إسماعيل الكاطع» وأغاني ( داخل حسن والياس وسعدون والملا ضيف .. والخ) , ولكنِّي أسعى وأطمح مع إخواني الشعراء أن نُكوِّن ونضع اللبنة الأساس لمدرسة شعرية جزراوية ..
 من هم فرسان الشعر الشعبي في محافظة الحسكة ؟
هذا الشعر له فرسانه الذين لامسوا قلوب الناس بقصائدهم الرائعة ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر الشاعر «خلف موان الجبارة» والشاعر «إسماعيل الحصن» والشاعر «محمد اليساري» والشاعر «محمد سعيد الغربي» والشاعر «عبد الواحد عبد الرحمن» والشاعر «مصطفى سينو», وهناك الكثير ممن لم تسعفني الذاكرة بذكر أسمائهم ونطالب المعنيين بإعادة النظر بأمر الشعر الشعبي، وتكوين جمعية تحت مسمى ( جمعية الشعر الشعبي ) أو ( التراث الأدبي للجزيرة والفرات ) أو تحت أي مسمى يكون انطلاقة لهذا المشروع الذي سيكون الخطوة الصحيحة نحو تصحيح مسار الثقافة والأدب في المحافظة ..
أشكر لـ«شهبانيوز» لتسليطها الضوء على هذا النمط من الشعر في محافظة الخير والعطاء ..
تشْبَه جنَان الْخُلدْ
طِيب ومحنَّه وغَربْ
ومِنْ كُثُرْ خيْرَكْ إجوْ
واسْتَوطَنوك الغُربْ
شدَّو بْراس الإبلْ
وأعْلَنَو بيْهَا الْحَرُبْ
رَدَّتْ علَى وبْرَهَا
من الجَّوعْ ومْن الظَّرُبْ
كَعْبِةْ حِسنْ وابْرهة
مَا درى الْكَعْبة اِلْها رَبْ
والْهَرَبْ يَا مَوطِني
منَّكْ فَقيْر و هَرَبْ
وبي غَني يَا مَوطِني ل
َمْلَم افْلوسَه وهَرَبْ
وأنْتَ تظل الأصلْ
ديوانْ صَدْر الْعَربْ
وحْزَامْ مَا ينَّسِفْ
مَا يعْمِي عيْنَك غَضَبْ
كَافيك يَا مَوطِني
ظَهْرَ الْفُقَار انْحدَبْ

بواسطة
صالح طعمة
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى