السيدة أسماء الأسد تكرم أمهات قهرن الأمية :المعرفة أفضل طريق للفرد والمجتمع
قامت السيدة أسماء الأسد بعد ظهر امس بتكريم عدد من الأمهات السوريات اللواتي تحررن من الأمية ويبذلن جهوداً حثيثة لتنمية إمكانياتهن في سبيل خدمة عوائلهن والمجتمع والوطن.. وشاركتهن احتفالهن بعيد الأم.
وبعد أن رحبت بالأمهات المكرمات اللواتي تحدين واقعهن الصعب وامتلكن زمام المبادرة لتغيير هذا الواقع والقيام بدور فاعل في المجتمع.. قالت السيدة أسماء الأسد: إن كل أم من هؤلاء الأمهات ملكت الطموح والإرادة لطلب الأفضل.. وطريق التعلم والمعرفة هو أفضل الأفضل للفرد والمجتمع واستكملت دورها مربية ومعلمة معاً.. حيث غدت قادرة على أن تربي الأبناء وتعلمهم.. مضيفة أن الأم التي أنجزت هذا كله جديرة بالتقدير والتكريم.. ونقول لها.. أنت نعم الأم.. وأنت نعم المواطنة والقدوة.
وأكدت السيدة أسماء الأسد أن محو أمية الكلمة المقروءة والمكتوبة ليس غاية بذاته وإنما هو مدخل ووسيلة لتمكين الفرد من التعلم وتطوير القدرات واكتساب المهارات في عصر تتطور فيه العلوم والتقنيات بسرعة وقالت: نحن نتجه إلى هذا ونركز عليه بثقة وإصرار.
وأعربت الأمهات المكرمات عن تقديرهن الكبير لهذه الخطوة الكريمة ولتشجيع السيدة أسماء المستمر للمرأة السورية.. وأكدن أن ذلك يشكل حافزاً مهماً لمواصلة ما بدأنه ورسالة إلى جميع فئات المجتمع لتشجيعها على بذل المزيد من الجهود لمحو الأمية بشكل نهائي والارتقاء بالوطن.
السيدة فردوس اوطه باشي من دمشق تخطت الخمسين من عمرها وزواجها المبكر لم يطفئ جذوة الحلم بالتعلم في داخلها تقول: كانت لدي رغبة عارمة بالتعلم فالتحقت بدورة لمحو الأمية وتابعت دراستي حتى حصلت على الشهادة الابتدائية ومن ثم نلت الشهادتين الإعدادية والثانوية العامة كما خضعت الى دورات في اللغة الاجنبية.
وتضيف: أعتقد أن الغاية من التعلم هو الحصول على المعرفة والثقافة وهذا ما حاولت ترجمته في حياتي العملية بإعداد أولادي نفسياً واجتماعياً على أن يكونوا أشخاصاً صالحين في المجتمع مفيدين لوطنهم.
وتقول عن دعم السيدة أسماء الأسد وتكريمها للسيدات المتحررات من الأمية: إنه أعظم تكريم لي في حياتي، وهو شعور بالذهول والفرح خاصة أن المحيط الذي كنت أعيش فيه لم يكن يدعمني وإن كان ذلك يشكل حافزًا لي على المتابعة.
بديعة عياش "51 سنة" من قرية دار الحجر في محافظة طرطوس لم تدخل المدرسة في السن العادي فظل الحلم قائماً حتى التحقت بإحدى دورات الأمية، تقول: كان شعوراً بالفضول يعتريني كلما رأيت كتاباً لمعرفة ما في داخله، وعندما افتتح في القرية دورة محو أمية كنت أولى المنتسبات إليها فحصلت على الشهادة الابتدائية حتى نلت الشهادة الثانوية.
وتضيف: عندما تحررت من الأمية بدأت بإقامة دورات لمحو الأمية قبل حصولي على الشهادة الابتدائية ومن عام 1990 وحتى الآن وأنا أعمل في التدريس.
وتقول عن دعم وتكريم السيدة أسماء: إن هذا التكريم جاء من سيدة صاحبة قلب كبير نكن لها كل المودة والمحبة وهذا التكريم يحملني مسؤولية كبرى.
وتضيف أن دعم السيدة أسماء بلا حدود من تشجيع وتكريم وزيارات ميدانية.
وتقول السيدة فاطمة الحريري التي نالت الشهادة الجامعية بعد تحررها من الأمية عن لقاء السيدة أسماء الأسد: إنه شعور أكبر من أن يوصف عندما صافحت ذلك القلب الطاهر الحنون واليدين الكريمتين شعرت أن حلمي من الحياة تحقق، ما لاقيناه أكثر من حفاوة وتكريم وهذا سيدفعني إلى مزيد من العطاء لمجتمعي وحث أولادي ليس على الدراسة بل على التفوق.
إن تكريم 80 سيدة من مختلف المحافظات هو حلقة من سلسلة متواصلة من الجهد لتحرير كل المدن والقرى السورية من الأمية فقد احتفلت محافظة السويداء العام الماضي بإعلان خلوها من الأمية لتكون المحافظة الثانية بعد القنيطرة.
كما رفعت محافظة طرطوس راية التحرر من الأمية ما يعكس الاهتمام الذي يحظى به موضوع محو الأمية على أعلى مستوى، كما يعكس الرؤية الجادة في الاستثمار بالإنسان لأنه الرأسمال الأجدر في تحقيق التنمية وينقل المجتمع إلى مراحل متطورة من العلم والمعرفة.