قطر تمهد الطريق بين السودان وتشاد لقمة المصالحة في ليبيا
تكللت جهود الوسطاء بالنجاح وتم مساء الاحد في الدوحة التوقيع على اتفاق بين الجانبين التشادي والسوداني، لتهيئة الاجواء للقمة التي ستعقد في طرابلس بين رئيسي البلدين تحت رعاية الزعيم الليبيالعقيد معمر القذافي وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني.
وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية احمد بن عبد الله ال محمود عقب توقيع الاتفاق، انه "جاء في اطار المساعي التي بذلها الامير وقائد الثورة الليبية من اجل تطبيع العلاقات بين تشاد والسودان".
واضاف في تصريح صحافي "عقدت جلسة مصارحة ومصالحة بين وفدي البلدين، وكانت هناك صراحة واضحة في مناقشة مختلف المواضيع، ورغبة جادة من الطرفين في تهيئة الظروف والاجواء لهذه العلاقات".
واشار ال محمود الى ان "الامل ان يؤدي هذا الاتفاق الى تهيئة اجواء من الثقة بين البلدين وارضية مناسبة لعقد القمة المقبلة في طرابلس خاصة بعد اتفاق الطرفين على العديد من الامور".
واكد الوزير القطري ان "الاتفاق ينص على تسريع تنفيذ الاتفاقيات السابقة والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الاخر وعدم اللجوء الى استخدام القوة".
واوضح "بما ان عدم تفعيل الية تطبيق الاتفاقيات كان سببا في عدم الوصول الى الاهداف الموضوعة في الماضي، فقد جاء ضمن هذا الاتفاق تفعيل الاليات المنصوص عليها في اتفاقية دكار لعام 2008 وذلك بالطلب من مجموعة الاتصال المنبثقة من هذه الالية عقد الاجتماعات ونشر المراقبة وقوات الحماية المشتركة بشكل فوري".
وقال الوزير القطري انه "تمت توصية الدول الداعمة للاتفاق بتوفير الدعم المادي واللوجستي لتحريك مهام المراقبين ووقف الحملات الاعلامية السلبية وتشجيع الاعلام الايجابي الذي يساعد على توطيد اواصر الاخوة بين البلدين".
وبخصوص تأثير هذا الاتفاق على محادثات السلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في دارفور، قال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية انه "كلما كانت العلاقات بين السودان وتشاد افضل، كان الوصول الى الحل اكثر سهولة"، وان "ثمة رغبة لدى البلدين في حل المشكلة بما فيه الخير لاهل دارفور والسودان".
وذكر ال محمود بان "الاتفاق ينص على الامتناع عن العدائيات، والجميع الان ينظرون الى المستقبل خاصة وان مصالح البلدين والشعبين كبيرة".
وقد قام بتوقيع الاتفاق، التيجاني صالح فضيل وزير التعاون الدولي في السودان، وموسى الفكي محمد وزير العلاقات الخارجية في جمهورية تشاد. وشهد التوقيع كل من الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية، وموسى محمد كوسا امين اللجنة الشعبية للاتصال الخارجي في ليبيا.
من جانبه، قال وزير التعاون الدولي السوداني ان "الجديد (في هذا الاتفاق) هو ان هناك عزيمة صادقة برعاية قطرية-ليبية لتنفيذ هذه الاليات على الارض، وبذلك يكون هناك طرف ثالث يحدد ما اذا كان هناك خطأ".
واضاف "الان لدينا آليات تدعم كل الجهود التي بذلت، وسنفعل كل ما بوسعنا لوضع حد لكل المصاعب التي قد تواجهنا". واوضح ان "وجود مراقبة من دول عدة ودورها الرقابي يساهم في تبديد الكثير من الشكوك".
من جهته، قال وزير العلاقات الخارجية التشادي ان بلاده "تنظر الى الامام، الى مستقبل افضل في ظل الخصوصية المعروفة لعلاقات السودان وتشاد".
واكد ان "نجامينا على اتم الاستعداد للالتزام بكافة الاتفاقيات التي وقعتها على امل ان يتم تفعيل اليات التنفيذ في اسرع وقت ممكن".
وبخصوص الازمة في دارفور، قال موسى الفكي محمد ان بلاده "لن تدخر جهدا لمساعدة الاخوة في السودان".
وقال وزير العلاقات الخارجية التشادي، ان "افضل طريق لوضع حد للشكوك هو ارسال المراقبين، ونحن منفتحون على اية الية للتاكد من عدم وجود حركات معادية للسودان في تشاد، واتمنى ان نقوم بطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة".
وكانت اجتماعات تهدف الى تحقيق مصالحة سودانية-تشادية، بدات الاربعاء الماضي وتم الاتفاق على ان تدور بعيدا عن الاعلام.
وشهد جبريل باسولي الوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في محادثات سلام دارفور جانبا من المحادثات. وقال ان "اجتماعات المصالحة التي ترعاها قطر وليبيا ستكون عاملا مفيدا واساسيا في تحقيق سلام اقليم دارفور".
وقرر السودان وتشاد اعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد قطعها في ايار/مايو الماضي اثر الهجوم الذي شنه متمردو حركة العدل والمساواة على مدينة ام درمان.
واتهمت الخرطوم انذاك نجامينا بدعم هجوم المتمردين.
وتتهم تشاد من جهتها السودان بالسماح للمتمردين التشاديين بشن هجمات انطلاقا من اراضيه.