القضاء الاوروبي يؤيد اعادة املاك في شمال قبرص لقبارصة يونانيين
فتحت محكمة العدل الاوروبية الطريق الثلاثاء امام اعادة مئات الاملاك لقبارصة يونانيين هجرت في شمال قبرص بعد انقسام الجزيرة اثر الاجتياح التركي عام 1974 ثمبيعت لاجانب
وفي قرار كان موضع ترقب شديد ويمكن ان يستخدم مرجعا قضائيا لمئات البريطانيين من مالكي الاراضي في "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة، اعتبرت المحكمة انه رغم ان الحكومة القبرصية اليونانية لا تسيطر على الشطر الشمالي من الجزيرة، يجب تطبيق الاحكام الصادرة عن القضاء القبرصي اليوناني من قبل كل الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.
وفي العام 2005 اصدرت محكمة في نيقوسيا حكما بحق زوجين بريطانيين هما ليندا وديفيد اورامس يقضي بهدم فيلا قاما ببنائها على ارض اشترياها من قبارصة اتراك في شمال الجزيرة. وامرت المحكمة انذاك ايضا باعادة الارض لمالكها الاصلي وهو قبرصي يوناني يدعى ميليديس ابوستوليديس ودفع الايجار مع مفعول رجعي وفوائد وكذلك تعويضات اخرى. ومن اجل تنفيذ الحكم لجأ ابوستوليديس الى القضاء البريطاني. وكان اضطر للتخلي عن ارضه خلال انقسام الجزيرة في العام 1974.
وفي بادىء الامر حكم القضاء البريطاني لصالح الزوجين البريطانيين باعتبار ان القانون الاوروبي لا يمكن تطبيقه في "جمهورية شمال قبرص التركية" غير المعترف بها دوليا. وقد انضمت جزيرة قبرص الى الاتحاد الاوروبي عام 2004 لكن بسبب انقسامها فان تطبيق القوانين الاوروبية علق في الشطر الشمالي منها.
وعند تقديم الاستئناف احال القضاء البريطاني القضية الى محكمة العدل الاوروبية. واكد القضاة الثلاثاء في لوكسمبورغ ان "الاحكام المعنية التي طلب ابوستوليديس الاعتراف بها صدرت عن هيئة قضائية يوجد مقرها في المنطقة الخاضعة لسيطرة الحكومة" القبرصية اليونانية. واضاف ان "تعليق تطبيق القوانين الاورويبة في المناطق الخارجة فعليا عن سيطرة حكومة جمهورية قبرص وواقع ان الحكم لا يمكن تطبيقه في المكان الذي يوجد فيه المبنى لا يتعارضان مع الاعتراف به وتطبيقه في دولة اخرى من الدول الاعضاء" في الاتحاد الاوروبي.
وقال كوستانتيس كادوناس محامي ابوستوليديس "بهذا الحكم لم تنته مشاكلنا. لكنه يدل على المنحى الذي ستأخذه هذه القضية. جاء الحكم في صالح ابوستوليديس 100%". وحذر من انه "على الاشخاص الذين اشتروا املاكا في شمال قبرص المحتل من غير اصحابها ان يبحثوا عن مستشارين قانونيين مستقلين".
يشار الى ان قبرص مقسومة منذ العام 1974 حين اجتاح الجيش التركي الثلث الشمالي من الجزيرة اثر انقلاب للقوميين القبارصة اليونانيين الذين كانوا يريدون الحاق الجزيرة باليونان بدعم من اثينا.
وطرد حوالى 170 الف قبرصي يوناني من شمال الجزيرة عام 1974 وكذلك حوالى 45 الف قبرصي تركي كانوا يقيمون في جنوب الجزيرة.
وقضية الاملاك من القضايا الاكثر حساسية في مفاوضات اعادة توحيد الجزيرة التي يجريها حاليا الرئيس القبرصي ديمتري خريستوفياس وزعيم القبارصة الاتراك محمد علي طلعت. وكان القبارصة الاتراك وافقوا على المحاولة الاخيرة لتوحيد الجزيرة، وهي خطة السلام التي اقترحتها الامم المتحدة في 2004، في حين رفضها القبارصة اليونانيون في استفتاء. واحد اسباب الرفض هو انه سمح لثلث اللاجئين فقط بالعودة الى ديارهم واستعادة املاكهم.