ساركوزي يعيد فرنسا إلى قيادة الناتو العسكرية
اتخذ الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي الأربعاء واحداً من أبرز المؤشرات ذات العلاقة في سياسة بلاده الخارجية في عهده بإعلانه أن فرنسا ستعود إلى القيادة العسكرية لحلف شمال الأطلسي الناتو
وكشف ساركوزي أنه يريد أن تعود فرنسا إلى الحلف العسكري بوصفها عضواً كامل العضوية وذلك في قمة الحلف التي تأتي مع الذكرى السنوية الستين لإنشائه والتي ستعقد شهر إبريل/نيسان المقبل.
وقال إن الوقت قد حان لوضع نهاية لهذا الوضع، أي مشاركة فرنسا في عمليات الحلف دون أن تكون عضواً في قيادته العسكرية، مشيراً إلى أنه يصب في مصلحة بلاده والمصلحة الأوروبية، بحسب تصريحات نقلها موقع رويترز الإلكتروني.
وتابع يقول: "يجب أن نكف عن خداع أنفسنا بأننا نستطيع أن نحمي أي شيء بدفن رؤوسنا في الرمال."
وكان الرئيس الفرنسي ديغول أعلن انسحاب بلاده من قيادة الناتو العسكرية قبل أكثر من 40 سنة احتجاجاً على الهيمنة الأمريكية على الحلف.
ففي عام 1966، طالب قوات الحلف بسحب قواته من بلاده وكذلك قواعده العسكرية في الأراضي الفرنسية من أجل المحافظة على السيادة الفرنسية.
ورغم أن تصريحات ساركوزي تشكل تغييراً كبيراً في السياسة الخارجية الفرنسية، إلا أن مضمونها يظل غير ملحوظ تقريباً من الناحية العملية، إذ أصبحت فرنسا في السنوات الأخيرة واحدة من أكبر الدول المساهمة في مهام حلف الناتو، رغم أنها لا تشغل مناصب عليا في قيادة الحلف.
وتعتبر فرنسا فعلياً رابع أكبر مساهم بقوات الناتو، وشاركت في مهام قيادية خلال عمليات الحلف في البوسنة وكوسوفو، كما أن عدد قواتها العاملة في أفغانستان يصل إلى 3300 عنصر.
غير أن ساركوزي، من أجل تحقيق هذا الهدف، طالب بموافقة برلمان بلاده، رغم أن قراره في هذا الشأن لا يحتاج إلى موافقة البرلمان.
السياسيون اليساريون في فرنسا، وآخرون في حزبه (الاتحاد من أجل الحركة الشعبية)، وهو حزب يمين الوسط، عبروا عن امتعاضهم من هذه الخطوة باعتبارها خيانة لرؤية ديغول لفرنسا المستقلة، لكنه على الأرجح سيحصل على الثقة في أي اقتراع حول هذه القضية.
ووفقاً لاستطلاع للرأي أجرته مجلة "باري ماتش" الفرنسية الأسبوعية، فإن 58 في المائة من الفرنسيين يميلون إلى موقف مماثل لموقف ساركوزي، أي العودة الكاملة للحلف العسكري.
يشار إلى أن حلف شمال الأطلسي بات يضم في عضويته 26 دولة، ومن بينها بعض دول أوروبا الشرقية سابقاً، والتي كانت عضواً في حلف وارسو المنحل.