بيونغ يانغ تعتزم الانسحاب من المحادثات السداسية
اعلنت كوريا الشمالية الثلاثاء انها ستنسحب من المحادثات السداسية حول نزع اسلحتها النووية وستعيد تفعيل برنامج اسلحتها النووية احتجاجا على ادانة مجلس الامن اطلاقها صاروخاهذا الشهر.
واعتبرت الدولة الشيوعية ان مناقشة مجلس الامن لقيامها باطلاق قمر اصطناعي الى الفضاء بشكل سلمي "يشكل اهانة لا تحتمل" لشعبها.
واضافت انها "ترفض بشدة" بيان مجلس الامن مشيرة الى انها ستعزز قدرتها النووية الرادعة ردا على ذلك.
واعلنت وزارة الخارجية الكورية الشمالية في بيان بثته وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية "لم يعد هناك حاجة للمحادثات السداسية" حول نزع الاسلحة النووية.
وقالت "لن نشارك بعد الان بمثل هذه المحادثات ولسنا ملزمين باي اتفاق يتم التوصل اليه خلال هذه المحادثات".
واوضحت ان كوريا الشمالية "ستعزز قدراتها الدفاعية النووية الرادعة بكل الوسائل".
وتابعت الوزارة "سنتخذ خطوات لاعادة العمل بالمنشآت النووية التي تم تفكيكها (…) واعادة معالجة قضبان الوقود المستخدمة الناتجة عن المفاعلات النووية الاختبارية".
وصدر هذا البيان الذي وصفه محللون بانه قوي اكثر من المعتاد، بعد ساعات على اعتماد مجلس الامن بالاجماع بيانا يدين فيه اطلاق الصاروخ الكوري الشمالي.
وكانت بيونغ يانغ اوقفت العمل بمجمع يونغبيون الذي ينتج بلوتونيوم يمكن ان يدخل في صنع اسلحة بموجب اتفاق تم التوصل اليه في اطار المحادثات السداسية في شباط/فبراير 2007.
وسبق ان هددت كوريا الشمالية بالانسحاب من المحادثات التي بدأت عام 2003 اذا انتقد مجلس الامن عملية اطلاق الصاروخ التي تمت في 5 نيسان/ابريل.
وقد اعلنت بيونغ يانغ انها نجحت في اطلاق ما وصفته بقمر اصطناعي للاتصالات.
واعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها انهم لم يرصدوا اي قمر اصطناعي في المدار وان هدف بيونغ يانغ هو تجربة صاروخ بعيد المدى.
وقد دان مجلس الامن في بيان تم الاتفاق عليه بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) الى جانب اليابان اطلاق الصاروخ.
واعتبر انه "يشكل مخالفة للقرار 1718" الصادر في تشرين الاول/اكتوبر 2006 ويحظر على بيونغ يانغ اجراء اي تجربة نووية او اطلاق صواريخ.
وقرر المجلس "تعديل" بعض الاجراءات الواردة في القرار 1718 التي تفرض نظام العقوبات على كوريا الشمالية بعد قيامها بسلسلة عمليات اطلاق صواريخ ثم تجربة نووية.
وقال دبلوماسيون ان ذلك يعني بان المجلس سيعلن قبل نهاية نيسان/ابريل اسماء شركات كورية شمالية ستخضع لتجميد اصولها المالية في الخارج.
وكانت الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وفرنسا حثت على اعتماد رد قوي من مجلس الامن على شكل قرار لكن الصين وروسيا دعتا الى ضبط النفس من اجل عدم تهديد احتمالات استئناف المفاوضات السداسية.
واضاف بيان وزارة خارجية كوريا الشمالية "بما ان المحادثات السداسية نسفت من قبل قوى معادية وتبددت عملية نزع الاسلحة النووية، سنتحمل مسؤولية في ضمان السلام والامن في شبه الجزيرة الكورية بقوة سياسة سونغان (الجيش-اولا)".
وقالت الوزارة انها ستنظر في مسالة بناء مفاعلاتها الخاصة التي تعمل بالمياه الخفيفة لتامين الطاقة الكهربائية ونددت بما اعتبرته سياسة الكيل بمكيالين التي تعتمدها المجموعة الدولية.
واوضحت "وفقا لمنطق الولايات المتحدة، فان اليابان يمكنها ان تطلق قمرا اصطناعيا لانها حليفة لها لكن يجب الا نقوم بالمثل لانه لدينا نظام مختلف ولا نتبع الولايات المتحدة".
واعتبر كيم يونغ-هيون الاستاذ في جامعة دونغوك في سيول ان رد بيونغ يانغ يثير احتمالات حصول استفزازات مسلحة.
وقال لوكالة فرانس برس ان "البيان القوي الصادر عن كوريا الشمالية يعني ان التوتر سيزيد في شبه الجزيرة الكورية لفترة" مضيفا "انه يثير احتمالات حصول استفزازات عسكرية من قبل كوريا الشمالية".