نتنياهو يطالب الفلسطينيين بـمحاربة حماس من اجل السلام!
وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو خلال طرح حكومته على الهيئة العامة للكنيست امس الثلاثاء ايران بالخطر الاكبر، وطالب الفلسطينيين بمحاربة حركة حماس من اجل التوصل الى سلام
فيما اعتبرت الرئاسة الفلسطينية الثلاثاء ان تصريحاته ‘بداية غير مشجعة’، خاصة انه لم يعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال نتنياهو ان ‘الخطر الاكبر على البشرية هو تسلح دولة راديكالية بسلاح نووي’ في اشارة واضحة الى ايران التي تطور برنامجا نوويا تقول اسرائيل ان غاياته عسكرية.
وتطرق نتنياهو الى العملية السياسية مع السلطة الفلسطينية وقال ان ‘من يريد السلام عليه محاربة الارهاب وعلى الفلسطينيين محاربة التطرف الاسلامي والاعتراف بدولة اسرائيل، واذا اراد الفلسطينيون سلاما حقيقيا فان هذا ممكن’.
يذكر ان الخطوط العريضة لحكومة نتنياهو تشمل بندا يقضي باسقاط حركة حماس في قطاع غزة بموجب الاتفاق الائتلافي بين حزبي الليكود و’اسرائيل بيتنا’.
وقال نتنياهو ‘اني اقف امامكم ويتملكني شعور بمسؤولية ثقيلة، فهذه ليست فترة عادية، فهناك ازمات عالمية لم نشهد مثلها منذ سنوات طويلة لكن بمقدورنا التغلب على كافة العقبات ما دمنا موحدين ولذلك كان طموحي الصادق بتأليف حكومة واسعة’.
وتلا نتنياهو الذي تولى رئاسة الوزراء بين 1996 و1999 برنامج حكومته الذي لم يتضمن اي اشارة الى دولة فلسطينية، واكتفى بالقول انه ‘يلتزم باحراز تقدم في عملية السلام مع جيراننا’.
وتهيمن احزاب اليمين واليمين المتطرف على الحكومة الاسرائيلية الجديدة، ما يثير مخاوف من عدم استمرار عملية السلام، وخصوصا ان نتنياهو يرفض قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، الامر الذي يحظى بدعم الولايات المتحدة واوروبا.
وعلق الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان ‘هذه العبارات بداية غير مشجعة مع هذه الحكومة’.
واضاف ان ‘المطلوب من الادارة الامريكية ان تضغط على حكومة نتنياهو للالتزام بأسس عملية السلام وهي الارض مقابل السلام، ونعني بالارض استعادة جميع الاراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في الرابع من حزيران (يونيو) 1967 بما فيها القدس الشرقية’.
وتضم الحكومة الائتلافية الجديدة ثلاثين وزيرا بينهم نتنياهو. وتستند الى قاعدة برلمانية من 69 نائبا من اصل 120 في الكنيست.
ويتولى القومي المتطرف افيغدور ليبرمان زعيم حزب ‘اسرائيل بيتنا’ والمعروف بمناهضته للعرب حقيبة الخارجية فيها.
وعبر فلسطينيون كثيرون عن تشاؤمهم تجاه احتمالات السلام في الشرق الأوسط في ظل الحكومة الاسرائيلية الجديدة.
وقال مسؤولون فلسطينيون ان صنع السلام لا يمكن أن يتم دون التزام واضح من جانب اسرائيل باقامة دولة فلسطينية.
وقال غسان الخطيب المسؤول السابق بالسلطة الفلسطينية ‘فوز الجناح اليميني في اسرائيل سيعزز التشدد في المجتمع الفلسطيني … إذا لم يتدخل المجتمع الدولي بقوة للسعي من أجل اعادة الأمل في إمكانية انهاء الاحتلال (الاسرائيلي) بالطرق السلمية’.
وقال مشير المصري المتحدث باسم حماس في غزة ان هذه الحكومة هي الأشد تطرفا وإرهابا حتى الآن.
بينما قال أشرف العجرمي وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين ان عملية السلام ستظل مجمدة.
وتضغط اسرائيل من أجل مواصلة البناء داخل المستوطنات بالضفة الغربية.
من جانبه دافع رئيس الوزراء الاسرائيلي المنصرف ايهود اولمرت في خطابه الاخير امام الكنيست خلال جلسة تنصيب الحكومة الاسرائيلية الجديدة عن قراراته بشن حربين ضد لبنان وقطاع غزة وفاخر بعمليات عسكرية سرية ‘ساهمت بتحقيق الامن لاسرائيل’.
وقال اولمرت ‘انني اتنحى عن ولايتي باعتزاز وقامة منتصبة… وافتخر بكل قرار اتخذته خلال حرب لبنان الثانية’ واعتبر ان عملية ‘الرصاص المصبوب’ العسكرية ضد قطاع غزة كانت ‘عملية حتمية’.
واضاف فيما يتعلق بالحرب على لبنان انه ‘يجدر ان نتذكر الوضع في الشمال بين السنوات 2000 و2006، فقد تعززت قوة حزب الله وجيش لبنان لم يكن مسيطرا واليونيفيل كانت مجرد زينة، والحرب (على لبنان) ابعدت حزب الله (عن الحدود الاسرائيلية اللبنانية) وادت لنشر قوة دولية فعالة بشكل اكبر ورممت الردع وجلبت الهدوء الى بلدات الشمال’.
ورأى موقع ‘هآرتس’ الاسرائيلي ان اقوال اولمرت في هذا السياق تحمل اشارة تتعلق بمهاجمة الطيران الحربي الاسرائيلي لقافلة في السودان خلال الحرب على غزة.