مدير المخابرات المصرية يزور الأردن بعد واشنطن
إلى عمّان مساء اليوم الأحد مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان للقاء ملك الأردن عبد الله الثاني عقب عودته من واشنطن، كما نقل مراسل بي بي سي في عمانسعد حتر عن مصادر دبلوماسية أردنية.
وكان سليمان أول شخصية عربية كبيرة تلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما منذ دخل البيت الأبيض قبل ثلاثة أشهر.
ولم يعلن رسميا في الأردن عن قرب وصول سليمان، الذي التقى في إسرائيل أواخر الأسبوع الماضي رئيس وزرائها الجديد بنيامين نتانياهو، وذلك في أول زيارة له إلى تل أبيب منذ شكّل زعيم حزب الليكود اليميني حكومته الشهر الماضي.
وزيارات سليمان المعلنة إلى الأردن شبه نادرة، إذ يتبادل البلدان زيارات على مستوى القيادة أو رئيسي الدبلوماسية في عمان والقاهرة.
ويحمل مدير المخابرات المصرية ملف الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس وذلك ضمن جهود الوصول إلى تهدئة طويلة الأمد في القطاع الخاضع لسيطرة الحركة الإسلامية الفلسطينية منذ منتصف 2007.
وكان الملك الأردني قد التقى عشية زيارته إلى واشنطن، والتي دامت 8 أيام، بستّة وزراء خارجية عرب وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، بعد أن صاغوا مجموعة أفكار حتى يسلّمها إلى إدارة أوباما بتفويض عربي، على قاعدة تطبيق مبادرة السلام العربية.
في المقابل، خرجت أصوات من إسرائيل ترفض حل الدولتين؛ فلسطين إلى جانب إسرائيل، فيما وصف وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان مقترحات السلام العربية بأنها وصفة لتدمير إسرائيل.
ومن المقرر أن يزور نتانياهو مصر قريبا لإجراء محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك، في أول لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي مع زعيم دولة عربية منذ صعود أحزاب اليمين إلى الحكم في إسرائيل.
يُشار إلى أن الأردن هي ثاني دولة عربية بعد مصر تبرم معاهدة سلام مع إسرائيل، وهي لم تجر اتصالات معلنة حتى الآن مع حكومة نتانياهو.
إلا أن الملك عبد الله الثاني كشف في مقابلة أجراها معه الصحفي ديفيد إغناتيوس لصحيفة الواشنطن بوست أن نتانياهو أوفد مؤخرا مبعوثا إلى عمّان حاملا معه "رسالة إيجابية" تفيد بأنه "ملتزم بمسار السلام".
وسعى نتانياهو في رسالته إلى التأكيد على أن "آراءه حول القضية الفلسطينية قد تكون أكثر إيجابية من تصريحاته العلنية".
ويقول مراسلنا إن الأردن يخشى من أن يلجأ نتانياهو إلى المناورات الكلامية حول الرغبة في قيام دولة فلسطينية، حتى يتحاشى الدخول في مسار تصادمي مع إدارة أوباما، حسبما يرى مسؤولون أردنيون، حيث يتذكر هؤلاء التجربة السلبية للتعامل مع زعيم حزب الليكود حين قاد إسرائيل بين عامي 1996-1999.
في البيت الأبيض، كما في الكابتول هيل ومركز الدراسات الاستراتيجية، شدّد ملك الأردن على أهمية "عامل الوقت"، وفي الذهن "محاولات إسرائيل المتسارعة لتغيير المعالم الطبوغرافية والديمغرافية في الضفة الغربية، وبالتحديد القدس الشرقية.
واعتبر الملك أن على إسرائيل اتخاذ قرارها "الآن" بعد أن عرض العرب السلام، قائلا: "إما أن تندمج (أي إسرائيل) في المنطقة، قبولا وتقبلا، بعلاقات طبيعية مع جيرانها أو تظل ضمن عقلية القلعة، منعزلة وتضع نفسها وسائر المنطقة رهينة للعنف المتواصل."