روسيا تستعد لتوقيع اتفاق في مجال نقل الغاز
يجتمع في منتجع سوتشي الروسي الواقع على ساحل البحر الاسود مسؤولون من البلقان وجنوبي اوروبا لتوقيع اتفاق جديد لمد انابيب غاز من وسط آسيا الى ايطاليا عبر البلقان.
وسيخفف مشروع الانابيبالذي اطلق عليه اسم "ساوث ستريم" من اعتماد روسيا على اوكرانيا في مجال الغاز باعتبارها نقطة عبور للغاز الروسي ويثبت في الوقت نفسه روسيا في موقع المورد الاساسي للغاز في المنطقة.
الا ان هذا المشروع اثار شكوكا مالية وتقنية لناحية استمراريته، لذلك سيحاول كل من رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين ونظيره الايطالي سيلفيو برلوسكوني ومسؤولون في مجال الطاقة من كل من اليونان وبلغاريا وصربيا ايجاد السبل المالية والتقنية لتفادي المشاكل المطروحة وتأسيس لشراكة مالية هدفها بناء وتشغيل خط الانابيب الجديد.
وتطمح شركة غازبروم الحكومية الروسية الى ان يكون الخط جاهزا للتشغيل بحلول عام 2015.
ومن المتوقع ان يؤمن خط الانابيب الجديد نقل 30 مليار مترا مكعبا من الغاز سنويا من روسيا الى بلغاريا عبر قاع البحر الاسود قبل ان ينقسم الى جزء جنوبي يغذي اليونان وآخر شمالي يؤدي الى صربيا والنمسا وايطاليا.
واشارت التقارير الى ان القائمين على المشروع قد احدثوا تقدما في المجالين التجاري والتقني.
وتجدر الاشارة الى ان روسيا التي تغذي ربع القارة الاوروبية بالغاز غالبا ما تعاني من مشاكل مع جاريها اللذين تمر عبرها الانابيب الحالية وتحديدا اوكرانيا وروسيا البيضاء.
كما يذكر ان "ساوث ستريم" ينافس مشروعا آخر يجرى الاعداد له من قبل الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وهو ما يعرف باسم مشروع "نابوكو" والذي يقضي بتزويد اوروبا بغاز آسيا الوسطى عبر تركيا متفاديا بذلك الاعتماد على كل من روسيا واوكرانيا كمصدر او نقطة عبور للغاز.
وقد سبق واعلن الاتحاد الاوروبي دعمه لمشروع نابوكو كاستراتيجية طويلة المدى تخفف اعتماد اوروبا على الغاز الروسي.
في المقابل تكثر الشكوك حيال امكانية تنفيذ نابوكو اذ لم تبلغ تعهدات البلدان المصدرة في آسيا الوسطى سوى خمس حجم الغاز المطلوب لتنفيذ المشروع.
وتستفيد موسكو من تعثر نابوكو ومن الانقسام داخل الاتحاد الاوروبي حول سياسة الطاقة محاولة الاسراع في تنفيذ مشروع ساوث ستريم.
كما تشير موسكو الى انها وبتنفيذ المشروع سوف تؤمن الغاز لاوروبا بشكل اكثر امانا واستقرارا من اي وقت مضي.