مصدر أمني فلسطيني: المخابرات الإسرائيلية تطور وسائل تجنيدها للعملاء
قالت منظمة حقوقية إسرائيلية إن جهاز المخابرات الإسرائيلية الداخلية الشاباك يقوم بابتزاز المرضى الفلسطينيين الذين يسعون لمغادرة قطاع غزة لتلقي العلاج، ويربط السماح لهم بمغادرة القطاع بتقديمهم معلومات استخباراتية .
حولحركات المقاومة الفلسطينية. وفي تقرير صادر عنها، اتهمت منظمة "أطباء لحقوق الإنسان" الإسرائيلية ضباط "الشاباك" باستدعاء المرضى الفلسطينيين لدى مغادرتهم القطاع عبر المعابر الحدودية مع إسرائيل، وإجبارهم على تقديم معلومات حول تحركات المقاومة الفلسطينية قبل السماح لهم بالمغادرة. ونوه التقرير إلى أنه استنادا للمعلومات التي جمعتها المنظمة، يتبين أن ارتفاعا كبيرا قد طرأ على عدد المرضى الفلسطينيين الذين يتم استدعاؤهم للتحقيق من قبل ضباط "الشاباك"، وابتزازهم مقابل حصولهم على الرعاية الطبية.
وحسب التقرير، فقد استدعى "الشاباك" في الفترة الممتدة من ديسمبر (كانون الأول) 2008 إلى مارس (آذار) الماضي 438 فلسطينيا للتحقيق معهم، كشرط مسبق قبل الموافقة على منحهم التصاريح اللازمة. وهذا العدد يشكل 62% من المرضى الذين يسعون لتلقي العلاج في الخارج. وأوضح التقرير أن عناصر "الشاباك" حققوا مع أطفال قاصرين، وصوروا مرضى رغما عنهم، وضايقوا مرضى، وألقوا عليهم بالشتائم خلال التحقيق، إضافة إلى أنهم أعادوا عددا من المرضى إلى حيث أتوا، بعد أن رفضوا التعاون معهم.
ويذكر أن المراكز الحقوقية الفلسطينية قد أصدرت عددا من التقارير التي تؤكد أن جهاز "الشاباك" يقوم بابتزاز المرضى، في محاولة لإجبارهم على التعاون معه، حيث أكدت التقارير أن عددا من المرضى الذين رفضوا التعاون مع "الشاباك" قد توفوا متأثرين بأمراضهم.
من ناحية ثانية، أكد مصدر أمني فلسطيني لـ "الشرق الأوسط" أن جهاز "الشاباك" يطور باستمرار من طرق تجنيد العملاء، حيث بات يستخدم عددا كبيرا من الطرق في تجنيد العملاء، مشيرا إلى أنه في كثير من الأحيان يتم تجنيد العملاء أثناء محاولتهم الحصول على تصاريح السفر للانتقال من القطاع للضفة أو الخارج لمواصلة التعليم، أو تلقي العلاج في الخارج. وأشار إلى أنه تم استخدام وسائل جديدة لم تستخدم من قبل في عمليات التجنيد، وتتمثل في قيام ضباط "الشاباك" بالطلب من عملائه جمع معلومات شخصية عن الشباب الفلسطيني الذين يواجهون مشاكل، وتحديدا مشاكل مالية، حيث يقوم ضباط "الشاباك" بالاتصال بهؤلاء الشباب وإغرائهم لتقديم معلومات حول المقاومة، مقابل مبالغ زهيدة من المال ترسل إليهم في نقاط ميتة، بحيث يطلب ضابط "الشاباك" من العميل الجديد التوجه إلى مكان ما، حيث يجد مبلغا من المال تم وضعه في علبة سجائر فارغة، بحيث يتم دفع المبلغ للعميل، بعد أن يقوم بتقديم معلومات لضباط "الشاباك".
وكانت قناة التلفزيون الإسرائيلي الثانية قد نقلت عن الجنرال هيرتسل هليفي قائد لواء المظليين في الجيش الإسرائيلي، الذي شارك في الحرب الأخيرة على القطاع، قوله "إن المعلومات التي نقلها العملاء للمخابرات والجيش الإسرائيلي خلال الحرب كان لها بالغ الأثر في منع تكبد الجيش خسائر كبيرة". وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي شرع في شن الحرب على القطاع، ولديه الكثير من المعلومات الحساسة والهامة عن إمكانيات المقاومة الفلسطينية، وبالتالي لم تكن هناك ثمة أمور مفاجئة خلال الحرب. وأضاف "لقد تلقينا معلومات"، ووصفها بأنها دقيقة جدا، حيث أرشدنا العملاء إلى المنازل المفخخة بالمتفجرات، وأين تم زرع العبوات الناسفة.. بالقرب من أي عامود للكهرباء، وتحت أي شجرة، على حد تعبيره. واعتبر هليفي أن النجاح في الحرب على قطاع غزة كان يتمثل في نجاح الاستخبارات