علوم وتقنيات

هل باتت صفحات الانترنت النافذة الوحيد لحواراتنا ؟؟

من أسواق عكاظ إلى جلسات الرآي «التلفاز» إلى الانترنت .. عصور مرت بها البشرية والشعوب العربية حتى باتت في عصرنا الحالي رهناً للتكنولوجيا والتقدم العلمي ..
اختفت أسواق الحوار والأدب وجلسات النقاش عن عالمنا العربي, حتى تحولت المؤتمرات إلى جلسات لتبادل الاتهامات وفرض الآراء .. ولم يعد للأدب ساحة تجتمع فيها الكلمات .. فعلى صفحات الانترنت تجد مئات الآلاف لمتابعي إحدى الصفحات التي قد تسترق الأفكار بين هنا وهناك .. وعندما تعقد جلسة أدبية لا يصل إليها إلا ما يشير لعدد الأصابع ..
لم يعد يحلو بنا اللقاء .. ولم تعد الظروف تسمح لأن نتحاور تحت سقف إحدى المراكز الثقافية أو في الهواء الطلق .. فقدنا لغة الحوار .. وفقدنا معها إمكانياتنا بقبول آراء الآخرين .. أصبح الانترنت أكبر الساحات للحوار .. وباتت صفحاته مكتظة بالمتحاورين الذين لا يجرؤون على إبداء الرأي إلا عبر الفيسبوك والتوتير والوتس أب .. وتحولت مع هذه التطورات الأنظمة الدولية .. فبات الرئيس فلان يصرح عبر التوتير .. ورئيس حكومة فلان دولة أصدر قرار نشرته صفات الفيسبوك .. أما وزير الدفاع لدولة معين فقد أكد بأنه وجه ضربة برية قوية حسب ما نشر على اليوتيوب ..
وهنا نسأل .. هل فقَّد العالم لغة الحوار والتواصل .. هل أصبحنا مقيدين بالتكنولوجيا .. كيف سيلقي شاعرنا القصيدة ؟؟ .. وكيف للباحث أن يعرض أفكاره ويناقشها مع مثقفي البلد ؟؟ .. كيف نسمع صدى الكلمة ومن أين لنا بآراء هؤلاء الناس ؟؟ .. هل أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي النافذة الوحدة لنعرف آراء الشارع .. والنافذة الوحيدة لنشر قصائدنا وأفكارنا ؟؟
إلى أي درجة وصلنا بنا المطاف .. وهنا بيت القصيد .. فمن هو المستفيد من انتقالنا إلى عالم افتراضي يرفع من شأن الوضيع ويخفف من قيمة المبدعين والمفكرين والباحثين وأعلام البلد ؟؟

بواسطة
أحمد دهان
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى