في ذكرى استشهاد مهندس الانتفاضة الأولى الباسلة..!
تمر علينا اليوم الذكرى الحادية والعشرون لاغتيال أمير شهداء فلسطين..مهندس الانتفاضة الفلسطينية الأولى الباسلة..الشهيد خليل الوزير أبو جهاد.
تمر علينا هذه الذكرى وشعبنا الفلسطيني تعصف به حالة من التشرذم والانقسام لم نشهد لها مثيلا منذ انتصاب الكيان الصهيوني فوق ربوع ارضنا الغالية.
في 16 نيسان من عام 1988 قامت عصابات الغدر والحقد الصهيونية بتدبير عملية اغتيال حقيرة و"غريبة" لهذا الرجل الذي قلما تنجب الأرحام مثله..نعم لقد استشهد خليل الوزير في بيته في تونس وهو ضاغط على الزناد..استشهد ولسان حاله يقول ما قاله رفيق دربه الشهيد غسان كنفاني"لا تمت قبل أن تكون ندا"..ومن اشهر اقواله:"إن الانتفاضة قرار دائم وممارسة يومية تعكس أصالة شعب فلسطين وتواصله التاريخي المتجدد". "لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة". "إن مصير الاحتلال يتحدد على أرض فلسطين وحدها وليس على طاولة المفاوضات". "لماذا لا نفاوض ونحن نقاتل"؟..وكان يرى أن كل مكسب ينتزع من الاحتلال هو مسمار جديد في نعشه.
تمر علينا ذكرى رحيل ابو جهاد والقدس تخضع لأكبر عمليات التهويد..ان ما يجري من عمليات وتخطيطات لتهويد القدس لهو عار في جبين الأمتين العربية والاسلامية والسلطة الفلسطينية..كأحد ابناء القدس أشاهد بأم عيني ما يجري ..يريدون عزل القدس تماما عن باقي مناطق ما تبقى من الوطن المحتل..ولا حراك..لقد اسمعت لو ناديت حيا**ولكن لا حياة لمن تنادي..الكيان الصهيوني يتصرف كما يشاء في القدس ويمنع المسلمين من الوصول الى القدس والأقصى..في هذه الأيام وفي ظل بلدية يمينية متطرفة وحكومة صهيونية تعتبر من الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية، وتجمع في مكوناتها كل أطراف اليمين الصهيوني على اختلافها، تستعد الجماعات والجمعيات اليهودية المتطرفة، وخاصة التي تنشط في الاستيلاء على منازل المواطنين المقدسيين في البلدة القديمة ومحيطها وبلدة سلوان المجاورة، بتنفيذ العديد من مخططاتها الخطيرة، فيما بدأ المواطن الفلسطيني يشعر في مدينته المقدسة بتقاسم الأدوار بين الجهات الاحتلالية"الرسمية" والجمعيات اليهودية المتطرفة والتناغم فيما بينها لاستهداف كل ما هو فلسطيني في مدينة القدس، وخاصة المسجد الأقصى المبارك، الذي رغم كل محاولات التهويد والاسرلة للمدينة، يبقى هو عنوان القدس وهويتها وهوية سكانها، وأبرز معالمها، وبالتالي فهو الشوكة في حلق الاحتلال وجماعاته وتكويناته..ان الأيام القادمة ستشهد تطورات دراماتيكية في إطار الحرب التي تشنها السلطات الصهيونية بالتناغم وتقاسم الأدوار مع الجماعات اليهودية المتطرفة ومع القضاء المنحاز، مما يستدعي التحرك العاجل والجدي نحو القضاء الدولي والإقليمي، كما يستدعي الأمر تحركاً عربياً إسلامياً جاداً لممارسة الدور الحقيقي في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك وتجاوز مرحلة البيانات الاستنكارية والخطابات الرنانة لفعل جدي وفوري يوقف الحملة ضد القدس والأقصى وباقي المقدسات. اليوم الخميس 16 نيسان, تستعد جماعات صهيونية حاقدة متطرفة للدخول الى ساحات الأقصى للصلاة فيه, وفي نفس الوقت هبت الجماهير الفلسطينية الغاضبة للدفاع عن الأقصى ولكن سلطات الاحتلال الغاشم ومنذ ساعات الصباح الباكر أغلقت المدينة المقدسة ومن جميع الجهات في وجه هذه الجماهير..انه مخطط اجرامي ما بين المحتلين والمستوطنين الصهاينة..ومن هنا فانني أتوجه وباسم كل المقدسيين الغيورين على القدس وفلسطين الى قادة حركتي فتح وحماس أن يتعالوا الى المستوى الذي يليق بالوضع الحرج الذي تمر به قضيتنا وأن يعيدوا اللحمة الوطنية والعدو يبقى هو العدو الصهيوني..عاشت القدس وعاش الأقصى وكلنا فداك يا قدس المقدسات..يا قدس..!. يا قدسُ معذرةً ومثلي ليسَ يعتذرُ..ما لي يدٌ في ما جرى فالأمرُ ما أمروا..وأنا ضعيفٌ ليس لي أثر..عارٌ علي السمعُ و البصرٌ..وأنا بسيف الحرف أنتحرُ..وأنا اللهيبُ…وقادتي المطرُ..فمتى سأستعر؟..لو أن أرباب الحمى حجرُ ..لحملت فأساً دونها القدرُ..هوجاء لا تبقي ولا تذرُ..لكنما.. أصنامُنا بشرُ..الغدر منهم خائفٌ حذرُ..والمكر يشكو الضعفُ إن مكروا..فالحربُ أغنيةٌ يجن بلحنها الوترُ..والسلم مختصر..ساقٌ على ساق..وأقداحٌ يعرش فوقها الخدر..وموائدٌ من حولها بقرُ..ويكون المؤتمرُ..هزي إليك بجذع المؤتمر..يُساقط حولك الهذرُ..عاش اللهيبُ..ويسقط المطرُ.
في ذكرى استشهادك يا ابا جهاد نقول: المجد والخلود لك ولكل شهداء قضيتنا العادلة..الخزي والعار للعملاء والمتعاونين ومن سار في فلكهم..وانها لثورة مستمرة حتى تحرير الأرض والانسان.