إشارات “المرونة” الأمريكية قابلها “تشدد” سوري
وفد الكونغرس يؤكد أهمية الحوار ودور سورية… والأسد يطلب الابتعاد عن سياسة الإملاءات التي ثبت عدم جدواها
بحث الرئيس بشار الأسد مع السيد هاورد بيرمان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي والسيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي خلال استقباله لهما صباح أمس كلا على حدة العلاقات الثنائية بين سورية والولايات المتحدة حيث أكد الرئيس الأسد أن العلاقة بين الجانبين يجب أن تقوم على أساس من الفهم الصحيح لقضايا المنطقة والمصالح المشتركة.
وشدد الرئيس الأسد على ضرورة الابتعاد عن سياسة الإملاءات التي ثبت عدم جدواها وعلى أن الحوار هو الطريق الوحيد لمعرفة حقيقة المشاكل ووضع رؤية شاملة للحلول تستند الى تاريخ المنطقة وحقوق شعوبها.
وجرى استعراض الأوضاع في الشرق الأوسط حيث عرض الرئيس الأسد رؤية سورية حول جميع المستجدات وأكد أن أي حديث عن عملية السلام يتطلب أولاً وقبل كل شيء وجود أطراف يؤمنون بالسلام ولديهم النية الصادقة للعمل من اجل تحقيقه.
وأكد وفدا الكونغرس دور سورية الفاعل في المنطقة وشددا على أهمية تطوير الحوار بين دمشق وواشنطن وخاصة في ظل النهج الجديد الذي تبتغي الإدارة الأمريكية الجديدة اتباعه في الشرق الأوسط.
وفي الإطار ذاته التقى السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية مع السيد كيري بحضور الدكتورة شعبان والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والسفير مصطفى والقائمة بأعمال السفارة الامريكية بدمشق.
ونقلت وكالة سانا عن كيري أنه وصف محادثاته مع الرئيس الأسد بالايجابية جدا والشاملة وقال..أجريت مع الرئيس الأسد محادثات مكثفة حول مسائل تهم سورية والولايات المتحدة والمنطقة.
وأعرب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي عن اعتقاده بأن الرئيس أوباما وإدارته سيبدؤون بالانخراط في بحث كل الإمكانيات في المنطقة.
يشار إلى أن هذه الزيارة هي الرابعة لوفد من الكونغرس الأميركي لسورية في عهد الإدارة الأميركية الجديدة حيث التقى الرئيس الأسد يوم الأربعاء الماضي وفدا برئاسة السيناتور بنيامين كاردن عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
كما التقى الرئيس الأسد في الحادي والثلاثين من كانون الثاني الماضي وفد الكونغرس برئاسة آدم سميث.
وجرى التأكيد خلال اللقاءات على أهمية تطوير العلاقات الثنائية بين سورية والولايات المتحدة بما يخدم الاستقرار في المنطقة.
وبين كيري أنه التقى أيضاً كلاً من نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم وقال: " قناعتي العميقة أن هذه لحظة مهمة جداً لبداية مرحلة انتقالية، ليس فقط على صعيد العلاقات بين الولايات المتحدة وسورية، بل أيضاً العلاقات في المنطقة بشكل عام".
وأشار كل من كيري وبيرمان إلى أنهما قدما إلى سورية بـ صفة خاصة وليس كمبعوثين من قبل الإدارة الأميركية، إلا أن كيري أكد أنه سيتحدث إلى الرئيس باراك أوباما عن زيارته إلى سورية، على اعتبار أنه قريب جداً من الرئيس الأميركي.
وذكر كيري أنه كان متشجعاً إزاء النقاش الذي حصل مع الرئيس الأسد لأنه كان طويلا وصريحا وعميقا وشمل كل القضايا التي تخطر ببالكم ، مشيراً إلى أنه على الرغم من "الاختلاف حول بعض القضايا، لكن ما يمكنني أن آخذه معي، ونستفيد منه، هو احتمال التعاون الحقيقي حول قضايا عديدة مختلفة مشيراً إلى أن هذا التعاون سيبدأ مباشرة وفي وقت قريب وخلال الأيام القليلة القادمة".
ورفض كيري توقع ما سيحصل لكنه عبر عن الشعور بالثقة بأنه يمكن فعل شي، " وبحسب ما سمعته من الرئيس الأسد سأكون متفاجئاً إذا لم نبدأ برؤية بعض الجهد"، وقال إنه :"متفائل جداً بالأيام القليلة القادمة، إذ سيكون هناك جهود دبلوماسية جديدة لمتابعة ما بدأناه".
وشدد كيري أن "الولايات المتحدة لن تضيع أي جهد دبلوماسي لمحاورة دمشق، ضيعنا الكثير من الوقت وحان الوقت لنتحرك بسرعة".
وبما يتعلق بملف السلام في الشرق الأوسط، عبر كيري عن أمله بوجود "إرادة وإمكانية لصنع فرق وفي الأيام القادمة سنختبر ذلك".
واستطرد كيري أنه على الرغم من كل القضايا العالقة في المنطقة مثل الملف الإيراني والوضع في غزة وأمور أخرى، "لاحظت أنه هناك إطار يمكن للناس من خلاله أن يشعروا بمدى إلحاح التغيير وأن التحرك الدبلوماسي على مستوى مناسب يمكن أن يصنع فرقاً".
وحول الوضع في غزة، جدد كيري موقفه حيال ضرورة :"الاستجابة لنداء الاستغاثة الإنساني من غزة"، مضيفاً إن :"اللجنة الرباعية كانت واضحة جداً حول الشروط التي وضعتها للتعامل مع حماس وهي نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل واتفاقات السلام الموقعة معها، ويمكن لحماس أن تكون غداً صباحاً على طاولة التفاوض بعد قبولها الشروط".
وأضاف كيري إن "الإدارة الأميركية تدعم حكومة وحدة وطنية"، مؤكداً أن "سورية يمكن أن تقدم مساعدة كبيرة" في هذا الصدد، على حين أشار بيرمان إلى أن الرئيس الأسد :"تحدث بعمق وإطالة عن الشروط التي يراها لتحقيق السلام بالشرق الأوسط"، مستطرداً أنه عبر له بالمقابل عن "وجهات النظر في الكونغرس وبما يتضمن التزامنا بالحفاظ على أمن إسرائيل وسيادة لبنان وحقوق الإنسان".
وتحدث كيري عن فرق كبير بين الزيارة الأخيرة التي قام بها لسورية سابقاً وهذه الزيارة موضحاً أنه بعد "جولاتي السابقة كنت ألاحظ أن الإدارة السابقة لم تكن راغبة في التحرك تجاه هذا الموضوع، لكن هذه الإدارة لديها الرغبة في القيام بذلك"، مشيراً إلى أن "الوضع في غزة والوضع في لبنان خلقا ضرورة ملحة، وأنا سمعت تصريحات أكثر وضوحاً حول الإدارة والرغبة في المساعدة ما يعطي الانطباع بأنه يمكن للأشياء أن تتحقق وهذا ما سأنقله إلى الإدارة الأميركية وأقتنع أنه هناك فرص للمتابعة".
من جهته قال بيرمان إن الرئيس الأسد عبر عن "اهتمامه بتطوير العلاقات مع أميركا"، وأضاف: "رغبت في أن أطلعه على وجهة نظر الإدارة الأميركية والكونغرس بما يتعلق بالمواضيع المطروحة على الأجندة"، مؤكداً أن الجانبين اتفقا على ضرورة أن يكون "الحوار موجها نحو النتائج، وليس لمجرد الحوار"، موضحاً أنه "لا نعلم إلى متى يمكن أن تبقى نافذة الفرصة الحالية مفتوحة".
وبحسب تعبير بيرمان فإن الوفد لم يحمل إلى القيادة السورية رسائل من الإدارة الأميركية وإنما "الروح العامة التي تشاركنا بها الإدارة الأميركية حول رغبتها في الحوار لحل قضايا المنطقة"، واصفاً اللقاء مع الرئيس الأسد بأنه كان "إيجابياً وجيداً وقد خرجت بانطباعات إيجابية".
وقال بيرمان بالنسبة لي بدأ الحوار منذ الآن، مشدداً على أن هذا هو الوقت المناسب للانتقال من بذل الجهود لعزل سورية إلى بذل الجهود لإشراك سورية بالحوار.
ووصل بيرمان وكيري إلى سورية ضمن جولة في الشرق الأوسط، وقال كيري إنه قابل خلال هذه الجولة من وصفهم بـ صانعي القرار المهمين ، معرباً عن اعتقاده بـ إمكانية التغيير وسوف أنقل هذا الشعور إلى زملائي بواشنطن وكذلك الإدارة الأميركية".
وأضاف إن هناك :" نظرة مشتركة حول عدم توفر الكثير من الفرص إذا كنت ترغب في صنع فرق، الناس في مختلف الأماكن باتوا أكثر تشكيكاً وإحباطاً والنافذة برأيي للتوصل لحل الدولتين باتت أكثر ضيقاً، وهذا حتماً يمكن أن يتغير، لكن يجب أن يتم ذلك باتخاذ إجراءات ملموسة من قبل الدول المعنية".
بيرمان وحول قانون محاسبة سورية، أكد: "أنه سارٍ الآن لكن ما أود اقتراحه هو الانتقال من العزل إلى الحوار تزامناً مع قضايا أخرى مطروحة على الأجندة بما يتعلق بالسياسة الأميركية والقضايا المتعلقة بتشريعات الكونغرس وتلك المتعلقة بالسياسة العامة للإدارة، وكل هذه القضايا يجب دفعها وحلها".
وشدد بيرمان أنه :"يجب التعامل مع عدد من القضايا بنفس الوقت وبما أن نافذة الفرص ضيقة ومحدودة، لذلك فإن الانتظار حتى الانتهاء من حل قضية معينة تماما للاتجاه إلى بعدها، قد يؤدي لغلق النافذة".
يشار إلى أن هذه الزيارة هي الرابعة لوفد من الكونغرس الأميركي لسورية في عهد الإدارة الأميركية الجديدة حيث التقى الرئيس الأسد يوم الأربعاء الماضي وفدا برئاسة السيناتور بنيامين كاردن عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
كما التقى الرئيس الأسد في الحادي والثلاثين من كانون الثاني الماضي وفد الكونغرس برئاسة آدم سميث.
وجرى التأكيد خلال اللقاءات على أهمية تطوير العلاقات الثنائية بين سورية والولايات المتحدة بما يخدم الاستقرار في المنطقة.
وفي سياق متصل أكد مصدر دبلوماسي في واشنطن لـ صحيفة الوطن السورية أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل سيزور سورية في إطار جولته المقبلة في المنطقة نهاية الشهر الجاري.
وعين الرئيس أوباما ميتشل مبعوثاً للشرق الأوسط، وزار في جولته الأولى الشهر الماضي مصر وإسرائيل ورام اللـه والأردن والسعودية ثم فرنسا وبريطانيا.
وذكر تقرير لوكالة فرانس برس أن ميتشل في جولته الحالية من المقرر له أن يلتقي اليوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه :" ستأتي زيارة ميتشل بعد الانتخابات العامة الإسرائيلية مباشرة وسيلتقي خلالها إضافة للرئيس عباس المسؤولين الإسرائيليين والأطراف العربية المعنية بعملية السلام".
وتابع :" إن زيارة ميتشل للمرة الثانية للمنطقة منذ توليه منصبه نهاية الشهر الماضي تؤكد الاهتمام الحقيقي لإدارة الرئيس أوباما بالتوصل إلى حل للنزاع الفلسطيني والعربي مع إسرائيل يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية وحل كافة قضايا الوضع النهائي".
وميتشيل هو سيناتور أميركي سابق لسنوات عديدة ومن المخضرمين في شؤون السياسة الخارجية، وسبق له أن رأس بعثة تقصي حقائق دولية تم تشكيلها عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، أصدرت ما عرف "بتقرير ميتشيل" أوائل العام التالي وأوصى خلاله بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.