مئات الآلاف يحتجون ضد “فارك” في كولومبيا
تدفق مئات الآلاف من الكولومبيين إلى شوارع مدينة بوجوتا احتجاجا على ممارسات متمردي حركة القوات المسلحة الثورية في كولومبيا
(فارك) التي يُعتقد أنها تحتجز حوالي 700 رهينة من أنصار الحكومة.
ورفع المتظاهرون أعلاما وارتدوا قمصانا كُتب عليها شعار يقول: "لا اختطاف ولا أكاذيب ولا موت ولا فارك بعد الآن."
آلاف وملايين
وقدر بعض المراقبين عدد المشاركين في المظاهرة بحوالي 500 ألف شخص، بينما قال آخرون إن أكثر من مليوني شخص شاركوا في الاحتحاجات التي شهدتها بوجوتا.
كما شارك آلاف المتظاهرين الآخرين في احتجاجات ضد فارك في أنحاء أخرى من البلاد وفي حوالي 100 مدينة أخرى عبر العالم.
وقد خاطب الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي المتظاهرين في مدينة فاليدوبار شمالي البلاد قائلا: "نعبر عن امتناننا لمواطنينا الذين يعيشون في الخارج، والذين توحدوا اليوم مع بقية أفراد الشعب."
"لا فارك"
وقال جيمي مارتينيز، وهو طالب شارك في مظاهرة بوجوتا: "لا فارك بعد الآن، فنحن لا نريد أي فارك البتة. على الشبان أن يقولوا إنهم لا للفارك وأن يقولوا لهم أن يوقفوا أعمال العنف التي يرتكبونها."
أما الرهينة السابقة كلارا روجاس، التي أُطلق سراحها الشهر الماضي بعد حوالي ست سنوات أمضتها في الأسر لدى متمردي فارك، فقالت: "آمل أن تكون فارك تستمع الآن."
وقالت امرأة أخرى خرجت للتظاهر ضد فارك مع أطفالها الثلاثة: "أعتقد أن هذه المظاهرة ستسجل سابقة في كولومبيا لأنها المرة الأولى التي يهب فيها جميع الكولومبيين هبة شخص واحد للاحتجاج."
مدارس وأعمال
واُغلقت المدارس والمحال التجارية في العديد من المدن الكبيرة في البلاد لكي يتمكن الموظفون والعمال من المشاركة في الاحتجاجات.
وكانت فكرة الاحتجاج ضد فارك قد انطلقت قبل حوالي شهر واحد من خلال موقع "فيس بوك" الألكتروني حيث أطلق المهندس أوسكار موراليس، البالغ من العمر 33 عاما، حملة الاحتجاج انطلاقا من منزله في بارانكويلا على ساحل كولومبيا على البحر الكاريبي.
وقد انضم أكثر من 250 ألف من مستخدمي الموقع لحملة موراليس، مما دفع الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون عبر البلاد إلى تلقف المبادرة وتسليط الضوء عليها.
معارضة التظاهر
إلا أن بعض الكولومبيين، بمن فيهم بعض أقرباء الرهائن والمختطفين، قد عارضوا فكرة الاحتجاج، إذ يخشون أن تثير فارك وتدفعها لمعاملة الرهائن بطريقة قاسية.
ونقلت مجلة سيمانا عن والدة الرهينة البارزة إنجريد بيتانكورت قولها: "ربما لن تفيد الاحتجاجات الرهائن ولا التبادل الإنساني ولا السلام."
لكن الجنرال فريدي باديلا، قائد القوات المسلحة الكولومبية، قال إنه ربما كان للتغطية السلبية التي أسهمت بها حركة "لا نريد المزيد" وراء إعلان فارك خلال عطلة نهاية الأسبوع بأنها ستطلق سراح ثلاثة آخرين من الرهائن السياسيين الذين تحتجزهم.
يُذكر أن متمردي فارك كانوا قد أعلنوا عن عزمهم إطلاق سراح النواب السابقين لويس إلاديو بيريز وجلوريا بولانكو وأورلاندو بيلتران الذين اختطفتهم الحركة قبل أكثر من ست سنوات.
رسائل المختطفين
وكانت الرسائل التي أرسلها الرهائن مع زملائهم الذين أطلقت الحركة سراحهم الشهر الماضي قد صورت ظروف الاعتقال المزرية والأمراض المتفشية بين الرهائن، بما فيها الملاريا والإسهالات المزمنة.
وذكر بيان أصدرته فارك أن الإطلاق المزمع لسراح المعتقلين الثلاثة المذكورين يأتي لأسباب صحية، وهو ثمرة لجهود الوساطة التي يبذلها الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز بين الحركة والحكومة الكولومبية.
ويقول جيرمي ماك ديرموت، مراسل بي بي سي في بوجوتا، إن احتجاجات الاثنين أظهرت شيئين هما: الغضب العميق بين الكولومبيين العاديين حيال العنف الذي تمارسه فارك وقوة الإنترنت في حشد اجماهير عبر العالم.
عجرفة فارك
ولكن المراسل يقول إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت فارك، التي أظهرت عجرفة وغطرسة تقليدية حيال الرأي العام، ستصغي إلى الأصوات التي ارتفعت ضدها في الآونة الأخيرة.
وكان شافيز قد ناشد مؤخرا حكومات الولايات المتحدة والدول الأوروبية الكف عن معاملة المتمردين اليساريين في كولومبيا كإرهابيين وقال إن فارك هي عبارة عن جيش له مشروع سياسي يريد تحقيقه ويجب معاملته على هذا الأساس.
لكن نظيره الكولومبي رد عليه بالرفض الفوري، قائلا إن المسلحين هم عبارة عن إرهابيين يمولون عملياتهم عن طريق تجارة المخدرات، ويجندون الأطفال ويزرعون الألغام سعيا للإطاحة بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا.
وانضم الاتحاد الاوروبي إلى الولايات المتحدة في عام 2002 في تصنيف فارك، التي أُنشئت قبل 44 عاما، كمنظمة إرهابية.