القصة الكاملة لغرق 25 سوريا في بحر إيجه
برواية أحد الناجين نقلاً عن سيريانيوز
"محمد" نجا باعجوبة ليروي ما حدث لرفاقه
لم يعلموا أنهم على موعد مع الموت، خمسون شابا غادروا قراهم ومدنهم من أماكن مختلفة في سوريا، سعيا وراء كسب العيش، يحلمون بأوربا جميلة وفاتنة، استدانوا وباعوا كل ما يملكوا كي يصلوا إلى شواطئ العالم الآخر، حاولوا مراراً ولم ينجحوا، في كل مرة كان يلقى القبض عليهم، يقبعون أياما في السجن ثم يخرجوا ليعاودوا الكرة من جديد.
في رحلتهم الأخيرة قادهم المهربون إلى قدرهم، حشروهم مع عدد مماثل من جنسيات مختلفة، داخل زورق صغير ليلقوا مصيرهم وسط عواصف بحر ايجة.
محمد خليل الحيدر(25)، ابن مدينة منبج، أحد ثلاثة سوريين نجوا بأعجوبة، سبح 13 ساعة متواصلة، وشبح الموت يلاحقه، بدون ماء أو طعام، ووسط عاصفة هوجاء أجهزت على أرواح بقية صحبه، يقول بان آخر حصيلة للضحايا بلغت 84 شخصاً، بينهم 47 سورياً(25جثة، 22 مفقود) قضوا وهم يصارعون الموت وسط العواصف.
سيريانيوز التقت الحيدر (طالب الحقوق)في دمشق حيث كان مطلوباً لاستفسارات أمنيّة بخصوص سفره الأخير.. بدا شارد الذهن وهو يروي ما حدث، وانهمرت دموعه غير مرة، في مشهد يدلل على قساوة ما كابده من مشقات.
بأي أرضٍ تموت…!
محمد الحيدر (احد الناجين الثلاث) <<صورة مرفقة له>>
ينتمي محمد إلى اسرة محدودة الدخل، بقي عاطلا عن العمل لمدة 18 شهرا، مما دفعه للتفكير بالسفر، فكر بالبداية بالطرق الشرعية واكتشف بان ذلك غير ممكن، فلكي يسافر إلى اليونان ينبغي ان يملك رصيدا بالبنك لا يقل عن مليوني ليرة سورية. بينما عن طريق التهريب يستطيع الحصول بمجرد وصوله على كرت لاجئ (لجوء إنساني)، ومن ثم بعد انقضاء سنتين يُمنح إقامة.
هكذا يقدم محمد مبررات سفره ويتابع:"غادرت حلب بتاريخ 20/10/2007، وعبرت الحدود التركية باستخدام جواز سفري، وصولاً إلى محافظة أزمير التي اتفقنا مع المهرب على اللقاء فيها. ومع حلول اليوم الثاني اجتمعنا _نحن الحالمون بالسفر إلى اليونان_ في حي "بصمانة" بمحافظة أزمير التركية، كان معظم السوريين لديهم نفس الدوافع للسفر، أقمنا في عدة فنادق، هي بمثابة تجمع للمهاجرين غير الشرعيين، من جنسيات متعددة، اسياوية وافريقية، إضافة إلى عدد كبير من العرب.
أقمت في هذا الحي لمدة عشرة أيام حاملاً معي 500 دولار و150 يورو أي بحدود 35 ألف ليرة سورية كمصاريف للرحلة، بينما كنت قد تدبرت 1500 يورو، هو المبلغ المتفق عليه مع المهرّب، وكان هذا المبلغ بمقتضى الاتفاق مودعاً لدى كفيل سيسلمه للمهرب بمجرد أن تطأ قدماي أرض اليونان.
خلال هذه الفترة كنا نجول الأسواق ونترقب اتصال المهرب في أي لحظة كي ينبئنا بموعد الرحلة، وأذكر أننا قمنا حينها بإتلاف ما نحمل من ثبوتيات، كما تمرسنا على الادعاء بأننا فلسطينيين، بناء على إيعازات المهرب، الذي شرح لنا أن السلطات التركية فيما لو أمسكت بنا لن تقوم باحتجازنا عندما تعرف أننا فلسطينيين، بل وستقوم بمنحنا إقامة لمدة شهرين.
محاولة أولى..وخفر السواحل
انطلقنا بعد انتظار، بحلول منتصف ليل 31/10/2007 إلى منطقة "كوش أتاسي" التي تبعد عن أزمير قرابة 146 كم. ولدى وصولنا الشاطئ –بعد تسلق الجبل الفاصل- ركبنا زورقاً بلاستيكياً طوله 5 أمتار، ويتسع لـ 15 راكباً على أكثر تقدير، بالمقابل كان عددنا 26 راكباً (25 شاباً وفتاة أريتيرية).
بعد أن أبحر الزورق لمدة 25 دقيقة، انقضّ علينا خفر السواحل الأتراك، واقتادونا إلى "الجندرما" التي أودعتنا سجن "كوش أتاسي". (الجندرما: جهة أمنية تابعة للجيش التركي).
الجدير بالذكر أن "كوش أتاسي" مدينة سياحية، يمنع دخول العرب إليها، فأي عربي يتم إمساكه هناك يُرحّل فوراً، وهذا عرف شائع في المنطقة درءاً لمحاولات التهريب لأن الهرب سهل جداً في هذه المنطقة المطلة على السواحل اليونانية، لكن هذا ينطبق على الذكور فقط إذ يسمح بدخول الفتيات العربيات..!.
مكثنا في السجن مدة أسبوعين، وكنا وقتها 20 سجيناً، نتلقى وجبتين يومياً: سندويشة جبنة صباحاً، وسندويشة شاورما مساءً.
ثم أفرجوا عنّا باعتبارنا فلسطينيين –حسب زعمنا- ومنحونا بطاقات فلسطينيين تخولنا الإقامة لمدة شهرين، ثم نقلونا من "كوش أتاسي" إلى محافظة "آيدم"، ثم عدنا إلى أزمير على نفقتنا الخاصة (ثمن التذكرة 15 يورو).
محاولة ثانية..الجزيرة تركية
أقمنا في أزمير فترة أسبوع، تعرفنا خلالها على مهرب آخر، واتفقنا على نفس السعر 1500 يورو، وكنا حينها عشريناً. رافقناه إلى مدينة "ديدم" المطلة على بحر إيجة، والواقعة قبالة إحدى الجزر اليونانية..
أبحرنا ليل 23/11/2007 بواسطة زورق بلاستيكي أيضاً لمدة ثلاث ساعات، لنصل إلى جزيرة بعد طول عناء، لكن هول المفاجأة كان شديداً.. اكتشفنا أنها جزيرة تركية، عندها اضطررنا إلى العودة من حيث أتينا. إلا أنه في طريق العودة، عدنا لنقع مرة أخرى في قبضة خفر السواحل الأتراك الذين قاموا بتسليمنا إلى الجندرما في مدينة "ديدم"، لكن بطاقات الفلسطينيين التي بحوزتنا أفادتنا، بحيث تم احتجازنا لمدة يومين، ثم أُطلق سراحنا وعدنا إلى أزمير.
محاولة ثالثة ..تعطل المركب
تعرفنا مجدداً على مهرب آخر، وتوجهنا (24 سوري) مرة أخرى إلى مدينة ديدم بتاريخ 26/11/2007، وهذه المرة كما سابقاتها كانت وسيلة الهرب فيها زورقاً بلاستيكياً. غير أن المحرك لم يقلع، وبعد عدة محاولات فاشلة، غادر المهربون الأتراك، وتركونا في العراء بدون وسيلة نقل..
بدأنا المشي من الساعة 4.00 صباحاً حتى الثامنة صباحاً إلى أن وصلنا إحدى القرى، واتخذنا من موقف الباص استراحة لنا، وبعد انتظار توقف باص واتفقنا مع السائق على إيصالنا إلى أزمير.. ولدى وصولنا وجهتنا، تفرقنا وعاد كل منا إلى الفندق الذي يقيم فيه.
محاولة رابعة ..مطارده وهروب
أقمنا بحدود عشرة أيام في أزمير أملاً بالعثور على وسيلة هرب، وكان أن اتفقنا مع نفس المهرّب. تعهّد المهرّب بتأمين زورق خشب أو حديد وليس بلاستيكياً كما جرت العادة.
بتاريخ 6/12/2007 توجّهنا (20 شخص) إلى الشاطئ، لكن لمّا وصلنا، فوجئنا بالمهرب وقد جلب معه أربعة مغاربة، وليس هذا فحسب، بل إنّ الزورق الموعود كان بلاستيكياً. هذا التصرف أثار حنق الموجودين، مدفوعين بذلك إلى رفض الإبحار بواسطة الزورق البلاستيكي كيلا نقع في الأخطاء السابقة، أما المهرب فبرّر عدم إيفائه بوعده من باب تعرضه هو نفسه للخداع من الأتراك، وأن الزورق البلاستيكي فُرض عليه، وتحت الإصرار رحل الأتراك، والساعة تشير إلى 12.00 ليلاً. أما نحن فلم يكن أمامنا سوى المشي. تفرقنا، وانطلقت بصحبة أربعة آخرين، وبعد مسير (1كم) وجدنا استراحة تديرها عائلة تركية. تحدثت إلى صاحب الاستراحة سائلاً إياه عن وسيلة للعودة إلى أزمير، فأبلغني أن هذا غير ممكن ليلاً، وكان علينا الانتظار حتى شروق الشمس في موقف الباص..
إلا أن صاحب المنزل باغتنا وأبلغ السلطات، ولم تنقضي 15 دقيقة حتى فاجأتنا الجندرما وقامت بمحاصرتنا. رغم ذلك تمكنّا من الإفلات وإضاعتهم عبر الأحراش بعد ساعة من المطاردة، ثم واظبنا على السير لمدة 5 ساعات متواصلة بين الأحراش، ولمّا بزغ ضوء الفجر، استبدلنا ثيابنا وانتقلنا إلى الطريق الرئيسيأحراشمهاه، لنستقل إحدى الحافلات المتوجهة إلى أزمير.
آخر المحاولات ..رحلة الموت
تعرفنا إلى مهرب جديد في أزمير، على أنه وعدنا بقارب خشبي. أقمنا في فندق غولين، حي بصمانة، لمدة يومين –على حساب المهرّب- وبحلول مساء اليوم الثالث 9/12/2007، أحضر المهرّب باص ليقلنا،
احد الغرقى السوريين <<صورة مرفقة له>>
غير أن العدد كان كبيراً (قرابة 100 شخص)، مما استدعى نقلنا على ثلاث دفعات إلى منطقة مهجورة تبعد عن أزمير حوالي (25كم)، وهناك كانت شاحنة بانتظارنا. حُشرنا جميعاً في شاحنة كتيمة (مغطاة بشادر)، ونظراً لقلة الأوكسجين وسوء التنفس، تعرضنا لضغط نفسي كبير أفرز عدة شجارات داخل الشاحنة، إلى أن قام أحد الموجودين بإحداث شق في الشادر. في منتصف الطريق تم الاستغناء عن ثمانية أشخاص بسبب عدم تأمينهم المبلغ المطلوب، لينخفض عددنا إلى 90 شخص.
وصلنا الشاطئ، وكان يتوجب علينا أن نتسلق الجبل بحذر، نظراً للمراقبة الشديدة التي تخضع لها هذه المنطقة. قام اثنان من عصابة المهربين بالتلويح لنا على قمة الجبل، واضطررنا عند وصولنا ذرورته إلى الانتظار لمدة نصف ساعة بسبب اشتداد المراقبة، ثم أكملنا طريقنا إلى الشاطئ، ولدى وصولنا حصل كل منا على دولاب أمان. بعد مرور ساعة، حضر مركب صيد خشبي، وأذكر أنه واجه صعوبة كبيرة في الاقتراب من الشاطئ بسبب ارتفاع الموج. صعد الجميع إلى المركب الذي يتسع لـ 50 شخص على أبعد تقدير، بعدها واجه القبطان صعوبة كبيرة في الإقلاع، إذ حاول لمدة 15 دقيقة دون فائدة، لينطلق المركب بعد جهد كبير، لكن كان لهذه المحاولات ثمن باهظ، إذ تعرض المركب لثقب، وهو ما انتبه إليه أحد الناجين وأخبرني به بعد الحادثة، إلا أنه لم يخبر أحداً حينها.
أبحرنا حوالي ساعة ونصف بمحاذاة الشواطئ التركية، إلى أن صرنا قبالة الشواطئ اليونانية، هنا غادرنا أحد التركيين الذين يقودان المركب، وانطلق بنا الآخر نشق معه غمار البحر، قاطعين ما يقارب (5كم). في هذه الأثناء كان منسوب المياه يرتفع في غرفة المحرك حسبما أخبرني رجل مصري لاحقاً. وبعد فترة قصيرة حدث تحوّل في الظروف المحيطة بنا، إذ بدأ المركب يترنح في عرض البحر، وأخذ القبطان يفقد سيطرته شيئاً فشيئاً، ثم حدث أن ارتفع الموج خمسة أمتار عن مستواه الطبيعي.. نتيجة لاضطراب الأمواج أصبح المركب يتأرجح، ثم فجأة ضربت المركب موجة عالية فمال، ما أدى إلى سقوط 90% من الركاب في البحر، ليستقيم مجدداً، لكنه لم يلبث أن يقطع مسافة 20 متراً حتى غرق لنغدو جميعاً في البحر. وبالرغم من وجود إطارات نجاة مع كل منا، إلا أن هذا لم يشفع للكثيرين بالنجاة بسبب ارتفاع الأمواج واضطرابها، ولم يكن أمام معظمنا ممّن لا يجيدون السباحة إلا إطلاق صيحات الاستغاثة إنما دون جدوى، فلا أحد سيلاحظ وجودنا وسط هذه العاصفة".
محمد وإرادة الحياة..
"في هذا الموقف العصيب، لم يكن أمامي إلا السباحة، وترك الآخرين يواجهون المصير المحتوم، لعلّي أصل الشاطئ وأستدعي النجدة" يصمت محمد لبرهة وعلامات الحزن شديد ترتسم على وجهه، يتنهد بعمق قبل ان يتابع:
"اتخذنا اتجاهات مختلفة للوصول إلى الشاطئ، ومازاد الأمر سوءاً، هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح شديدة وارتفاع الموج، بحيث بات الوصول إلى الشواطئ التركية ضرباً من الخيال. رحت أسبح بدون أمل، منذ الساعة الرابعة صباحاً، وأذكر أني التقيت شخصين قرابة منتصف الظهر. تبادلنا التحية ونصحتهم أن يسلكوا الاتجاه الذي أمضي فيه، إلا أنهم فضلوا سلوك اتجاه آخر.
بعد مضي 13 ساعة من السباحة المتواصلة، وفي تمام الخامسة مساءً، وصلت الشاطئ التركي. أخذت استراحة لمدة 15 دقيقة، ثم تسلقت الجبل. بعد عناء كبير وصلت الطريق العام، وقمت بعدة محاولات بائسة لإيقاف إحدى الحافلات المارة، وبعد مضي 30 دقيقة والساعة قاربت على السادسة مساءً، ، توقف سائق باص مستفسراً عن سبب حالتي المزرية، فأخبرته أنني عربي طالباً منه إيصالي إلى الجندرما.
قابلت الضابط المناوب وأخبرته عن تعرضنا لعاصفة، وعن وجود العشرات ممّن يلاقون حتفهم في البحر، عندها اتصل بالضابط المسؤول في مدينة "سفريا سار" التي تبعد عن أزمير (60كم). حضر الضابط المسؤول، وأمر لي بثياب جديدة، كما قدّم لي كوب شاي وسندويشة.. عقب ذلك، طلب مني مرافقته، وقمنا بجولة بحث على طول الشاطئ بمرافقة دورية شرطة، وبعد 3 ساعات من البحث عثرنا على أحد الناجين وكان مصرياً، بينما لم تفلح محاولاتنا بالعثور على الآخرين.
صباح اليوم التالي 10/12/2007، عثرت فرق الإنقاذ على 43 جثة، لفظتها مياه البحر على الشاطئ، وبدأت السلطات التركية وفرق الإنقاذ مدعومة بالهليكوبتر، بعملية بحث شاملة، فوجدوا اثنين أحياء في البحر، إضافة إلى اثنين أمضيا الليل في جزيرة، لتبلغ حصيلة الأحياء 6 أشخاص، والغرقى 43، وبحلول المساء ارتفع عدد الغرقى إلى 48 شخص.
انتهت عمليات البحث بعد يومين، واستقر عدد الناجين عند 6 أشخاص، وبالتالي كان حصيلة السوريين (3 أحياء، 25جثة، 22 مفقود).
اهتمام السفير المصري والقنصل..السوري
يتابع محمد "قامت الشرطة التركية بالتحقيق مع الناجين، وهم بالإضافة لي، جودات محمد علي، حسن شحيبر (سوريا). مختار سراج، حسين السيد عطا (مصر). أمين شيخو (لبنان).
تبيّن أن "معمر" مدير فندق غولين، شريك للمهرب في العملية، وبعد 3 أيام بتاريخ 14/12/2007، ألقت السلطات التركية القبض على معمر ومتين(زعيم المهربين)، وبعد أسبوع تم إلقاء القبض على صاحب الشاحنة وأصحاب الباص (7أشخاص).
بعد مضي 3 أيام على حادثة الغرق، زارنا السيد بشار (موظف من القنصلية السورية في أسطنبول)، مصافحاً بحرارة ومباركاً لنا بالسلامة، واعداً إيانا بتقديم كافة أشكال المساعدة والتسهيلات، ولم نره بعدها.. كما توافدت البعثات الدبلوماسية الأخرى، وكان بينهم السفير المصري الذي أشرف على عودة رعاياه إلى بلادهم.
اقتادنا عناصر المخابرات إلى فرع المخابرات في أزمير، وهناك تمّ عرض أعضاء العصابة علينا، وتعرّفنا عليهم، إذ بلغ عددهم (8 أشخاص)، بينهم مهربون متورطون بعمليات تهريب أخرى.
بتاريخ 15/12/2007 نُقلنا إلى (مركز شرطة) في مدينة (سفريا سار) التي تبعد عن أزمير مسافة 60كم. ولقينا معاملة إنسانية من العناصر والضابط المسؤول، فقدموا لنا الطعام واللباس كما سمحوا لنا بمكالمة الأهل في سوريا.
بقينا محتجزين في المخفر حتى تاريخ 20/12/2007، وحضر الضابط المسؤول مودعاً ومتمنياً لنا حياة أفضل، ثم نُقلنا إلى سجن "اليابانجي" بمحافظة أزمير، حيث مكثنا فيه لمدة أسبوعين، ولقينا كذلك معاملة حسنة، حتى إنهم كانوا يوصلون لنا الجرائد التي تغطي أخبارنا مثل "الصباح"، ويسمحون لنا بمشاهدة القنوات التي تعرض صورنا مثل: star, show, cnn turk.
مساء الأربعاء 2/1/2008 تم نقلنا إلى الحدود السورية، بعد أن أرسلت لنا السفارة السورية إلى السجن بطاقات العبور، ليتم ترحيلنا عن طريقها إلى سوريا.
صباح الخميس 3/1/2008 وصلنا برفقة عنصري أمن تركيين إلى باب الهوى التابعة لمحافظة إدلب، وسلمانا إلى السلطات السورية.."
هنا تنتهي رواية محمد، بقي ان نشير إلى تصدر هذا الحدث الصحافة التركية مشيدة ببطولة هذا الشاب السوري الذي كابد وتحدى المصاعب ليخبر الشرطة التركية في محاولة لإنقاذ رفاقه، في حين اكتفت الصحافة السورية بنشر خبر مقتضب، رغم ان معظم الضحايا هم عمال سوريين كانوا يعملون عادة في الدول المجاورة مثل لبنان والأردن