البابا يحتفل بقداسه الاول في القدس بمشاركة الاف المؤمنين
احتفل البابا بنديكتوس السادس عشر الثلاثاء بقداسه الاول في القدس بمشاركة الاف المؤمنين، وذلك بعدما زار مواقع مقدسة للمسلمين واليهود في المدينة المقدسة.
واحتفل البابا بالقداسفي وادي قدرون عند سفح جبل الزيتون، وقال في عظته "بصفتها نموذجا مصغرا عن عالمنا، هذه المدينة، اذا ارادت ان تعيش بما ينسجم مع رسالتها الكونية، ينبغي ان تكون مكانا يعلم الكونية واحترام الاخرين والحوار والتفهم المتبادل".
واكد ان على القدس ان تكون "مكانا حيث الافكار المسبقة والجهل والخوف تفشل امام الصدق والسعي الى السلام. بين هذه الجدران، ينبغي الا يكون ثمة مكان للعنف والقمع والثأر".
ولوح المؤمنون باعلام دول عدة، خصوصا المكسيك والفيليبين وكولومبيا واسرائيل وبولندا. وافاد الفاتيكان ان الموقع يتسع لستة الاف شخص.
وقال ايضا "اود ان اكرر اليوم ما قلته في مناسبات اخرى: في الارض المقدسة، هناك مكان للجميع. عبر الطلب من السلطات المدنية ان تحترم وتدعم الوجود المسيحي هنا، اود ان اؤكد لكم ايضا تضامن الكنيسة جمعاء والفاتيكان ومحبتهما ودعمهما".
وكان البابا استهل اليوم الثاني من زيارته لاسرائيل بزيارة مسجد قبة الصخرة في باحة المسجد الاقصى، اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
واصبح بالتالي اول بابا يدخل المسجد الواقع في القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل بعد احتلالها عام 1967. وقد خلع حذاءه قبل ان يدخل المسجد حيث كان في استقباله مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين.
ودعا البابا في كلمة القاها في الحرم القدسي بحضور المفتي الى تجاوز نزاعات الماضي وفتح الطريق امام حوار "جدي" بين الاديان.
وقال الحبر الاعظم "في عالم تمزقه الانقسامات، يكون هذا المكان بمثابة حافز يضع الرجال والنساء ذوي النية الطيبة امام تحد يحتم عليهم العمل على تجاوز الخلافات ونزاعات الماضي".
ودعا الى "فتح الطريق لحوار صادق يهدف الى بناء عالم من العدالة والسلام للاجيال المقبلة".
من جهته، دعا مفتي القدس البابا بنديكتوس السادس عشر الى "لعب دور فاعل" لوقف "العدوان الاسرائيلي" على الفلسطينيين.
وقال مفتي القدس "اننا في هذه البلاد التي غاب عنها الامن والسلام جراء الاحتلال الاسرائيلي نصبو الى يوم الحرية ونهاية الاحتلال وحصول شعبنا على حقوقه المشروعة ومنها اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين الى مدنهم وقراهم التي هجروا منها".
واضاف "نتطلع لدور قداستكم الفاعل في وقف العدوان المستمر على ابناء شعبنا وارضنا ومقدساتنا في القدس وغزة والضفة الغربية".
وفرضت اسرائيل اجراءات امنية مشددة على الحرم القدسي لمنع وقوع اي حادث خلال زيارة البابا الذي توجه بعد ذلك الى حائط المبكى في القدس الشرقية، حيث وقف خاشعا لدقائق ووضع رسالة في احد شقوق الجدار، عملا بالتقاليد اليهودية.
ثم استقبله حاخاما اسرائيل الكبيران، لليهود الشرقيين (السفارديم) شلومو امار ولليهود الغربيين (الاشكيناز) يونا متسغر في كنيس القدس الاكبر بوسط المدينة.
واكد البابا بنديكتوس السادس عشر في كلمته هناك ان التزام الكنيسة الكاثوليكية بالمصالحة مع اليهود "لا رجوع عنه".
وقال البابا مخاطبا الحضور "تسنح لي الفرصة اليوم لأكرر ان الكنيسة الكاثوليكية تسير بلا رجعة على الطريق الذي اختاره المجمع الفاتيكاني الثاني من اجل مصالحة حقيقية ودائمة بين المسيحيين واليهود".
واضاف "ان الكنيسة تواصل تثمين التراث المشترك للمسيحيين واليهود وترغب في تفاهم متبادل واحترام يتم ترسيخه من خلال دراسات الكتاب المقدس والدراسات اللاهوتية كما من خلال الحوارات الاخوية".
وردا على انتقاد كلمة البابا الاثنين اثناء زيارته نصب ياد فاشيم لضحايا المحرقة النازية، حرص الفاتيكان على التذكير بان بنديكتوس السادس عشر سبق ان دان المحرقة مرارا.
واوضح الاب فيديريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان ان البابا اراد "تكريم" موضوع الذكرى، ملاحظا ان بنديكتوس السادس عشر سبق ان تكلم "مرارا عن هذه القضية كونه المانيا".
من جهة اخرى، اكد لومباردي ردا على معلومات صحافية ان البابا "لم يكن ابدا عضوا في الشبيبة الهتلرية.
وقال "ارغب في توضيح الاكاذيب التي اوردتها الصحافة الاسرائيلية والعالمية. البابا لم يكن ابدا في هذه المنظمة. لم يكن ابدا عضوا في هذه الحركة الشبابية المرتبطة عقائديا بالنازية".