كلينتون تؤكد من بيروت دعم الاعتدال وتدعو لانتخابات دون تدخل خارجي
اكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاحد من بيروت دعم بلادها لاصوات الاعتدال في لبنان مشددة على ضرورة ان تكون الانتخابات التي ستجري في السابع من حزيران/يونيو”شفافة” وبدون تدخلات خارجية .
واعلنت في مؤتمر صحافي بعد اجتماعها برئيس الجمهورية ميشال سليمان انها سلمته رسالة من نظيره الاميركي أوباما (باراك) "نعرب عن دعمنا للبنان سيد، وتشدد على الروابط القوية بين دولة لبنان والولايات المتحدة".
وافاد مصدر رئاسي لبناني ان اوباما اكد في رسالته "التزام الولايات المتحدة دعم المؤسسات الشرعية لتستعيد دورها ودعم المؤسسات العسكرية والامنية لتقوم بدورها في الحفاظ على الاستقرار".
واشادت كلينتون بشجاعة اللبنانيين "من مختلف المجموعات الذين عملوا على بناء وطن ديموقراطي ومستقل" معتبرة ان الانتخابات "مؤشرا مهما في هذا المجال". وقالت "نؤمن بقوة ان على الشعب ان يختار ممثليه في انتخابات نزيهة وعادلة دون القلق من تخييم اجواء عنف وتهديد وبالتاكيد بعيدا عن اي تدخلات خارجية".
واضافت "ننضم الى المجتمع الدولي في دعم جهود الحكومة في سبيل تحقيق هذا الهدف". واكدت ان بلادها "ستواصل دعم اصوات الاعتدال في لبنان والمؤسسات الرسمية التي يعملون على بنائها".
وتتنافس في هذه الانتخابات الاكثرية النيابية والوزارية المدعومة من الغرب ودول عربية بينها مصر والسعودية، والمعارضة المدعومة من سوريا وايران والتي من المحتمل ان تؤدي الى تغيير الاكثرية الحالية وبالتالي الى فوز حزب الله الذي تدرجه الولايات المتحدة على لائحة المنظات الارهابية.
ورفضت كلينتون التكهن بنتائج الانتخابات وقالت "لا يمكن ان اتوقع نتيجة الانتخابات فالشعب هو الذي يقرر من سيمثله". واعربت عن املها ان تكون نتائج الانتخابات "الاستمرار في مسار معتدل يستفيد منه كل الشعب".
وكان مسؤول رفيع في وزارة الخارجية يرافق كلينتون قال لوكالة فرانس برس ردا على سؤال عن موقف بلاده في حال فوز حزب الله بالاكثرية النيابية وتاليا بالاكثرية الحكومية "اذا فاز حزب الله ننظر في تركيبة الحكومة وخصوصا في بيانها الوزاري لنقدر (…) ما سيكون موقفنا وما سنفعل في لبنان".
يذكر ان الولايات المتحدة اكدت تكرارا انها "ليست مستعدة" للاقتداء بحليفها البريطاني والسماح باجراء اتصالات مع حزب الله.
وجاء الموقف الاميركي اثر سماح بريطانيا باتصالات على مستوى ثانوي مع الجناح السياسي لحزب الله لا تشمل جناحه العسكري.
في المقابل اكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مؤخرا ان الغرب سيتعامل بشكل "طبيعي" مع حكومة تنتج عن فوز الاقلية الحالية، التي يشكل الحزب ابرز مكوناتها، في الانتخابات مستبعدا تعرض الحزب للعزلة كما حصل مع حركة حماس.
وشددت كلينتون على دعم بلادها للجيش وقالت "قرارات مجلس الأمن واضحة لجهة ان القوى المسلحة اللبنانية هي القوات الشرعية الوحيدة التي يحق لها امتلاك السلاح في لبنان".
وتنفذ الولايات المتحدة برنامجا لمساعدة الجيش تخطت كلفته 410 مليون دولار منذ العام 2006.
وجددت كلينتون دعم بلادها للمحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري عام 2005 وقالت "أنا هنا ايضا لاتعهد بالدعم الكامل للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان (…) وهناك حاجة لوضع حد نهائي لحقبة من عدم المعاقبة على الاغتيالات السياسية".
واضافت "هذا امر لا يمكن ولا يجب استخدامه كورقة مساومة" مشددة على ان مبادىء "ثورة الارز" التي تلت اغتيال الحريري والهادفة الى تحقيق سيادة وحرية الشعب "هي قيمة جوهرية نحترمها وسنعمل على ترجمتها الى حقيقة دائمة".
واكدت كلينتون ان المناقشات مع سوريا لن تكون مطلقا على حساب لبنان. وقالت "لن نفعل شيئا يمكن ان يشكل خطرا على سيادة لبنان لا يحق لنا ذلك ولا اعتقد انه من الصواب القيام بذلك" مضيفة "يجب ان يتاكد الشعب اللبناني ان الولايات المتحدة لن تعقد اي صفقة مع سوريا تعرض اللبنانيين للخطر".
يذكر ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية بالوكالة لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان زار في اذار/مارس الماضي دمشق ووصف محادثاته هناك ب"البناءة" مشددا على عدم تعارض دعم الولايات المتحدة للبنان مع سعيها للتوصل الى حلول دبلوماسية مع سوريا.
وابدت ادارة اوباما بعض الانفتاح على سوريا بعد ان فرضت ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش عزلة شبه دولية على دمشق التي اشارت تقارير تحقيق دولية الى تورط مسؤولين امنيين فيها في حادث اغتيال الحريري، وهو ما تنفيه دمشق.
وانسحب الجيش السوري في 26 نيسان/ابريل عام 2005 بعد نحو ثلاثة عقود من وجوده في لبنان تحت ضغوط الشارع اللبناني والضغوط الدولية.
ووصلت كلينتون الى بيروت في زيارة مفاجئة استمرت ساعات قليلة هي الاولى لها منذ تسلمها مهامها في كانون الثاني/يناير الماضي.
وبعد لقاء سليمان توجهت كلينتون الى وسط بيروت حيث وضعت اكليلا من الزهر على ضريح الحريري بحضور نجله سعد الحريري احد ابرز قادة الاكثرية النيابية.