نمور التاميل يعلنون عن وقف اطلاق النارمن طرف واحد في سريلانكا والحكومة ترفض
اعلنت حركة نمور تحرير ايلام تاميل المتمردة في سريلانكا الاحد عن وقف اطلاق النار من طرف واحد في منطقة النزاع شمال شرق البلاد، للسماح للمنظماتالانسانية بمساعدة المدنيين العالقين وسط المعارك، سرعان ما رفضته الحكومة.
وافاد بيان لحركة التمرد الانفصالي المحاصرة في جيب في شمال شرق البلاد "امام ازمة انسانية غير مسبوقة واستجابة لنداءات الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، يعلن نمور تحرير ايلام التاميل عن وقف لاطلاق النار من طرف واحد".
واضافت ان "عمليات النمور العكسرية كافة ستتوقف على الفور".
غير ان الحكومة السريلانكية سرعان ما رفضت اعلان نمور التاميل ودعت التمرد الانفصالي الى الاستسلام بدون شروط.
وقال وزير الدفاع السريلانكي غوتابايا راجاباكسي، شقيق الرئيس ماهيندا راجاباكسي، لوكالة فرانس برس "لا يمكن ان يكون الامر الا مزحة! فما نفع وقف اطلاق النار وهم في حالة اندحار؟ عليهم اولا القاء السلاح والافراج عن المدنيين".
وطالبت الامم المتحدة الاحد سريلانكا بوقف اطلاق النار "لاسباب انسانية" وحثت المتمردين التاميل على الاستسلام لتحييد 50 الف مدني عالقين في منطقة النزاع، لكن كولومبو تواصل تجاهل الضغوط الدولية.
وقال مسؤول برنامج الامم المتحدة للشؤون الانسانية جون هولمز الذي يزور البلاد ليومين "نحن بحاجة الى هدنة انسانية لايصال المساعدات وادخال العاملين الانسانيين الى منطقة النزاع".
واضاف انه من اجل التوصل الى وقف اطلاق النار "الانساني (…) ادعو نمور تحرير ايلام التاميل الى الافراج عن المدنيين الباقين والقاء السلاح (…) والحكومة الى ممارسة اكبر قدر من ضبط النفس، والامتناع على الاخص عن استخدام الاسلحة الثقيلة".
وذكر هولمز الذي التقى مسؤولين حكوميين سريلانكيين بان "الحصيلة البشرية بين المدنيين مروعة (بعد) اشهر من المعارك التي علق فيها السكان".
وافادت تقديرات الامم المتحدة ان اكثر من 6500 مدني قتلوا و14 الفا جرحوا منذ اطلاق الجيش في كانون الثاني/يناير هجومه "النهائي" على الشمال الشرقي الذي ساده الدمار.
وقال هولمز "اريد ايضا زيارة النازحين في مخيمات (النازحين) وارى الطريقة التي يدار فيها تدفق الناس الذين يغادرون مناطق القتال".
وتعتقد الامم المتحدة ان حوالى مئة الف من السكان التاميل غادروا منطقة النزاع منذ الاثنين الفائت، ولكن يبقى نحو خمسين الفا محتجزين مع المقاتلين التاميل.
من جهتها، تؤكد الحكومة السريلانكية انهم 15 الفا، يشكلون "دروعا بشرية" لنمور تاميل، وانها "انقذت" نحو 110 الاف مدني خرجوا من المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون منذ بداية الاسبوع، وذلك بفضل "اكبر عملية في العالم للافراج عن رهائن".
وطالبت الولايات المتحدة، التي تمول سريلانكا، وتعتبر نمور التاميل منظمة "ارهابية"، مجددا بوقف اطلاق النار.
وتتجاهل الحكومة السريلانكية منذ اسابيع النداءات الدولية ودعوات نمور ايلام الى هدنة انسانية، ما اثار غضب الجاليات التاميل في الغرب.
واكد النظام السريلانكي الاحد مواصلة عمليته العسكرية على النمور، لاقتناعه ان التمرد الانفصالي الدائر منذ 37 عاما مشرف على الانتهاء.
وسيطر الجيش على قرية جديدة في منطقة المتمردين "وحرر 500 مدني كانوا رهائن"، بحسب وزارة الدفاع.
واكد سكرتير الدفاع غوتابابا راجاباكسي، شقيق الرئيس ماهيندا راجاباكسي في صحيفة صنداي اوبزرفر ان "قرابة 98% من المدنيين العالقين في منطقة المتمردين لجأوا الى المناطق الخاضعة لسلطة الحكومة، وتبقى عمليات الجيش السريلانكي الانسانية لتحريرهم اهم الاولويات".
ومع نهاية حرب الاستنزاف التي يشنها الجيش، بات نمور التاميل محاصرين في رقعة صغيرة بقيادة فيلوبيلاي براباكاران، تبعد كيلومترات من بلدة بوتوماتالان الساحلية، حيث احضر الجيش الجمعة صحافيين.