الرئيس الأسد واسيلبورن: تضافر الجهود وانخراط أوروبا بشكل أكبر لإرساء سلام
بحث السيد الرئيس بشار الأسد مع السيد جان اسيلبورن نائب رئيس الوزراء وزير الشؤون الخارجية والهجرة في لوكسمبورغ خلال استقباله صباح أمس الأربعاء العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل الارتقاء بها في المجالات كافة..
وجرى التأكيد على أهمية تعزيز التواصل والحوار بين دول المنطقة وأوروبا على جميع المستويات نظرا للروابط التاريخية والثقافية التى تجمع شعوب المنطقتين.
وتم استعراض تطورات الأوضاع في المنطقة ولاسيما في الأراضي الفلسطينية المحتلة وأهمية تضافر الجهود من أجل إرساء سلام عادل وشامل في المنطقة وانخراط أوروبا بشكل أكبر من أجل تحقيق هذا الهدف.
اسيلبورن:سورية لاعب أساسي على الساحتين الإقليمية والدولية
من جانبه أكد السيد اسيلبورن أن سورية تلعب دوراً أساسيا على الساحتين الإقليمية والدولية حيال القضايا التي تهم المنطقة مشيرا إلى أهمية دعم المصالحة الفلسطينية الفلسطينية باعتبارها أمرا جوهريا من أجل دفع جهود احلال السلام في المنطقة إلى الامام.
وشدد اسيلبورن على ضرورة أن تلعب أوروبا دورا في تقريب وجهات النظر وتطوير التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا.
حضر اللقاء السيد وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور عبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية والوفد المرافق ل اسيلبورن .
وفي الاطار ذاته التقى السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية مع نائب رئيس الوزراء وزير الشؤون الخارجية والهجرة في لوكسمبورغ بحضور الدكتور عمورة.
كما التقى الوزير المعلم السيد اسيلبورن بحضور عمورة ومديري ادارات الاعلام الخارجي وأوروبا والمكتب الخاص في وزارة الخارجية.
اسيلبورن:لوكسمبورغ ستعمل مابوسعها للتوصل إلى اتفاق الشراكة السورية-الأوروبية
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير المعلم وصف اسيلبورن اللقاء مع الرئيس الأسد بأنه كان مهما جدا مؤءكدا أن بلاده ستعمل ما في وسعها مع الاتحاد الأوروبي للتوصل الشهر القادم الى توقيع اتفاق الشراكة مع سورية والذي سيفتح مجالات كثيرة للعمل والتعاون بين الجانبين.
بدوره قال الوزير المعلم.. ان نائب رئيس الوزراء وزير خارجية لوكسمبورغ اجرى محادثات بناءة للغاية مع الرئيس الاسد وكذلك مع نائب الرئيس شملت جميع قضايا المنطقة وتركزت على ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية.
وعبر الوزير المعلم عن سعادته بأن تكون وجهات النظر متقاربة بين سورية ولوكسمبورغ ازاء هذه القضايا مشيرا الى مواقف اسيلبورن الايجابية في جميع المحافل الاوروبية والدولية حيال تحقيق السلام العادل والشامل.
المعلم:سورية لاتعترف باللوائح الأميركية ونرحب بالتغيير الذي وعدت به الإدارة الجديدة
وردا على سؤال حول تصنيف الولايات المتحدة لسورية ووضعها على القائمة السوداء أجاب الوزير المعلم.. اننا في سورية لا نعترف باللوائح الاميركية هذه حيث مرت علاقاتنا مع الولايات المتحدة خلال فترة الرئيس بوش بأزمة حقيقية بسبب اخطاء تلك الادارة في غزوها للعراق وبمواقفها الداعمة بشكل أعمى لإسرائيل.
ولفت الوزير المعلم الى ان ادارة الرئيس بوش لم تجلب الامن والاستقرار الى منطقتنا ولهذا اختلفنا معها وقد جاءت ادارة اوباما لتتحدث عن التغيير الذي نرحب به فيما اذا استند الى تفادي اخطاء الادارة السابقة وادى الى تحقيق الامن والاستقرار.
المعلم:سورية معنية بتحقيق السلام العادل والشامل ولا أحد مخول التحدث نيابة عنها
واكد الوزير المعلم ان سورية معنية مباشرة بتحقيق السلام العادل والشامل وتحرير الاراضي العربية المحتلة ومن ضمنها الجولان السوري المحتل ولا احد ابدا مخولا ان يتحدث بالنيابة عن سورية فيما يتعلق بموضوع الجولان.
وقال الوزير المعلم.. ان الادارة الاميركية تعرف وتدرك بان السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق دون تسوية على المسار السوري وعندما تترسخ هذه القناعة لدى المسؤولين الاميركيين فانهم سيأتون الينا.
المعلم:الحكومة الإسرائيلية لم تقرر بعد موقفها من السلام
وردا على سؤال حول موقف سورية من تصريحات المسؤولين الاسرائيليين تجاه عملية السلام قال الوزير المعلم.. ان من يقرر في اسرائيل هو رئيس الحكومة وان الحكومة الاسرائيلية لم تقرر بعد موقفها من السلام العادل والشامل واننا سنجيب عندما نقرأ سياستها التي مازالت تتأرجح لوضع شروط مسبقة للمفاوضات اخذين بعين الاعتبار ان التركيبة العامة في اسرائيل هي أقصى اليمين.
اسيلبورن:سورية دولة مهمة جدا ونقدر الارادة السياسية التي تعمل على أساسها
بدوره عبر اسيلبورن عن سعادته لزيارة سورية وللفرصة التي أتيحت له للقاء الرئيس الأسد وقال.. أنا هنا في دولة مهمة جدا وسأعمل ما بوسعي في بروكسل لإقناع زملائي في الإتحاد الاوروبي باهمية الدور الذي يمكن ان تلعبه سورية مستقبلا لافتا الى الدور المهم الذي قامت به من أجل التوصل الى وقف اطلاق النار في قطاع غزة.
وأعرب نائب رئيس وزراء لوكسمبورغ عن تقديره للارادة السياسية التي تعمل سورية على أساسها وقال.. نحن في الاتحاد الاوروبي نود ان نتعاون معها وأن نصل الى توقيع اتفاق الشراكة وان نعمل ما بوسعنا للتوصل لتوقيع هذا الاتفاق الشهر القادم والذي سيفتح لدينا مجالات كثيرة للتعاون والعمل.
وأكد أن بلاده ستضع طاقاتها من أجل الوصول الى تفاهم أفضل مع سورية كدولة صديقة ليس فقط للوكسمبورغ وانما أيضا للاتحاد الأوروبي.
اسيلبورن:مقتنع بأن سورية ستكون قريبا على اللائحة البيضاء مثل لوكسمبورغ
وقال اسيلبورن.. انني مقتنع تماما ان سورية في المستقبل لن تبقى على اللائحة السوداء لامريكا.. هي الان على اللائحة الرمادية واعتقد انها في السنة القادمة او في الاشهر القادمة ستكون على اللائحة البيضاء مثل لوكسمبورغ وغيرها من الدول.
وأشار الى التأثير المهم لايران في المنطقة معربا عن اعتقاده ان سورية يمكنها ان تلعب دورا مهما للغاية واصفا هذه المنطقة بالمتفجرة جدا وأنه أيضا ليس ببعيد عن هنا يوجد مناطق اخرى متفجرة جدا في افغانستان وباكستان مؤكدا اننا لم نحصل على استقرار في هذه المنطقة وفي هذين البلدين دون التعاون مع ايران.
اسيلبورن:العمليات العسكرية لن تجلب الأمن لإسرائيل ومن حق الفلسطينيين العيش بكرامة
وحول موقف الاتحاد الأوروبي من السياسات الاسرائيلية والعدوان على غزة قال اسيلبورن اننا في الاتحاد الاوروبي أدنا في التاسع والعشرين من كانون الاول الماضي الحرب الاسرائيلية على غزة محذرا من استمرار الوضع الراهن في غزة التي يعيش فيها 4ر1 مليون شخص في منطقة صغيرة جدا وفي سجن كبير دون التوصل الى سلام وقال.. نحن نقول لاسرائيل في كل الاوقات انها بالعمليات العسكرية لن تحصل على الامن في المستقبل ونؤكد انه من حق الفلسطينيين العيش بكرامة.
المعلم:يجب على العالم ألا يقف عاجزا عن محاكمة مجرمي الحرب لكونهم إسرائيليين
وتعليقا على تصريحات اسيلبورن بشأن المحرقة اليهودية أشار الوزير المعلم الى أنه يقدر تأنيب الضمير الذي يشعر به الاوروبيون تجاه ماجرى في المحرقة مؤءكدا في الوقت نفسه ان عليهم ان يدركوا ايضا ان الفلسطينيين يجب الا يكونوا ضحايا هذا الهولوكوست الذي لم يكن لهم ذنب فيه وهذا لايبرر للاسرائيليين ان يرتكبوا في غزة والضفة وكل انحاء فلسطين وفي لبنان هولوكوست اخر او ان يقف العالم بمؤسساته الدولية عاجزا عن محاكمة من ارتكب جرائم حرب لكونه اسرائيليا لافتا الى ان ماقاله الرئيس نجاد في مؤءتمر دوربان 2 بجنيف يعكس ردود الفعل الشعبية الكبيرة جدا في منطقتنا.
وأضاف الوزير المعلم ان عجز المجتمع الدولي عن احقاق العدالة في منطقتنا هو سبب ردود الفعل هذه تجاه عدم الانصاف الذي لحق بنا ولذلك عندما عاد الرئيس نجاد الى طهران لقي استقبالا شعبيا واسعا وهناك شريحة واسعة من الرأي العام العربي ايدت ماقاله محملا الاوروبيين جزءا من المسؤولية لان سياسة المقاعد الفارغة في هذه المؤتمرات غير مجدية.
وتأتي زيارة اسيلبورن إلى دمشق في إطار تطور العلاقات السورية الأوروبية على الصعيد الثنائي والسعي المشترك لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة حيث زار سورية مؤخرا عدد من كبار المسؤولين من مختلف دول الاتحاد الأوروبي من بينهم وزراء خارجية إيطاليا وإسبانيا وايرلندا وبريطانيا ونائب رئيس الوزراء وزير الشؤون الخارجية المالطي والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي ومفوضة الشؤون الخارجية وسياسة الجوار في الاتحاد.
وأكد المسؤولون الأوروبيون خلال هذه الزيارات أهمية الاستفادة من دور سورية كعامل اقليمي اساسي في استقرار المنطقة وفي إيجاد الحلول لقضاياها مشيرين الى وجود توجه مشترك ضمن الاتحاد لتطوير العلاقات مع سورية وتوقيع اتفاق الشراكة في اسرع وقت ممكن.