الروس يستعدون إلى”تزكية” خيار الكرملين في الانتخابات الرئاسية
في حملة انتخابية غابت عنها المنافسة الحقيقية يستعد الناخبون الروس “لتزكية” خيار الكرملين الأحد من خلال انتخاب ديميتري مدفيديف رئيسا جديدا لروسيا وسط وتساؤلات حول مستقبل الشراكة السياسية بين مدفيديف وفلاديمير بوتين.
حض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مواطنيه على التصويت الأحد من أجل ضمان "استقرار روسيا"، في وقت يرجح فيه فوز وريثه السياسي ديميتري مدفيديف بالرئاسة من الدورة الأولى. وفي ختام حملة انتخابية استمرت شهرا، ظهر رئيس الدولة صباح الجمعة عبر شاشات التلفاز وألقى خطابا أخيرا قبل الانتخابات الرئاسية الأحد.
وقال بوتين الذي يتولى الرئاسة منذ سنة 2000:"أطلب منكم التصويت الأحد. التصويت من أجل مستقبلنا كلنا معا". وكان بوتين يتحدث قبل ساعات من انتهاء الحملة الانتخابية التي اتسمت بغياب التحديات والنقاشات والإثارة، في ظل عدم وجود منافسة حقيقية.
استطلاعات الرأي تشير إلى فوز مدفيديف
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن نائب رئيس الوزراء ورئيس مجلس إدارة شركة "غاز بروم" النفطية العملاقة مدفيديف سيحصل على نسبة أصوات تتراوح بين 61 و80 في المائة، يليه الشيوعي غينادي زبوغانوف بين 9 و16 في المائة، ثم القومي المتشدد المقرب من الكرملين فلاديمير جيرينوفسكي بين 7 و14 في المائة ثم الموالي لأوروبا أندريه بوغدانوف بنسبة 1 في المائة.
وكان مدفيديف حاضرا بقوة خلال الأسابيع الأخيرة عبر كل محطات التلفزة الروسية. وفي حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أقر رئيس اللجنة الانتخابية فلاديمير تشوروف للمرة الأولى بأن تعامل وسائل الإعلام مع المرشحين "لم يكن متساويا"، ومعتبرا في الوقت ذاته أنه كان "عادلا"، متذرعا بمنصب مدفيديف الذي أعطاه الحق في الحصول على وقت إعلامي أطول.
انتقادات من داخل روسيا لسير الحملة الانتخابية
وشكا الحزب الشيوعي الجمعة لدى وفد من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا من الظروف التي رافقت الحملة الانتخابية، وتحدث المسئول الثاني في الحزب ايفان ميلكينوف عن "مجموعة من التجاوزات" بينها وثائق تسمح بالاقتراع في مركز آخر غير ذاك الذي يكون الناخب مسجلا فيه، معتبرا أنها "تقنية وضعت خلال الانتخابات التشريعية" وتفتح الباب أمام كل أنواع الخروقات.
من جهة أخرى ينتظر أن تتقدم المعارضة الليبرالية التي لم تتمكن من ترشيح ممثل عنها السبت عشية الانتخابات بعريضة موقعة من أكثر من خمسة ألاف شخصية ومواطنين روس يؤكد فيها أصحابها رفضهم المشاركة في الانتخابات التي وصموها بالمهزلة.
ويركز المحللون الروس وفي ظل غياب توقع مفاجأة انتخابية حقيقية على مرحلة ما بعد الانتخابات والمعطى الأساسي المجهول فيها والمتمثل في قابلية استمرار الشراكة السياسية بين بوتين ومدفيديف. بوتين المنتهية ولايته، والذي اختار مدفيديف خلفا له، تعهد بتولي منصب رئيس الوزراء الذي لا يحظى بقيمة حقيقية في روسيا، مما يثير الكثير من الشكوك في صفوف المحللين. فقد قال المحلل السياسي ألكسندر كونوفالوف، رئيس المعهد الروسي للتقويم الاستراتيجي، كما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف. ب) ، إن مثل هذا الثنائي "لا مستقبل له"، مضيفا ضرورة أن يكون هناك قائد واحد "في النظام المؤسساتي".