جرائم وحوادث

محكمة بريطانية تحكم بالسجن 32 سنة على قاتل امرأتين سوريتين

أصدرت محكمة بريطانية الثلاثاء 18 ديسمبر/كانون الأول 2018، حكماً بالسجن لمدة 32 عاماً على رجل قتل زوجته السورية ووالدتها عندما اكتشفا أنَّه متزوج سراً بامرأةٍ أخرى ولديه منها أطفال.

وكان القاتل الذي يُدعى جنباز تارين ويبلغ من العمر 21 عاماً قد طعن زوجته السابقة رنيم عودة وأمها خولة سليم حتى الموت في هجومٍ «وحشي مُفجِع» في بلدة سوليهل البريطانية في 27 أغسطس/آب الماضي، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.

وكانت رنيم (22 عاماً) قد اتصلت بالشرطة ثلاث مرات في الساعات التي سبقت الجريمة، وكانت تُجري مكالمةً مع أحد موظفي الطوارئ عبر رقم 999 عندما ظهر تارين فجأةً خارج منزل والدتها.

وذُكِر أمام محكمة برمنغهام الجنائية أنَّ تارين تسلَّح بسكينٍ بعد نزاعٍ علني مع رنيم، التي كانت زوجته بموجب أحكام الشريعة الإسلامية، قبل أن يقتلها ويقتل والدتها عندما حاولت إنقاذ ابنتها.

قبض عليه بعد 3 أيام

وأطلقت شرطة منطقة ويست ميدلاندز آنذاك حملة مطاردة في جميع أنحاء البلاد لاعتقال القاتل، الذي أُلقيَ القبض عليه بعد ثلاثة أيام قضاها هارباً. واعترف تارين يوم أمس الإثنين 17 ديسمبر/كانون الأول بارتكابه الجريمة المزدوجة.

يُذكَر أنَّ رنيم، التي التقت تارين في الكلية في سوليهل قبل زواجهما، قد انفصلت عنه في الأسابيع التي سبقت هجومه بعد أن علمت أنَّ لديه ثلاثة أطفال وزوجة سرية كانت حبلى بطفلٍ رابع في أفغانستان.

وكذب تارين أيضاً على رنيم بشأن حقيقة عمره وكان «يتشاجر معها» في زواجهما، قبل أن يتحول إلى تهديدٍ.

وكانت رنيم قد اتصلت بالشرطة من قبل للأبلاغ عن سلوكه، حصلت على أمرٍ من المحكمة ضده بعدما حطم هاتفها قبل 17 يوماً من الجريمة، وفقاً لما ذكره أقرباؤها.

قصة القتل 

وعندما اكتشفت أكاذيبه، صعَّد تارين من مضايقته لها، فباتت خارج منزلها 12 ليلة متتالية. وأخبرت أفراد عائلتها بأنَّه قال لها: «إذا تركتني، فسأقتلك وأقتل أسرتك».

وفي الليلة التي سبقت الجريمة القتل، واجه تارين رنيم وأمها (49 عاماً) بعدما سار وراءهما إلى أحد المقاهي. ثم طُرِد بعد أن صفع الضحيتين على وجهيهما وهدَّدهما بالقتل، بحسب الصحيفة البريطانية.

اتصلت رنيم برقم الطوارئ في تمام الساعة 10:34 مساء بعد هذه الواقعة، وأخبرت الشرطة بأنَّ تارين اعتدى عليها، وأنَّ لديها أمر محكمة ضده، وأنها تشعر هي وأمها بعدم الأمان.

ثم اتصلت بالشرطة مرة أخرى بعد نصف ساعة لتقول إنَّها غادرت المقهى وكانت في طريقها إلى البيت. وفي مكالمةٍ ثالثة أُجريت في تمام الساعة 11:42 مساءً، سألت عن أفراد الشرطة الذين كانت تنتظرهم خارج منزلها.

وحاول الضباط الاتصال بها بعد منتصف الليل بقليل لكنَّ لم يرد أحد. ونصحوها في وقتٍ لاحق بالذهاب إلى منزل والدتها وقفل الأبواب والاتصال فوراً إذا ظهر تارين.

وفي مكالمةٍ أخيرة بعد منتصف الليل بقليل، اتصلت الشرطة برنيم لتقول لها إنَّ الضباط سيزورونها في الثامنة صباحاً. لكنَّها طُعِنت هي وأمها حتى الموت بينما كانت تتصل بالشرطة.

وصف محققون بارزون الجريمة بأنَّها وحشية و»إحدى أفظع» الجرائم التي رأوها، و»أشدها إيلاماً للقلب».

ويُجري المكتب المستقل المعني بسلوك الشرطة تحقيقاً في اتصال الأسرة السابق بالشرطة بعد إحالةٍ ذاتية من شرطة ويست ميدلاندز.

وقال مارك بين رئيس قسم البحث الجنائي في شرطة ويست ميدلاندز: «لقد كان ذلك هجوماً جباناً مع سبق الإصرار والترصُّد من جانب رجلٍ لديه سجلٌ من العنف تجاه النساء. لقد طارد الضحيتين، وحمل سلاحاً إلى مكان الحادث، واختبأ في انتظارهما. ثم ظهر فجأةً وألحق بهما جروحاً وحشية غائرة لا يمكن النجاة منها.

وأضاف: «أود أن أشكر عامة الشعب على استجابتهم لتلك الواقعة. فبفضل المساعدة الشعبية العامة، استطعنا تحديد موقع تارين واحتجازه. إنَّه يقبع الآن خلف القضبان في المكان الذي ينتمي إليه».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى