ضابط استخبارات بريطاني سابق: هكذا تم جرُّنا إلى حرب العراق
في صحيفة الديلي تلجراف الصادة اليوم نطالع صورة وتقريرا: في الصورة تظهر استعدادات بضع جنود بريطانيين يهمون بالصعود إلى مروحية في طريق عودتهم إلى بلادهم من العراق، وفي التقرير نطالعتفاصيل قصة جرِّ لندن قبل أكثر من ست سنوات إلى المشاركة في غزو تلك البلاد
كما يرويها نايجل إنكستر، النائب السابق لرئيس فرع الاستخبارات الخارجية البريطانية (M16).
ينقل تقرير الديلي تلجراف، والذي أعده مراسلها لشؤون الأمن، دانكان كاردام، عن إنكستر قوله إن بريطانيا "جُرَّت إلى الحرب في العراق، الأمر الذي كان دوما ضد قناعاتنا وحكمنا على الأمور."
يقول ضابط الاستخارات البريطاني السابق، الذي كان على رأس منصبه عندما اتخذت الحكومة البريطانية قرارها بالدخول بالحرب، إنه كان هنالك ثمة تحفظات على مستوى عال جدا في جهاز الاستخبارات السرية البريطاني بشأن دخول الحرب.
ويعتقد المحللون أن من شأن أقوال إنكستر، والتي جاءت في سياق كلمة ألقاها أمام معهد أبحاث السياسة العامة، أن تُعيد إشعال الجدل الذي دار في السابق بشأن التدخل السياسي بالحرب.
والطريف أن الكشف عن "توريط" بريطانيا في الحرب على العراق جاء عن طريق ضابط كان يشغل مثل هذا المنصب الرفيع في نفس الجهاز الذي تم تحميله مسؤولية الفشل الاستخباراتي بشأن حرب العراق.
ومعلوم أن قرار دخول لندن تلك الحرب جاء بناء على المساعدة التي قدمها جهاز (M16) من خلال إعداده للملف الذي قال فيه رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، إن العراق كان مستعدا لاستخدام أسلحة الدمار الشامل في غضون 45 دقيقة.
ويُلقي إنكستر باللائمة بدخول بريطانيا الحرب على وزارة الخارجية البريطانية التي يرى أن "ضعفها هو الذي سمح بجرِّ البلاد إلى صراع كان للمسؤولين الكثير من الشكوك الجادة والخطيرة حياله."
ويقول ضابط الاستخبارات السابق: "إن وزارة الخارجية لم تعد تصنع سياسة خارجية، بل باتت تتصرف كمنصة لعدد من الوزارات والدوائر البريطانية المتعددة. كما أن الافتقار للفهم الجلي والواضح لموقعنا الاستراتيجي في العالم يفسر أيضا كيف تم جرُّنا لحرب مع العراق، الأمر كان دوما ضد نظرتنا للأمور وحكمنا عليها."
ويضيف تقرير الديلي تلجراف قائلا إن آراء إنكستر، والتي يجري التعبير عنها علنا للمرة الأولى، قد تفسر أيضا سبب تجاهله وتجاوزه لصالح السير جون سكارليت، الرئيس الحالي لجهاز (M16) الذي تسلَّم زمام المسؤولية عن ملف العراق خلال تحقيق هاتون بوفاة خبير الأسلحة السابق الدكتور كيلي.
ويشير التقرير إلى أن إنكستر، الذي يعمل حاليا في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، كان قد عمل لصالح فرع الاستخبارات المذكور ما بين عامي 1975 و2006، وذلك في مواقع منها أقسام آسيا وأمريكيا اللاتينية وأوروبا.
وحول موضوع آخر ذي صلة بالعراق جاء تحت عنوان "الحكومة يصدد قطع حبل النجاة عن المترجمين العراقيين في غضون أسبوعين"، نطالع في صحيفة التايمز تقريرا يقول إن حكومة رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون متهمة بـ "هجر المترجمين العراقيين السابقين الذي خاطروا بحياتهم في سبيل بريطانيا، وذلك من خلال إعلانها بأنها سوف تُلغي في غضون 14 يوما برنامج المساعدات التي تُقدم لهم حاليا."
ويشبه التقرير معاملة بريطانيا للمترجمين العراقيين بالمعاملة التي تلقاها مؤخرا الجنود الهنود النيباليون (جوركا) الذي كانوا قد خدموا في الجيش الهندي سابقا ولم يحظوا بعد بحق الإقامة في بريطانيا، إذ تبين أن العشرات من أُسر هؤلاء المترجمين ما زالت تعيش في جو من الخوف من أن يقوم المسلحون بقتلهم على خلفية "تعاملهم مع العدو."
ونبقى في المنطقة العربية، وتحديدا في الخليج الذي تدور حوله هذه المرة معركة تتراوح أبعادها ما بين السياسة والرياضة واللغة. فتحت عنوان "تعليق الألعاب الإسلامية بسبب الخلاف على تسمية الخليج"، تنشر صحيفة الجارديان اليوم تقريرا تعالج فيه الصراع الدائر بين العرب والإيرانيين بشأن إن كان يجب أن تُطلق على الخليج صفة "فارسي" أم "عربي".
يقول تقرير الجارديان: "لقد قامت إيران على مر الألف سنة الماضية بحراسة الممر المائي الإستراتيجي الذي يفصلها عن جيرانها العرب، وذلك كونه رمزا لعظمتها القومية، إذ ترى أنه يتعين الدفاع عن الخليج بالأسم والفعل."
لكن إصرار إيران، يضيف تحقيق الجارديان، على أن يتم التعريف بالخليج على أنه "فارسي" بات الآن يهدد بالإطاحة بالخطط الطموحة التي أُريد للألعاب الإسلامية أن تترجمها أصلا وأهمها "ترويج الانسجام في العالم الإسلامي".
يقول التقرير إن إيران قد أعلنت بالفعل أنها ستلغي دورة التضامن الإسلامية التي كان من المُزمع إقامتها في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، مفضلة اتخاذ مثل هكذا خطوة على الانصياع للمطالب العربية بإزالة كلمة "فارسي" عن الميداليات والمواد الترويجية الخاصة بالدورة.
من جهتها، ترفض الدول العربية، وفي مقدمتها السعودية، التنافس مع إيران في الألعاب، ما لم تقبل طهران بأن تُطلق على الممر المائي تسمية "الخليج العربي" أو تسمية "الخليج" ببساطة.
وعن الشأن الأمريكي، نقرأ في الديلي تلجراف تقريرا بعنوان "أوباما يفكر بتغير جذري في موقفه حيال المحاكمات العسكرية للمشتبه بهم بالضلوع بالإرهاب".
يتحدث التقرير عن خطط الرئيس الأمريكي للإبقاء على نسخة معدلة لقانون من عهد سلفه جورج دبليو بوش بشكأن محاكمة المشتبه بهم بالانتماء إلى تنظيم القاعدة والمعتقلين حاليا في خليج جوانتانامو، تلك الخطوة التي تصفها الصحيفة بأنها ستكون في حال اعتمادها التغير الأكبر حتى الآن في سياسات وخطط أوباما خلال فترة رئاسته.
وفي الجارديان نطالع أيضا تفاصيل باقة جديدة من رسائل البريد الإلكتروني التي أفرج عنها البيت الأبيض مؤخرا وقال إن الرئيس أوباما كان قد أرسلها لمساعديه البارزين والعاملين في إدارته.
تقول الجارديان، والتي نشرت في السابق مجموعات أُخرى من رسائل أوباما الإلكترونية، إن تجربة الإفراج عن "إيميلات" الرئيس هي بحد ذاتها "خطوة فريدة على طريق الشفافية الديمقراطية التي جلبها أوباما معه كأول رئيس يستخدم البريد الإلكتروني ويحمل جهاز هاتف نقال من نوع "بلاك بيري" أثناء ممارسته مهامه الرئاسية.
وتضم الباقة التي تنشرها الصحيفة رسالة إلكترونية وجهها أوباما إلى نائبه جوزيف بايدن يحذره فيها من الظهور في مقابلات تلفزييونية قبل طلب الموافقة من مديرة شؤون التواصل الجديدة في البيت الأبيض، أنيتا دان.
وهناك أيضا رسالة أخرى يرحب فيها الرئيس بأرلين سبيكتر، عضو مجلس الشيوخ الذي قرر هجر الحزب الجمهوري مؤخرا والانضمام إلى الديمقراطيين، وثالثة موجهة إلى موظفي إدارته يذكرهم فيها بالموعد اليومي لغسل أيديهم كجزء من الإجراءات الاحترازية والوقائية من الإصابة بإنفلونزا الخنازير.
صحف اليوم تحفل أيضا بالعديد من التقارير والمقالات النقدية والتحليلية الملونة الأخرى التي تتناول مواضيع من قبيل اعتزام فيرونيكا لاريو، زوجة رئيس وزراء إيطاليا، سيلفيو بيرلسكوني، تطليق زوجها في تقرير تنشره التلجراف.
كما تنشر الإندبندنت مقالا تحليليل لياسمين البهائي براون تتحدث فيها "عمَّن يمكن أن تكون أنثى في ظل الشريعة الإسلامية."
كما ترصد الإندبندنت أيضا في تقرير بعنوان "الغضب الذي يجلب العار لإيران، ردود الفعل الغاضبة على إعدام طهران لديلارا دارابي، الفتاة البالغة من العمر 22 عاما، الأمر الذي تصفه الصحيفة بأنه "معاملة تسبب الصدمة."
ولا تغيب بالطبع عن صحف اليوم التقارير التي تتحدث عن آخر أخبار إنفلونزا الخنازير والاستعدادات والجهود الدولية المبذولة لتطويق المرض، وكان اللافت في تلك التغطية مقال تكتبه صحفية استرالية مقيمة في لندن عن تجربتها مع الفيروس الذي التقطته خلال رحلة قامت بها مؤخرا إلى المكسيك.
تقول الصحفية إن السلطات الصحية البريطانية أخبرتها بعد فحصها في أعقاب عودتها من المكسيك إنها لا تحمل الفيروس، لتفاجأ لاحقا بإخبارها بأنها مصابة به، ليُفرض عليها بعدئذ الحجر الصحي في منزلها.