الاحتلال يصعد اعتداءاته في الخليل وبيت لحم تستعد لاستقبال البابا رغم العراق
كعادتها بين الحين والآخر، كانت مدينة الخليل على موعد مع جولة جديدة من الصدام بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ قمعت الأخيرة بعنف اليوم تظاهرة مناهضة للاستيطان شارك فيها متضامنون أجانب
ونفذت عمليات دهم وسط المدينة، في وقت واصل أهالي بيت لحم استعداداتهم لاستقبال البابا في تحد لمحاولات العرقلة الإسرائيلية.
وانطلقت التظاهرة المذكورة في منطقة البويرة القريبة من مستوطنة خارصينا شمال شرق الخليل بالضفة الغربية، حيث نقلت وكالة وفا الفلسطينية ان قوات الاحتلال استخدمت العنف ضد التظاهرة التي نظمها تجمع شباب ضد الاستيطان وشارك فيها نشطاء سلام من حركة تعايش الإسرائيلية.
و قال عيسى عمرو الباحث في منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان: إن قوات الاحتلال صدت بعنف مئات الشبان على مقربة من نواة أقامها المستوطنون قرب خارصينا على أراض مملوكة لعائلة جابر الفلسطينية، وأعلنت المنطقة منطقة عسكرية مغلقة بالتزامن مع محاولات مجموعات متطرفة الاعتداء على المتظاهرين ورشقهم بالحجارة وإطلاقهم هتافات عنصرية معادية للعرب.
ونفذت قوات الاحتلال عمليات دهم وتفتيش لمنازل الفلسطينيين في حي تل الرميدة وسط المدينة حيث تقام مستوطنة رمات يشاي الاسرائيلية واحتجزت عائلتي ابو عيشة والخطيب بدعوى التحقيق معهم. المحاولات مستمرة لإفساد زيارة البابا كما منعت قوات الاحتلال إقامة المنصة الملاصقة لجدار الفصل العنصري التي من المقرر أن يعتليها البابا في بيت لحم بحجة أنها تبنى في منطقة أمنية إسرائيلية.
وقال رئيس بلدية بيت لحم إن الفلسطينيين سيحضرون من كل المدن الفلسطينية لاستقبال البابا و إن المنصة ستكون جاهزة في المكان المقرر لها رغم المضايقات والمنع الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي .
يذكر أن البابا سيزور مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين شمال بيت لحم في الضفة الغربية الذي يعزله جدار الفصل العنصري عن المدن الفلسطينية المجاورة.
وغير بعيد عن الضفة، حيث تتربص مخططات التهويد بالقدس المحتلة، تكثف سلطات الاحتلال جهودها للانتهاء من مشروع القطار الخفيف الذي يهدف إلى تقسيم المدينة في إجراء هو الأخطر على مستقبلها. وقالت قناة روسيا اليوم في تقرير: إن الحكومة الإسرائيلية تعمل على الانتهاء من المشروع الحديدي الذي صدقت عليه في تسعينيات القرن الفائت بحجة تخفيف الازدحام وبهدف تهويد القدس وخنق الفلسطينيين وطمس المعالم العربية في المدينة.
ويدعي المسؤولون الإسرائيليون ان القطار سيخدم سكان القدس وسيعمل على تفادي أزمة المرور وتحسين البيئة لكنه في الحقيقة سيقسم المدينة إلى شطرين ما يسبب الكثير من الخسائر المادية للفلسطينيين . 2008 الأكثر دموية منذ النكبة.. والركام (أستر) من الخيام وفيما جدد جنود الاحتلال إطلاق النار على المزارعين في خان يونس ورفح جنوب القطاع، تواصل غزة لعق جراحها التي تبقى الأرقام قاصرة عن إعطائها حجمها الحقيقي، وإن كانت أرقاماً مهولة في التعبير عن حقيقة الكارثة المادية والمعنوية التي ألحقها العدوان الإسرائيلي بالغزيين.
وفي تصريحات هي الأحدث في هذا السياق، أكد راجي الصوراني مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن العام 2008 هو العام الأكثر دموية بحق الفلسطينيين بعد مرور 60 عاما على النكبة الفلسطينية بسبب الممارسات والجرائم الاسرائيلية المنافية لأبسط حقوق الانسان .
ونقلت وكالة معا الفلسطينية عن الصوراني قوله خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر المركز بغزة اليوم انه ومع نهاية العام 2008 كانت الحرب الشاملة على غزة ما تزال في بداياتها حيث شهدت الثمانية عشر يوماً الأولى من العام الجديد المزيد من التصعيد الاسرائيلي بحق الفلسطينيين من خلال تكثيف الغارات الجوية وأعمال القصف من البر والبحر بالصواريخ والمدفعية ودخلت الحرب مرحلة جديدة تمثلت في عمليات التوغل والاجتياح البرية في عمق التجمعات السكانية في أنحاء مختلفة من قطاع غزة.
ولحق دمار واسع النطاق في المنشآت المدنية بلغ حد شطب معالم مناطق بأكملها بعد تدمير وتجريف منازلها ومزارعها وطرقاتها وبناها التحتية وخاصة في أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح وتل الهوى في غزة وعزبة عبد ربه في جباليا والعطاطرة والتوام في بيت لاهيا .
وطالب الصوراني الفصائل الفلسطينية التوصل الى حكومة وحدة فلسطينية من خلال الحوار لانهاء الانقسام للتصدي للممارسات والجرائم الاسرائيلية .
إلى ذلك، رصدت قناة العالم وضع الفلسطينية أم خضر التي تمثل حالة بين مئات الحالات في غزة مابعد العدوان، حيث تعيش مع أسرتها في خيمة عيشة قاسية، جعلتها تصف السكن وسط الركام بأنه أكثر سهولة وأكثر مراعاة للخصوصية.
وأشارت أم خضر إلى الحالة النفسية التي كثيرا ما تدفعها إلى البكاء وضيق التنفس ولاسيما في ظل أعباء النهوض بمتطلبات الأسرة مطالبة بفتح المعابر والبدء في الإعمار لإنهاء مسلسل المعاناة الذي يعيشه مواطنو القطاع. الأسرى الفلسطينيون بالبرتقالي.. لتسهيل التعذيب ويتواصل تسليط الضوء على مأساة الأسرى الفلسطينيين، حيث أكد مركز الأسرى الفلسطيني للدراسات ان سلطات الاحتلال تمنع أسيرة هي ام لتسعة أولاد من رؤيتهم منذ اكثر من عامين.
ونقل موقع فلسطين الآن عن المركز قوله إن الفلسطينية فاطمة الزق المسجونة في سجن تلموند هشارون الإسرائيلي لم تر أولادها منذ عامين ولم يكلموها إلا ثلاث مرات بمعدل مرة واحدة كل 7 شهور عبر الهاتف حيث ولد ابنها يوسف في السجن ولم تره حتى الآن.
وأشار المركز إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل الزق من دون توجيه أي تهمة لها والاكتفاء بالقول إنه كان لديها نية في تنفيذ عملية استشهادية.
من جهته، قال عبد الناصر فروانة الباحث المختص بشؤون الأسرى إن إجبار سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأسرى الفلسطينيين على ارتداء الزي البرتقالي يهدف إلى الإساءة لهم وإذلالهم واستفزازهم وخلق حالة من الاحتكاك والتصادم المباشر والمتواصل معهم ومن ثم إيجاد مايبرر اتخاذ إجراءات قمعية أشد بحق الاسرى بشكل فردي وجماعي تحت ذريعة رفضهم تنفيذ القرارات وعدم الانصياع للأوامر.
وطالب فروانة بضرورة التحرك الجاد والشجاع على كافة المستويات خارج السجون حتى يتمكن الاسرى العرب في السجون الإسرائيلية من فرض إرادتهم وكلمتهم وحتى تصان صورتهم المشرقة.