المعلم للجزيرة: سورية لن تدخر جهداً لاستكمال المصالحة العربية لتكون شاملة
أكد السيد وليد المعلم وزير الخارجية أن جهود سورية خلال رئاستها للقمة العربية لم تتوقف يوماً لتحقيق التضامن العربي إيماناً منها بأن هذا التضامن هو أضعف الإيمان في العمل العربي المشترك
لمواجهة المخاطر التي تحدق بالأمة مشيراً إلى أن عنوان قمة دمشق كان "قمة التضامن العربي".
وقال الوزير المعلم في حديث لقناة الجزيرة مساء امس: إن السيد الرئيس بشار الأسد قاد الدبلوماسية السورية طوال هذه الفترة للوصول إلى ما وصلنا إليه من مصالحة عربية وتحضيراً لقمة ناجحة بالإجماع العربي في الدوحة تكون فرصة مهمة في طريق العمل العربي المشترك مؤكداً أن سورية تريد أن تكون القمة قمة مصالحة عربية وتحد ومواجهة للعدوان الإسرائيلي وقمة أمن إقليمي جديد.
وأشار وزير الخارجية إلى أن سورية لا تغير من قناعاتها وهي دولة مواجهة وفي حالة حرب مع إسرائيل وأراضيها محتلة ومن الطبيعي أن تسعى لامتلاك أوراق قوة وفي نفس الوقت تؤمن بأن السلام لا يتحقق بالعمل السياسي وحده بل بدعم المقاومة التي هي حق مشروع لجميع الشعوب.
وأوضح الوزير المعلم أن الجو الإيجابي في الوضع العربي الذي لم يستكمل بعد هو في بداية الطريق الصحيح من أجل استكمال المصالحة وسورية لن تدخر جهداً في سبيل استكمال المصالحة لكي تكون شاملة وأنه لا بد من إدارة الخلافات العربية بفكر علمي ناضج وموضوعي تفادياً للقطيعة.
وحول العلاقات السورية السعودية قال وزير الخارجية: عندما وجدت سورية الفرصة مناسبة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت لم تدخر جهداً لتفعيلها حيث تم انعقاد القمة الرباعية في الرياض وإن الجهد سيستكمل لبناء المصالحة على أسس ثابتة تنطلق من تفاهم واضح على الأهداف الجوهرية للاستراتيجية العربية.
وأكد الوزير المعلم أن القضية الفلسطينة تحتل المرتبة الأولى في الأولويات العربية وأن القادة العرب مجمعون على وحدة واستقرار العراق أرضاً وشعباً بهويته العربية وكجزء مهم من الأمة العربية.
وقال وزير الخارجية: إن سورية تقف على مسافة واحدة من جميع الفصائل الفلسطينية المقاومة ومن السلطة الفلسطينية وتشجع وتدعو إلى المصالحة الوطنية الفلسطينية وأن يكون هؤلاء جزءاً من منظمة التحرير الفلسطينية وأن يصلوا إلى حكومة وحدة وطنية فلسطينية لافتاً إلى أنه لولا المقاومة لما فكر أحد بشيء اسمه حل سياسي وإن سورية لا تفرض على الجانب الفلسطيني أي قرار فالذي يتهم سورية أنها تؤثر في توجهات فصائل المقاومة بإمكانه أن يسأل الفصائل ذاتها فنحن ننهج النهج الإيجابي تجاهها ونقف على مسافة واحدة منها أملاً أن يصل الحوار الفلسطيني الفلسطيني إلى نتائجه لصون قضية الشعب الفلسطيني.
وأكد وزير الخارجية أن دعم الشعب السوري لصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني في غزة كان واضحاً وأن سورية احتضنت المقاومة وكانت على تواصل معها لما يؤدي إلى تعزيز صمودها وكل ما طلب منها نفذته.
ولفت الوزير المعلم إلى الموقف التركي لدعم الشعب الفلسطيني والمساعدات التي قدمتها تركيا له والتي كانت تلاقي كل التسهيلات من قبل سورية للوصول إلى غزة.
وفي الشأن اللبناني قال وزير الخارجية: إننا ندعم استقرار لبنان وندعم إجراء الانتخابات في موعدها وبشكل آمن وشفاف مشيراً إلى أنه من دون توافق وطني لبناني لا يستقر لبنان وهناك فرق كبير بين التدخل وبين أن يكون لك أصدقاء يقفون إلى جانبك حول موقفك السياسي ورؤيتك للأمور وهذا لا يستطيع أحد إلغاءه.
ورأى الوزير المعلم في تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن ايران بأنها خطوة أولى على الطريق الصحيح ولا بد من انتظار كيف ستطبق على أرض الواقع بخطوات عملية لافتاً إلى أن إيران دولة إسلامية مهمة في المنطقة بجوار الدول العربية وسورية أقامت معها علاقة ممتازة قائمة على مبدأ الاحترام المتبادل.
ودعا الوزير المعلم الولايات المتحدة إلى التخلي عن كل ممارسات الإدارة الأمريكية السابقة حيث واجه العالم خلال فترة وجود الرئيس جورج بوش صعوبات جمة على كل الأصعدة وإن من يقرأ ما أنجزته الإدارة السابقة خلال ثماني سنوات فسيجد سلسلة متصلة من الممارسات الخاطئة التي لم تؤد إلى أمن واستقرار العالم فأي إدارة جديدة يجب أن تتعلم أن تلك السياسة كانت خاطئة وأن تنتهج سياسة جديدة ولكن هذه السياسة يجب ألا تكون بالكلام والتصريحات بل أن تمارس على أرض الواقع.
وفي شأن العلاقات السورية الأمريكية وما إذا كانت هناك شروط أمريكية لهذه العلاقات أوضح وزير الخارجية إنه لو كان هناك شروط لواجه الحوار بين سورية والولايات المتحدة في بدايته ذات النتيجة التي واجهتها مهمة كولن باول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق عام 2003 لافتاً إلى أن الأمريكيين أدركوا أن سورية لا تسير بالشروط ولا تلبي مطالب أحد وإنما تنظر إلى مصالحها ومصالح الآخرين وأين يكمن اللقاء في المصالح تخدمها بانتظار أن يفعل الآخرون ذلك واين تجد تضاربا في المصالح تشرح وجهة نظرها ولا تتخلى عن مصالحها.
وتحدث الوزير المعلم عن لقائه جيفري فيلتمان موضحاً أن فيلتمان قال إنه لم يعد السفير الأمريكي في لبنان وإنما أصبح مسؤولاً عن إدارة الشرق الأوسط وأنه يمثل سياسة إدارة أمريكية جديدة وأنه لم يأت بمطالب إلى سورية ولا بشروط مسبقة وإنما للبدء بالخطوة الأولى باتجاهها الصحيح في حوار مفتوح موضحاً أن سورية تريد من أمريكا أن تفصل بين علاقاتنا الثنائية وبين وجهات نظر سورية في ملفات المنطقة من العراق إلى الصراع العربي الإسرائيلي ومكافحة الإرهاب الدولي وإزاء عدة قضايا .. وسورية تتطلع إلى علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار وزير الخارجية إلى وجود نقاط التقاء في مصالح البلدين مثل أمن واستقرار العراق ووحدته أرضاً وشعباً واستقلاله ودعم قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالانسحاب من العراق والمصالحة الوطنية العراقية وعروبة العراق.
ورأى الوزير المعلم أن العراق يحتاج في هذه المرحلة إلى أشقائه العرب لأنها مرحلة مفصلية مع بدء انسحاب القوات الأمريكية ومن المهم أن يكون هناك حضور وتفاعل عربي مع العراق. وحول التوقعات بشأن الحكومة الإسرائيلية القادمة أكد وزير الخارجية أنه لا فرق بين الحكومات الإسرائيلية فحكومة إيهود أولمرت أنتجت عدوانين على لبنان وعلى قطاع غزة وارتكبت أبشع جرائم الحرب وهي حكومة يصفها البعض في الغرب بأنها معتدلة مشيراً إلى أن التوجه في إسرائيل هو نحو اليمين وليس لدى سورية هواجس في هذا الإطار فهي جربت كل حكومات إسرائيل التي تضع على وجهها قناع سلام وتمارس على أرض الواقع شن الحروب والعدوان.
ورداً على سؤال حول استئناف المفاوضات غير المباشرة مع الحكومة الإسرائيلية القادمة قال وزير الخارجية إن ذلك يتطلب التزاماً من هذه الحكومة بمتطلبات السلام وأبرزها الاستعداد للانسحاب من الجولان المحتل إلى خط الرابع من حزيران عام 1967 وعدم استغلال إسرائيل هذه المفاوضات لشن عدوان جديد على أهلنا في غزة أو في لبنان.
وأكد المعلم أن سورية لن تتنازل عن شبر من أراضيها وأن السلام لا يمكن أن يكون شاملاً ما لم يشمل الأراضي اللبنانية المحتلة والأراضي الفلسطينية المحتلة وأن تقوم دولة فلسطين وعاصمتها القدس وأن يتمتع اللاجئون الفلسطينيون بحق العودة.
وأشار الوزير المعلم إلى دعم سورية لمرجعية السلام الموجودة في مبادرة السلام العربية لكن تفعيل هذه المبادرة يتطلب أن تقبل إسرائيل المبادرة وتنفذ متطلبات السلام الموجودة فيها لافتاً إلى أنه لولا قرار قمة الدوحة بتعليق مبادرة السلام العربية وتأكيد الرئيس الأسد في خطابه إن إسرائيل قتلت هذه المبادرة لما لمسنا اهتماماً أوروبياً وأمريكياً بها كما نسمع اليوم.
وفي شأن حضور الرئيس السوداني عمر البشير قمة الدوحة المقبلة قال وزير الخارجية: إن هذا تحصيل حاصل .. فالرئيس البشير رئيس جمهورية منتخب وهو الرئيس الشرعي في السودان ونحن نرفض ونطالب بإلغاء مذكرة المحكمة الجنائية الدولية ولا يمكن أن نستجيب لها ويجب على كل الأمة العربية أن تفهم أنه لا عودة إلى الاستعمار في السودان.