غياب مبارك يضعف الامال بانجاز مصالحة عربية شاملة في قمة الدوحة
تراجعت الامال بانجاز مصالحة عربية شاملة خلال قمة الدوحة التي تنطلق الاثنين بعد اعلان مصر عن تمثيل متواضع لها، ما يعكس استمرار الخلافات العربيةالتي كانت تاججت على وقع الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.
واعلن وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الذي غاب عن الاجتماع الوزاري التحضيري في الدوحة، من القاهرة ان الرئيس حسني مبارك لن يحضر قمة الدوحة وان وزير الشؤون القانونية والبرلمانية مفيد شهاب سيتراس وفد مصر اليها.
واكد ابوالغيط في تصريح صحافي ان مصر، وهي اكبر بلد عربي من حيث عدد السكان، "تتمسك باستمرار السعي من اجل تحقيق اكبر قدر من التضامن العربي".
وردا على الاعلان المصري، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد جاسم آل ثاني في مؤتمر صحافي بعيد اختتام الاجتماع الوزاري التحضيري "ان مصر ممثلة بوفد، نحترم قرارها بمستوى التمثيل، فمتى ما كانت حاضرة وممثلة هذا يعود للاخوة في مصر".
وعن العلاقات بين البلدين، قال الشيخ حمد "العلاقات لا استطيع ان اقول انها ممتازة لكن هناك جذورا لعلاقات اخوية" في هذه العلاقات، مضيفا "كنا نتمنى حضوره (مبارك) ولكن القرار بيد الرئيس (المصري) ونحن نحترم قراره".
وعما اذا كانت العلاقات القطرية الايرانية سببا وراء توتر العلاقات مع مصر، قال الشيخ حمد "لا نستطيع ان ناخذ اذنا من احد لاقامة علاقات مع ايران او غيرها".
وعلى الرغم من تحسن العلاقات العربية العربية على اكثر من محور، بما في ذلك بين دمشق من جهة والرياض والقاهرة من جهة اخرى، الا ان العلاقات القطرية المصرية ما تزال تبدو متوترة.
وكانت قطر في الجهة المقابلة لمصر في خضم الانقسامات العربية التي اشتدت على وقع الحرب الاسرائيلية الاخيرة في غزة، وسيكون عدم حضور مصر على مستوى رفيع بمثابة انتكاسة للقمة التي كان يراد لها ان تكلل المصالحة العربية الصعبة التي انطلقت بمبادرة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت العربية الاقتصادية في كانون الثاني/يناير الماضي.
واستضاف العاهل السعودي هذا الشهر في الرياض قمة عربية مصغرة ضمت الى جانبه قادة مصر والكويت وسوريا، الا ان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني لم يحضر القمة على الرغم من اعلان بلاده في وقت سابق حضورها.
وذكرت تقارير اعلامية حينها ان تحفظات مصرية حالت دون مشاركة امير قطر.
وتأخذ القاهرة ايضا على الدوحة ما تعتبره هجوما من قناة الجزيرة الفضائية على مواقف مصر السياسية ونقلها تصريحات لقادة حماس انتقدوا بشدة رفض القاهرة فتح معبر رفح واعتبروا انها تساهم في حصار قطاع غزة.
الى ذلك، اكد رئيس الوزراء القطري ان بلاده لن تدعو الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) الى القمة العربية، وقال "تبنا"، في اشارة الى الجدل الذي اثاره حضور هاتين الجهتين قمة الدوحة حول غزة ابان الحرب على القطاع، لا سيما في ظل معارضة مصر والسعودية.
وعلى صعيد الاجتماع الوزاري، اقر وزراء الخارجية العرب سلسلة مشاريع قرارات ترفع الى القمة لاقرارها، وقد نصت خصوصا على التمسك بمبادرة السلام العربية مع اسرائيل وانما التاكيد بان طرحها لن يستمر طويلا، وهو يتطلب تجاوبا من قبل اسرائيل.
ولا تقف الصعوبات التي تواجهها القمة عند ملف المصالحات، بل تمتد الى الملف السوداني الشائك والتكهنات حول حضور او عدم حضور الرئيس السوداني عمر البشير الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية على خلفية النزاع في دارفور.
وقال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان الوزراء "تبنوا بيانا يشير الى رفض اتهام المحكمة وضرورة التعامل مع الاتهام من هذا المنطلق، ونعمل من اجل وقف قرار الايقاف".
الى ذلك، وبعد تاكيد مسؤولين في الجامعة العربية ان القمة ستبحث اقتراحا حول عقد قمة عربية خاصة في الخرطوم لدعم السودان ورئيسه، قال الشيخ حمد ان "الموضوع بحث".
وذكر رئيس الوزراء القطري ان هناك "اتفاقا عربيا يصدر في البيان (حول السودان الذي ستصدره القمة ويشير الى) تكثيف زيارات رؤساء الدول الى السودان" في ما يبدو استبعادا لفكرة عقد هذه القمة.
وذكر ان هناك "رؤساء كثيرين ملتزمين بالذهاب الى السودان في القريب العاجل".
وكان الشيخ حمد قال في وقت سابق حول موضوع دارفور انه "لا يمكن التوصل الى تحقيق العدالة دون تحقيق السلام"، في اشارة الى مذكرة التوقيف بحق البشير.
اما موسى فكان اعرب من جهته في افتتاح الاجتماع عن "الدهشة" و"الغضب" ازاء التدابير القضائية الدولية بحق الرئيس السوداني، والتي قال انها "موضع تساؤل" خصوصا من "منطلق ازدواجية المعايير".