جاد: أفكاري لا تنضب
على الرغم من تجاهله للشائعات والنقد، فقد اضطر الفنان جاد الشويري إلى الرد بقسوة على شائعة افتتاحه قناة إباحية. خصوصاً أنها أثارت في وجهه عاصفة من الانتقادات في مصر، التي يتركز فيها معظم نشاطه الفني. جاد الذي يسعى إلى بلوغ مرحلة النضج الفني
أعلن عن مواضيع جديدة يرغب بغنائها دون أن يتخلى عن أسلوبه الغربي الذي اكتسبه من دراسته..
التقت الفنان جاد شويري ودار هذا الحديث عن سر غيابه الطويل عن الساحة الفنية، وعن أسباب اتهامه دائما بأنه فنان الإثارة، وفيما يلي التفاصيل.
*بداية ما سر الغياب الطويل عن الساحة الفنية؟
_الفنان من وقت لآخر يحتاج إلى الابتعاد عن الساحة الفنية حتى يغربل أفكاره من جديد وبالتالي العودة بأسلوب مختلف وتقديم نمط فني جديد يخرجه من دائرة التقليد.
*لماذا دائما اسم جاد شويري في دائرة الشبهات؟
_(يسأل)، فلتوضح لي أكثر مضمون سؤالك لا سيّما وأنّه يحمل في باطنه رائحة استفزاز.
*أقصد أنّ اسمك يأتي دائما في خانة الجنس…
_(يقاطعني)، أعترف أنني مطرب "مثير جنسيا"، ولا أخجل من ذلك، وبالتالي أن يقال عني فنان مثير جنسيا فهذا شيء رائع فكيف لا أفرح بأن أكون أول شاب مثير أو أول نموذج جنسي في الوطن العربي.
*كلامك فيه شيء من التحدي للجمهور؟
_بالعكس ليس تحديا لأحد، فبالنسبة لي أفضّل أن أظهر إثارتي بشكل واضح على أن أظهرها بشكل خفي لهذا أو ذاك مقابل حفنة من الدولارات مثلما يفعل العديد من الفنانين المتزلفين، علما أنني عندما أتعرّض للانتقاد أكون سعيدا جدا فالأمر بالنسبة لي مسلي جدا أما المديح فهو يصيبني بالملل.
*ماذا يمثّل الفن بالنسبة لك؟
_الفن ليس رسالة سامية وراقية، ولكنه كل ما يمكن توصيله للجمهور من خلال الإحساس والتعبير عنه.
*تعتبر أنّ الفن ليس رسالة سامية، فلماذا اقتحمت أسواره؟
_الأغنيات التي أقدمها من خلال ألبوماتي مثل أغنية "أقولك إيه" أو أغنية "قولي أزاي" أو التي أتصدى لإخراجها للمطربين والمطربات الأخريات مثل "ماريا" و"تينا" تساعد على إثارة الشباب، وهي قادرة على إخراجهم من مشكلاتهم لأنهم سينشغلون بما فيها من إثارة فهي أغنيات تقوم بعمليات تمويه.
*تقصد أنّ أغنياتك تلهي الشباب عن مشاكلهم؟
_من يرد حل مشاكله فليتفرغ لها ويقوم بتغيير القناة التي أغني عليها فأنا لا أجبر أحدا على مشاهدتي أو مشاهدة ماريا أو هيفاء أو نانسي.
*لماذا يقال عنك أنك متعالي؟
_أرفض الأمر مطلقا، فأنا أبعد ما أكون عن التعالي، وبطبيعتي قريب من الجمهور، ولأجل ذلك فإنّ الجميع يستطيع الاتصال بي والتواصل معي بشكل مباشر من خلال رقمي الخاص وذلك بهدف خلق نوع من التفاعل المباشر بيني وبين الجمهور. أنا أحب أي وسيلة تمكنني من التواصل مع الناس وتمكنني من التعبير عن نفسي، ولهذا السبب وضعت تليفوني النقال مسبوقا بكلمة "كلمني" حتى أعرف رد الفعل على كل ما أقدمه وبالفعل ردود الفعل قوية ومؤثرة وقد استفدت الكثير من بعض الملاحظات.
*هناك اتجاها لمقاطعة أغانيك كون بعضها يتضمن تأوهات جنسية ومليئة بالإثارة سواء من خلال الكلمات أو المعاني أو الحركات؟
_قد يرفض الجمهور بالفعل شابا يقول "آه" في أغنياته وهؤلاء لا علاقة لي بهم ولا علاقة لهم بي لكن أنا لي جمهور كبير جدا.
*ماذا عن حدودك كفنان عربي يخضع لقوانين رقابية على الفن؟
_ليست لي أية حدود كشخص أو كمطرب لكن بما أنني أعيش في الوطن العربي وحدودي هي الرقابة وما تفرضه عليّ وما تصل إليه من درجات تحفظ، فإنني حتما لا بد أن امتثل في النهاية لقرارات الرقابة التي قد تعوق أحيانا تفكيرنا الحر والجريء.
*أنت دائما تطالب بتحرير الجسد في أغنياتك أو الأغنيات التي تقوم بإخراجها لمطربات أخريات، فلا تعتقد أنه من الأفضل تحرير العقل والروح أولا؟
_تحرير الجسد خطوة أولى نحو تحرير العقل والروح فهذه الأغنيات التي أقدمها كمطرب وملحن ومخرج تعمل على تحرير الحياة كلها وإذا كان البعض يرى أنها ذات مستوى هابط فهذا ظلم لها ولنا. ليس عيبا أن تكون المرأة سعيدة بجسدها وتبرز جماله وهناك أشياء كثيرة "عيب" نقوم بها في حياتنا والأولى أن نصححها بدلا من أن نقول إن جسدنا عيب ويجب أن نداريه.
*يقال أنّ جاد شويري مهووس بالشهرة والأضواء والنجومية؟
_أنا محب للشهرة والأضواء ولكنني لا أتعمد تقديم أية إثارة، فقط أتمنى أن أحقق صدى لدى الناس.
*حتى لو كان هذا الصدى سيئا؟
_إذا كان هناك صدى مهما كان نوعه سيئا أو جيدا فهذا يعني أنه حرك الناس.
*أفكارك الجريئة الصادمة دائما تقابل بآراء "قاسية" من النقاد، فلأي مدى تتأثر بتلك الآراء؟
_اقرأ النقد جيدا وإذا وجدت ما استفيد منه اخذ ذلك بعين الاعتبار، ويكون محل اهتمام من جانبي أما إذا كان عكس ذلك فليس من اهتمامي وفي كل الأحوال لست مطالبا بتطبيق النقد أو العمل بنصائح النقاد مهما كانت جيدة لأن لي قناعاتي الخاصة وأفكاري الخاصة.
*قدمت أفكارا راقت للبعض وأزعجت الكثيرين، واليوم نرى أفكارك تنضب..
_(يقاطعني)، ما أملكه من أفكار عديدة قد لا تنتهي حتى عام 2040 فأنا أهدف إلى إطلاق عالم غنائي جديد، وأحب دائما أن أكون أول من قدم فلان أو فلانة وأتحدى أنني قادر على تغيير الشخصية الفنية لأي مطرب يسلمني نفسه.
*ماذا يطلق جاد شويري على نفسه؟
_أنا فنان شامل بكل ما للكلمة من معنى، فأنا مغني ومخرج وممثل، وأتحدى أي فنان يستطيع أن يجمع كل هذه الأمور في شخصيته.
*لأي مدى تختلف شخصيتك بين ما تقدمه كمطرب وممثل؟
_الطريق الذي اتخذته وعرفني الجمهور من خلاله في مجال الغناء كشخص مثير صعب أن أتخلى عنه في السينما، ولكن في السينما فإنّ ما قدمته لم يكن شخصيتي الحقيقية بل كان فقط مجرد دور لعبته على الشاشة الفضية وبالتأكيد مختلف تماما عن شخصيتي الحقيقية.
*هل وصل جاد شويري إلى مرحلة النضج؟
_بالتأكيد وصلت إلى مرحلة النضج، فبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات في المهنة يجب أن يبلغ أي شخص المستوى المطلوب من النضج.
*رغم كل الانتقادات التي طالتك، لكنك لم تغيّر أسلوبك..
_(يقاطعني)، أنا بدأت في التغيير ومن يتابعني يلمس هذا الشيء واليوم أصبحت أكبر وأمتلك الخبرة حتى أن أدائي تبدل وصوتي تطور مع مرور الوقت والتمرين، كما أني صرت أختار مواضيع جديدة ومختلفة مثل حقوق المرأة.
هل تعتقد أن الناس بدأت تتقبل هذا التغيير؟
_يجب أن تسمع أغاني الجديدة كي تقرر، فأنا مثلا قدمت أغنية تبدأ بالراب والنمط الغربي ثم تتحول إلى الشرقي وتنتهي بلحن أبرالي وهذا المزج جديد وغريب ولم يقدمه احد قبلي وأظن أن الناس تحب الأشياء المبتكرة.
*لكنك لا زلت معرضاً للنقد دائما؟
_لان الناس تعودوا على توجيه النقد لي مهما فعلت رغم أني مؤخرا قدمت أكثر من كليب مع عمرو مصطفى وإيوان وماريا وجوانا ملاح ونيكول سابا لم يجد الناس في أي منها شيئاً لينتقدوه فحاولوا اختراع مادة للنقد. وصدقني فإن من يهوى النقد الدائم يبحث عن إشاعة لا أساس لها من الصحة لمجرد الكلام ولو لم يجد ما ينتقده.
*مثل شائعة افتتاحك لمحطة إباحية؟
_أجل مثل هكذا إشاعة ولا ادري من أين أتت ويقولوا لك انه لا وجود للدخان بدون نار، أنا هنا أؤكد أن الدخان يتصاعد ولو لم توجد النار لان هذا يحصل معي.