هاني شاكر: الغناء الان حالة شاذة المطلوب فيه ليس الصوت الجميل بل الفستان
يحيي المطرب هاني شاكر حفلا غنائيا بدولة المغرب ضمن مهرجان الجديدة السنوي الذي تنظمه الهيئة الثقافية المغربية وليس غريباً على المهرجانات العربية او تلك التي تقوم باستفتاء الجاليات العربية في بلاد المهجر لاختيار مطربها المفضل
وقد ولد هاني في عام الثورة 52 والحقه أبوه وهو في السادسة من عمره بغرفة كورال الاطفال بقيادة الدكتورة رتيبة الحفني وشارك في العديد من برامج الاطفال وقدم اول اغانيه عام 73 ‘حلوة يا دنيا’ من الحان محمد الموجي ثم حققت اغنيته ‘كده برضه يا قمر’ نجاحا مدويا من كلمات الشاعر صلاح فايز والحان الموسيقار خالد الامير ثم اعقبها بأغنيته الناجحة كذلك ‘يا ريتك معايا’ من كلمات الشاعر مجدي نجيب والحان الموسيقار محمد سلطان وعلا نجم هاني الذي ظن البعض ظهوره نتيجة خلافات بين بعض الملحنين والمطرب عبد الحليم حافظ.
كيف ترى حال الاغنية الان وهل من مخرج لأزمتها¿
الغناء الان حالة شاذة ولابد للتأصيل الغنائي الفطري السليم ان يعود فقد تكاثر الملحنون الذين يقتبسون الالحان ويعيدون طرحها بدلا من ان يبتكروا فانتشرت نساء الاستعراضات والاثارة حتى اصبح المطلوب ليس الصوت الجميل بل الفستان الكاشف للجسد.
كيف تفسر حضورك الفني على مدار 30 عاما تغير فيها الغناء من لون الى لون ومن انتكاسة لاخرى ومازلت تحتفظ بأدوات فنية يفتقدها كثيرون¿
اعتقد ان تألقي راجع الى ذكاء الجمهور ومازلت احافظ على اصول جمالية للاغنية تؤكد احترامي للجمهور ولفني على حد سواء.
لكن هناك ايضا من يعتبر جيلك مسؤولا عن تردي الاغنية اذ لم يحافظ على ما اكتسبته في فترتها الذهبية¿
جيلي هو النقطة المضيئة في بحر الاغنية المظلم فلم يقدم ايا منا اسفافا ولم نسع للظهور في الكليبات بجوار فتيات الليل وقدمنا غناءا جديرا بالاحترام.
لماذا تواصل التعاون مع الشاعر بهاء الدين محمد والحان وليد سعد والذي اخترت تصوير اغنيته ‘حبيبي حياتي’ لهما¿
ان كلمات بهاء تحمل افكارا جديدة تجذب المستمع اليها كذلك الحان وليد التي تقترب من الشباب ودائما ما يحاول الفنان ان يجد لنفسه نماذج للتغيير ما بين وقت وآخر.
هل تفكر في الاعتزال من جديد بعد مواصلة الاغنية انتكاستها¿
لقد كان قرار اعتزالي الذي رجعت عنه بعد ضغوط من الجماهير والاعلام بمثابة اعلان عن استيائي ورفضي للحالة الغنائية المرضية التي نعيشها والتي اصابت كل من يحمل مسؤولية غنائية حقيقية باكتئاب لكن الان ما باليد حيلة الا مواصلة الغناء الذي احمل مسؤولية ترديه الاعلام بعد ان تاجر بالفن وقدم للجمهور اكثر تفاهة واسفافا.
ما الذي اضافته لك دار الاوبرا وهل عوضتك عن انتكاسة سوق الكاسيت¿
ان جمهور الاوبرا جمهور فريد يشبه جمهور مهرجان ‘الجديدة’ والمهرجانات والاحتفالات الجادة في باقي الدول العربية الشقيقة وهي عزاء لاشك يغنينا بعض الشيء عن انتكاسة الكاسيت لكني اطالب بأن تكون هناك آلية لمنع القرصنة على النت حتى يحصل المبدعون على حقوقهم.
لماذا تهجر غناء القصيدة وتركت غنائها للمطربين العرب امثال كاظم الساهر ولطيفة وغيرهما¿
حين ابحث عن القصيدة ابحث عن الذي يلائمني وقد غنيت ‘حبيبها’ من كلمات الشاعر كامل الشناوي والحان الموجي¡ كما غنيت ‘لا تكذبي’ فأنا لا اهجر القصيدة كلية فاذا وجدت كلمات والحان مناسبة لا اتردد في غنائها.
لماذا لم يستطع احد غير ام كلثوم نشر القصائد الصعبة بين العامة ويغنيها حتى الباعة المتجولين¿
لقد كان يخدمها الاعلام الذي له مس السحر وكان في هذا العصر يفرض الاغنيات على الناس اصحاب الذوق الرفيع وفي ذات الوقت تجددت القصيدة العربية على يد اصحاب التجديد من الشعراء امثال علي محمود طه ومحمود حسن اسماعيل وابراهيم ناجي وكامل الشناوي ونزار قباني¡ كما تجددت تلحينها على يد محمد عبد الوهاب ومن ثم تأثر السنباطي بتطوره حتى اصبحت بهذا الشكل الذي رأيناه في الحان كالنهر الخالد ولست قلبي وقارئة الفنجان ورسالة من تحت الماء من الحان الموجي والاطلال من الحان السنباطي.
لماذا لم تقترب من عالم التمثيل شأن عبد الحليم حافظ وفريد الاطرش ورائد السينما الغنائية محمد عبد الوهاب وغيرهم¿
لقد قدمت اكثر من عمل لكني لم اتواصل مع السينما لأنها ستشغلني عن الغناء ذاته وعن حرية الحركة.
لماذا لا تعيد تقديم اعمالك القديمة مثل ‘كده برضه يا قمر’ و’يا ريتك معايا’ و’هوه اللي اختار’¿
تم اعادة طبع هذه الاغنيات في سوق الكاسيت اكثر من مرة كلما نفدت النسخ اعيد طبعها لكن لا اقف حيالها دائما فتسجيلاتها موجودة وعلى البحث عن الجديد.