كيف نظر المجتمع الدولي لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع إيران ؟؟
لم تمضي ساعات على إعلان الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وعدم السماح لطهران بمواصلة تخصيب «اليورانيوم» حتى بدأت حملة من الاستنكارات والإدانات شديدة اللهجة حول هذا الموقف المتهور والجنوني …
فقد أكد الرئيس الأمريكي بإعلانه بأن : «الاتفاق النووي سمح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم وستصل إلى إنتاج السلاح النووي مع مرور الوقت .. ولدينا أدلة واضحة بأن الوعد الإيراني بعدم إنتاج سلاح نووي هو أكذوبة» .. وبأن : «إيران تتسبب في الفوضى وتسعى إلى تطوير صواريخها البالستية لتحمل رؤوساً نووية .. لا يمكننا منع إيران من امتلاك قنبلة نووية استناداً إلى تركيبة هذا الاتفاق».
وفي أول رد على هذا الإعلان أكدت وزارة الخارجية والمغتربين السورية بأنها تدين وبشدة قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران الأمر الذي يثبت مجدداً تنكر الولايات المتحدة وعدم التزامها بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية, وجددت الخارجية السورية تضامنها الكامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وحكومة وشعباً وشددت على أنها واثقة تماماً بقدرة إيران على تجاوز تداعيات الموقف العدواني للإدارة الأمريكية والذي يؤثر في امن واستقرار المنطقة والعالم.
وزارة الخارجية الروسية أشارت في بيان صدر عنها مساء اليوم عن أسف روسيا العميق من قرار ترامب التخلي بصورة أحادية الجانب عن تطبيق التزامات الولايات المتحدة في إطار خطة العمل المشتركة الشاملة الخاصة بملف البرنامج النووي الإيراني وإعادة فرض العقوبات الأمريكية ضد إيران, وشددت الوزارة على قلق روسيا من أن الولايات المتحدة تتصرف من جديد خلافاً لرأي أغلبية الدول وخدمة لمصالحها الأنانية الضيقة فقط منتهكة بشكل سافر قواعد القانون الدولي مؤكدة أنه «لا أساس لتقويض خطة العمل المشتركة التي أثبتت فاعليتها الكاملة وتتعامل بشكل فعال مع جميع الأهداف الموضوعة أمامها».
بريطانيا وألمانية وفرنسا أكدوا على اتفاقهم بمواصلة تطبيق التزامات دولهم بموجب الاتفاق النووي مع إيران حيث جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي» والمستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» والرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» فأشار البيان إلى أن : «فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة تعرب عن قلقها وأسفها من قرار الولايات المتحدة الانسحاب من خطة العمل المشتركة الشاملة الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني وتشدد على الالتزام بهذه الخطة» معتبرين أن : «العالم أصبح آمناً بشكل أكبر بفضل خطة العمل المشتركة» وداعوا الولايات المتحدة إلى تجنب خطوات قد تمنع الأطراف الأخرى للاتفاق من تطبيقه.
الأمين العام للأمم المتحدة «انطونيو غوتيريس» أعرب عن قلقه الشديد حيال قرار ترامب وإعادة العمل بالعقوبات ضد طهران داعياً الدول الخمس الأخرى الموقعة على الاتفاق إلى الوفاء بالتزاماتها تماما بموجب هذا الاتفاق.
الرئيس الإيراني «حسن روحاني» قال بأن : «الولايات المتحدة لم ولن تلتزم بما تعهدت به على الإطلاق حيال الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد» معلقاً خلال كلمة مسائية له اليوم على انسحاب واشنطن من الاتفاق مع بلاده بالقول : «كنا نعلم منذ البداية أن واشنطن لن تفي بتعهداتها وهذا ما ثبت في قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي» مبيناً أن الحكومة الإيرانية التزمت بما تعهدت به لكن الولايات المتحدة بانسحابها من الاتفاق تقر بأنها دولة لا تحترم الاتفاقات الدولية.
وشدد «روحاني» على أن ترامب أكد بانسحابه من الاتفاق عدم احترامه للقرارات الدولية متجاهلاً أن مجلس الأمن الدولي تبنى الاتفاق عبر قراره 2231 عام 2015 مبيناً أنه «إذا كان الاتفاق حبراً على ورق ولن يضمن مصالح إيران فستكون لنا طريق واضحة ونحن مستعدون لكل الظروف» مشيراً إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت التزام إيران بتعهداتها لافتاً إلى أنه أصدر تعليمات لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية للقيام بكل ما هو ضروري وبأن تكون مستعدة للتخصيب الصناعي.