التفاؤل يعم قمة الأميركيتين..شافيز وكلينتون يبحثان إعادة التمثيل الدبلوماسي
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الرئيس الفنزويلي أوغو شافيز ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ناقشا أمس إعادة السفيرين الأمريكي والفنزويلي إلى كراكاس ماوصفته واشنطن بالتطور الإيجابي .
وقال روبرت وود المتحدث باسم الوزارة إن شافيز و كلينتون أجريا محادثات بخصوص هذا الأمر على هامش قمة الأمريكيتين مضيفاً إن هذا سيساعد على تعزيز المصالح الأمريكية كما أن وزارة الخارجية الأمريكية ستعمل لدعم هذا الهدف المشترك.
وكان الرئيس الفنزويلي طرد السفير الأمريكي في كراكاس في أيلول الماضي ما دفع الولايات المتحدة إلى إنهاء مهمة السفير الفنزويلي لديها في ذلك الوقت بسبب خلاف بين الدولتين بشأن محاولات واشنطن تقويض حكم الرئيس ايفو موراليس في بوليفيا .
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت في وقت سابق أمس أنها ستعمل على إعادة سفيرها إلى كراكاس وعودة نظيره الفنزويلي إلى واشنطن .
شافيز يقترح سفيرا لبلاده في واشنطن
من جانبه صرح الرئيس الفنزويلي أوغو شافيز أمس أنه اقترح تولي وزير خارجية سابق منصب سفير فنزويلا لدى واشنطن في خطوة نحو إعادة العلاقات الطبيعية مع الولايات المتحدة.
وقال شافيز للصحفيين على هامش اجتماع قمة الأمريكيتين في ترينيداد وتوباغو تحدثت مع روي تشاديرتون واخترته ليكون السفير الجديد لفنزويلا لدى الولايات المتحدة.
وأضاف شافيز إنه علينا فقط الانتظار لإعطاء الولايات المتحدة الموافقة على تشاديرتون لتولي هذا المنصب المهم لتوجيه عهد جديد من العلاقات.
وجاء تصريح شافيز بعد ساعات من قوله أنه لا تساوره أي شكوك حول تحسن العلاقات مع واشنطن مع وجود الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض.
شافيز يواصل كسر الجليد مع أوباما في قمة الأمريكيتين
وكان شافيز انفتاحه حيال نظيره الأمريكي وقدم له كتاباً خلال قمة الأميركتين في ترينيداد و توباغو عقب مصافحة حارة بينهما.
ونقلت ا ف ب عن الصحفيين الذين كانوا موجودين لدى بدء اجتماع أوباما وقادة أميركا اللاتينية قولهم: إن شافيز قدم لأوباما كتاباً بعنوان الشرايين المفتوحة لأميركا اللاتينية عن تاريخ المنطقة يعالج فيه المؤلف الشهير في الأوروغواي إدواردو غاليانو مسألة نهب موارد أمريكا اللاتينية منذ القرن الخامس عشر إلى القرن العشرين.
وكانت قمة الأميركيتين الخامسة بدأت أعمالها أمس في ترينيداد وتوباغو بحضور الرئيس الأميركي الذي يجتمع للمرة الأولى مع نظرائه في القارة الأميركية.
ومن المقرر أن تبحث القمة ضرورة تأمين مستقبل المواطنين من خلال تشجيع التنيمة وأمن الطاقة والبيئة الدائمة وستكون أيضا مناسبة لبحث ما يمكن فعله من أجل التصدي للأزمة الاقتصادية العالمية.
قادة أميركا الجنوبية متفائلون بعهد أوباما
رأى عدد من قادة أمريكا الجنوبية أن هناك استعداداً افضل من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة لبناء علاقات جديدة مع دول أمريكا الجنوبية لكنهم طالبوا في الوقت نفسه بأفعال من قبل الولايات المتحدة.
وقال رئيس الإكوادور "رافاييل كوريا"إنها بداية عصر جديد مهمة جداً في العلاقات بين أمريكا الجنوبية والولايات المتحدة مضيفاً إن هناك استعداداً أفضل من جانب الإدارة الأمريكية الجديدة وإننا لم نر بعد تغييراً كبيراً حيال كوبا.
من جانبها اعتبرت رئيسة الأرجنتين "كريستينا كيرشنران" حواراً مختلفاً وأكثر شمولية قد فتح بين دول القارة الأمريكية واصفة هذا الأمر بأنه جيد.
ودعت أوباما إلى الالتزام بوعود التغيير التي أعلنها طوال فترة حملته الانتخابية معربة عن الأمل في أن تترجم هذه الوعود إلى سياسة ملموسة.
بدورها قالت الرئيسة التشيلية" ميشال باشيليه" إن الاجتماع مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان ايجابياً جداً والحوار كان صريحاً مضيفة أن جميع الرؤساء أعلنوا أنهم سيأخذون الماضي بالاعتبار كي لا ترتكب الأخطاء نفسها.
وكانت كيرشنر دعت نظيرها الأميركي إلى رفع الحصار الجائر الذي تفرضه بلاده على كوبا، وقالت في بدء القمة: يجب أن نأخذ بالاعتبار انتهاء النظام العالمي الثنائي القطبية، والمغالطات التاريخية التي يشكلها حاليا الحصار المفروض على شقيقتنا جمهورية كوبا، ووجوب المطالبة برفعه.
أوباما يعرض على قمة الأميركيتين عهداً جديداً من الحوار
بدوره وعد أوباما أمس الاول قادة الأميركيتين المجتمعين في ترينيداد وتوباغو بعهد جديد من الحوار من الند للند بين الولايات المتحدة ودول المنطقة.
وقال أوباما في كلمته في الافتتاح: أنا هنا كي أفتح فصلا جديدا من الحوار سيستمر طيلة عهدي مشيرا إلى أنه مرت فترة من الزمن كانت الولايات المتحدة منفصلة في قراراتها عن باقي الدول الأخرى وحاولت في بعض الأحيان إملاء رغباتها وشروطها على الآخرين إلا أنني أتعهد لكم بالسعي لإقامة شراكة على قدم المساواة.
وتابع أوباما أنه بالنسبة لإدارته لن تكون هناك شراكة من الصف الأول والثاني في علاقاتها بل هناك فقط حوار قائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والقيم التي نتقاسمها.
ورداً على عدد من كلمات القادة التي وجهت انتقادات إلى واشنطن بشأن أسلوبها السياسي والاقتصادي خرج الرئيس الأميركي عن نص كلمته ليدعو المشاركين إلى عدم الذهاب بعيداً عندما يكون الأمر يتعلق بانتقاد الولايات المتحدة معتبرا أن واشنطن تغيرت وأضاف هذا الأمر لم يكن دائما سهلا ولكنها تغيرت ومن المهم أن نعلم بأنه ليس عليها وحدها القيام بذلك بل نتحمل جميعا مسؤولية التحول نحو المستقبل.
وقال إنه نظرا إلى الشكوك التاريخية من المهم الاقرار بأن سياسة الولايات المتحدة لا يجوز أن تكون سياسة التدخل في شؤون الدول الأخرى ولكن هذا يعني أيضا أنه لا يمكننا أن نتهم الولايات المتحدة بكل مشاكل المنطقة.
وتطرق أوباما إلى التهديدات التي تطال منطقة أصابتها الأزمة الاقتصادية الدولية بقوة ومعرضة للجريمة على نطاق واسع ومعرضة أيضا لنتائج ارتفاع حرارة الأرض ودعا إلى العمل الجماعي. وأعلن عن إنشاء صندوق لمنح قروض إلى المؤسسات الصغيرة في الأميركيتين صندوق تنمية التمويل الجزئي واقترح شراكة الأميركيتين في الطاقة والمناخ من شأنها أن تشجع الطاقات البديلة وتواجه التغييرات المناخية باقتصاد الطاقة وتقاسم التكنولوجيا ودعم الاستثمار.
وبالنسبة للأمن أعلن أوباما مبادرة جديدة من 30 مليون دولار لتعزيز التعاون بين دول الكاريبي وقال أعرف أن الوعود بالشراكة لم تحترم في الماضي وإن الثقة تكتسب مع الوقت إذا كانت الولايات المتحدة قد عملت كثيرا من أجل السلام والازدهار في منطقة الاميركيتين فقد تخلينا عن التزامنا احيانا وحاولنا أن نفرض وجهة نظرنا أحيانا أخرى.