تجربة هاتف G1 في سورية
في هذه المقالة يستعرض الكاتب تجربته مع هاتف Google G1 في سورية و يسرد لنا محاسن و مساوئ هذا الجهاز
الذي مازال مجهولاً للكثيرين منا
لابد أن من يتابع منكم أخبار التكنولوجيا في العالم قد سمع منذ فترة بدخول شركة غوغل Google عالم الهواتف النقالة من أوسع أبوابه, وعندما نقول من أوسع الأبواب فإننا نعني هذا حقاً! لكن للأسف ما يزال هذا الهاتف مجهولاً هنا في سوريا ولم يسمع به أحد تقريباً حتى محلات بيع الهواتف النقالة, وما يزال الشباب يتهافتون على هاتف iPhone وهواتف Microsoft بينما ما يزال هاتف غوغل مجهولاً بالنسبة للكثيرين.
بالنسبة لي جاءَ هذا الهاتف بالوقت المناسب الذي حان فيه التخلي عن جهازي العزيز من نوع SonyEricsson P910i الذي رافقني طوال أربع سنوات دون أية أعطال أو مشاكل تُذكر وأعتبره أفضل جهاز على الإطلاق. لكن في النهاية تطور الزمن يفرض نفسه وصرتُ بحاجة إلى أدوات أكثر تقدماً وخاصةً من حيث تخديم الانترنت. بالنسبة لي فإن ما يلبي طلبي هو هاتف أعمال متطور ويهمّني بشدة سهولة تصفح الانترنت والبريد الالكتروني, وبشكل أو بآخر أريد شيئاً أقرب ما يكون إلى جهاز الكمبيوتر, وهنا وضمن متطلباتي تبرز لدي ثلاثة خيارات:
– أجهزة الهاتف التي تعمل بنظام تشغيل Windows Mobile.
– جهاز Iphone.
– جهاز Google Phone الذي يعمل بنظام تشغيل Android (سنتحدث عن آندرويد بعد قليل).
حسناً, كل شيء يعمل بنظام Windows يخرج من السباق خاسراً دون حتى أن أُعطيه شرف محاولة دخول هذا السباق. الفيروسات والتعليق وكثرة الحاجة إلى إعادة الإقلاع كلها علامات مسجلة بإسم ويندوز وليس من المعقول أن أقوم أنا الذي لم أعمل على نظام ويندوز منذ عامين حين انتقلت إلى لينوكس, ليس من المعقول أن أعود وأتخلّف عامين إلى الوراء.
لكن ماذا بالنسبة لـ iPhone؟ في الواقع هذا الجهاز مرشح قوي وهو جهاز جميل جداً ويمكن وضعه ضمن المقارنة جنباً إلى جنب مع جهاز G1 لكنني ذهبتُ إلى اختيار G1 لعدة أسباب وهي:
– iPone قوي جدا ولا يُعلى عليه في مجال الـ Multimedia لكن بنفس الوقت الملتيميديا هي آخر همّي. أما كجهاز أعمال فجهاز غوغل يتفوق عليه.
– iPhone مقارنةً بـ G1 يفتقر إلى العديد من الميزات وهي عدم دعم رسائل MMS و عدم إمكانية النسخ واللصق بين البرامج المختلفة وعدم إمكانية البحث في الإيميل ولا في المفكرة وغيرها. مع العلم أن هذه الميزات ستصبح متوفرة في النسخة الجديدة من نظام التشغيل الخاص بـ iPhone لكن هذه النسخة لم تُطرح حتى الآن.
G1 وباعتباره من غوغل فمن الطبيعي وكما لكم أن تتوقعوا أن يحتوي على دمج رائع لخدمات غوغل المختلفة في هذا الهاتف, وبما أنني أستخدم مختلف خدمات غوغل بشكل كثيف مثل بريد Gmail والمفكرة و Gtalk و يوتيوب وغيرها. فهذا هو الجهاز المثالي بالنسبة لي.
– إن جهاز G1 يعمل على نظام تشغيل Android ونظام آندرويد هو نظام تشغيل للهواتف النقالة مبني على نواة لينوكس Linux Kernel, وعندما تقول لينوكس فإنك تعني الثبات والثقة والأريحية والتطور السريع. و أندرويد بالطبع هو نظام تشغيل مفتوح المصدر وهذا سيكون له تأثير إيجابي جداً سيجعلنا نتوقع تطوّر نظام التشغيل هذا بشكل هائل وسريع, فهذا الجهاز يجمع المجد من أطرافه: غوغل من جهة ولينوكس من الجهة الأخرى .. إنها الجنة التي كنتُ أحلم بها منذ زمن !
كان لي عدة مخاوف عندما قررتُ شراء الجهاز الذي أرسله لي أحد الأصدقاء من كندا:
– المشكلة الأولى هي أن لا يتوافق الهاتف مع شبكة الخليوي في سوريا. إما عدم توافق كامل أو عدم توافق جزئي كأن يعمل الهاتف للمكالمات لكن لا يعمل للإنترنت.
– المشكلة الثانية هي مشكلة الحظر الذي تفرضه شركة غوغل على سوريا, كأن لا أتمكن من تطوير نظام التشغيل عن طريق الانترنت أو لا أتمكن من استخدام جي ميل Gmail أو المفكرة أو لا أتمكن من تحميل البرامج الخاصة بالجهاز من سوق أندوريد Android Market. وسوق آندرويد هو المكان الرسمي الذي تستطيع من خلاله تحميل جميع ما تحتاج من برامج عن طريق الانترنت.
في الواقع كانت توجد خطورة ألا يعمل الجهاز لكنني كنتُ مستعداً لتحمّل المخاطرة من أجل الحصول في النهاية على جهاز غوغل الذي نال إعجابي. وللأسف كانت الخطورة واردة لأنني سألتُ كثيراً من الناس عن طريق المدونة وبالطرق التقليدية علّني أجدُ أحداً قد قام بتجربة الجهاز هنا أو يعرف أحداً قام بتجربة الجهاز, أو يعرفُ أحداً يعرفُ أحداً قام بتجربة الجهاز في سوريا لكن من دون نتيجة. يبدو أنني أول شخص في سوريا يحصل على هذا الجهاز الممنوع دخوله إلى سوريا أصلاً بالطرق التقليدية لاحتوائه على ميزة GPS.
المهم أنني سألت صديقي وهو مهندس اتصالات عن الشبكات التي يعمل عليها الجهاز والموجوده في هذه الوصلة فأكد لي أن الجهاز يدعم الشبكة هنا من حيث المكالمات الهاتفية ومن حيث الانترنت كـ GPRS و كـ 3G.
في النهاية جاء الجهاز وجاءت لحظة الحقيقة, قمتُ بفكه من العلبة وكان الجهاز جميلاً كما يبدو في الصور. وكما وصفه أحدهم فإن الجميل بتصميمه هو أنه ليس له تصميم ! تماماً نفس نظرية غوغل في جميع مواقعها. قمة البساطة من حيث الشكل ولكن قمة الروعة من حيث الأداء.
الطريف في هذا الهاتف هو أنك لا تستطيع استخدامه قبل أن تقوم بتسجيل الدخول باستخدام حسابك في غوغل. وضعت الـ SIM Card الخاصة بي وقمتُ بتشغيله فطلب مني فوراً القيام بعملية تسجيل الدخول. الشيء الوحيد الذي تستطيع الوصول إليه وتعديله في هذه المرحلة هو إعدادات الاتصال بالانترنت. هنا قمتُ بإضافة اعداد جديد أسميته Syriatel ووضعت الإعداد الذي يسمّونه APN وهو بالنسبة لسيرياتيل net.syriatel.com. وهنا واجهتني لحظات عصيبة, إذ كان تسجيل الدخول يفشل باستمرار بسبب مشكلة في الاتصال فتوقعت بأن الجهاز لا يدعم شبكة الـ GPRS لدينا وبأنني سأكتفي بالنظر إليه كتحفة فنية ولن أتمكن من استخدامه أبداً. قمتُ بعدها بوضع SIM الثري جي خاصتي لكن نفس النتيجة. فأصابني اليأس وقلتُ (عوضي على الله) لكن عندما أعدت المحاولة بعد حوالي الساعة نجح تسجيل الدخول من أول محاولة, ويبدو أن المشكلة التي حدثت في البداية كان سببها عطل مؤقت من طرف سيرياتيل تزامن مع أسوأ لحظة ممكنة وهي تجريبي للجهاز الجديد.
فورَ تسجيل الدخول بنجاح ظهرَ لي سطح المكتب الخاص بـ Android الذي لطالما شاهدته في الصور وفي مقاطع الفيديو فكدتُ أطيرُ فرحاً. فقد اجتزتُ بنجاح أول مرحلة. بعد تسجيل الدخول قام فوراً بعمل تزامن Synchronization مع كل من بريد جيميل Gmail الخاص بي, ومفكرة غوغل Google Calendar والأجمل من كل ذلك مع جهات الاتصال Contacts الخاصة بي والموجودة ضمن بريد جيميل. وهذا أحد أهم ميزات هذا الجهاز إذ أن أرقام الهواتف والعناوين المخزنة لديك على الجهاز هي نفسها تلك المخزنة ضمن حساب الـ Gmail الخاص بك. مما يعني أن ضياع أو تلف الجهاز لن يتسبب بأن تفقد الأرقام. وسواء قمتَ بإضافة أي رقم جديد إلى الجهاز أو قمتَ بإضافته إلى Gmail فسيكون نفس الرقم مع بقية البيانات كإيميل وعنوان الشخص متوفراً في كلا الجهتين.
كما لكم أن تتوقعوا يقدّم نظام Android تطبيقاً رائعاً لبريد جيميل Gmail يجعل تصفح البريد وإرسال الرسائل وما إلى هنالك من ميزات الجيميل متوفرة بشكل سهل وسريع جداً ضمن الهاتف.
أحد أكثر الأمور التي أثارت إعجابي بالجهاز هي توظيفه لميزة الـ GPS (نظام الملاحة العالمي) ضمن خرائط غوغل Google Maps فضمن هذا التطبيق تستطيع تحديد موقعك على الخريطة العادية أو خريطة الأقمار الصناعية (Google Earth) بحيث يظهر موقعك بشكل نقطة على الخريطة تتحرك هذه النقطة بشكل فوري على الخريطة بحسب اتجاه حركتك. وهو أمر جيد لأنه يضمن لي بأنني لن أضيع في حال خرجتُ عن حدود مدينة دمشق :).
الآن نأتي للحديث عن المشاكل التي كنتُ متخوفاً منها. التخوّف الأول لم يكن صحيحاً والحمدلله إذ أن الهاتف يعمل على شبكة الخليوي لدينا بشكل كامل والصوت رائع ونقي أيضاً. أما بالنسبة للتخوف الثاني وهو تخوّف الحظر الذي تفرضه غوغل على سوريا فقد صحّ توقّعي بشكل جزئي. صحيح أن الجيميل وجميع خدمات غوغل الأخرى تعمل لدي بشكل كامل لكن للأسف لم أتمكن من الدخول إلى سوق آندرويد Android Market وتحميل البرامج. المشكلة أن تحميل البرامج من سوق أندرويد يجب أن يتم حصراً عن طريق الهاتف وإلا لتمكنتُ من تغيير رقم الآيبي الخاص بي بالطرق الاعتيادية وحملت البرامج إلى جهاز الكمبيوتر ثم نقلتها إلى الهاتف لكن المشكلة في سوق أندرويد هي أنك تستطيع فقط تصفح البرامج عن طريق جهاز الكمبيوتر ولا تستطيع تحميلها.
حاولتُ كثيراً القيام بعملية (كسر) للبروكسي أو بشكل أدق تغيير رقم الآيبي من الهاتف نفسه لكنني لم أنجح. نجحتُ فقط بعمل هذا بالنسبة للمتصفح Browser وهو ما يمكنني فقط من فتح المواقع المحجوبة. لكن كسر البروكسي اقتصر على المتصفح ولم يمتد إلى برنامج السوق ويبدو حتى الآن وبحسب ما قرأتُ وبحثت بأنه لا توجد طريقة حالياً لعمل هذا (لكنني متأكد من توفرها لاحقاً).
على كل حال فإن برامج أندرويد -وإن كانت متوافرة جميعها في السوق- لا تقتصر على سوق أندرويد فقط, بل هنالك عدة مواقع أخرى تستطيع منها تحميل البرامج صحيح أنها ليست بقوة سوق أندرويد الرسمي بأي شكل من الأشكال لكن لا بأس بها وقمتُ عن طريقها بتحميل عدد من البرامج المفيدة.
شاشة الجهاز رائعة من حيث الحساسية للّمس وتدعم تقنية Multi-Touch واستخدامها ممتع ومريح جداً.
لوحة المفاتيح الكاملة المتوفرة بالجهاز وجدتها مريحة أيضاً, وعند استخدامك للوحة المفاتيح ستشعر بأن الجهاز تحوّل إلى لابتوب صغير. وهي تجعل كتابة الايميلات أو الدردشة أمر ممتع وسهل.
الآن نأتي لذكر بعض عيوب الجهاز. في الواقع بالنسبة لي هي ليست عيوباً على الإطلاق لأنها غير ذات أهمية بالنسبة لي لكن يمكننا أن نطلق عليها نواقص على غوغل وشركة HTC المصنّعة للجهاز أن تتداركها في الإصدار القادم:
أولاً الجهاز لا يحتوي على مدخل قياسي للسمّاعات. بل يحتوي على مدخل من نوع خاص لا أدري ما هو اسمه التقني لكنه شبيه بمدخل كاميرات الديجيتال الذي تستخدمه لوصل الكميرة عن طريق الكمبيوتر بوصلة الـ USB. ومن الصعوبة أن تجد من هذه السماعات لدينا في السوق.
ثانياً, كميرة الجهاز تبلغ من الدقة 3.2 ميغا بيكسل وهو رقم جيد لكنها ليست بهذه الجودة فالصور فيها تبدو كئيبة بعض الشيء. كما أن الكميرة لا تقوم بتصوير مقاطع فيديو. بل صور ثابتة حصراً.
ثالثا, لا يحتوي الجهاز على برنامج لعرض الفيديو سوى البرنامج بعرض الفيديوهات من يوتيوب Youtube. عدا عن ذلك عليك تحميل برنامج لعرض الفيديو من سوق أندرويد وهو أمر لم أقوم بتجربته لأسباب شرحتها أعلاه.
(تحديث): قمت بتحديث نسخة نظام التشغيل إلى النسخة الجديدة 1.5 وهي نسخة محسّنة ومن ضمن التحسينات يوجد تصوير وعرض للفيديو
كما تلاحظون فالجهاز ضعيف من ناحية الملتيميديا, بالنسبة لي فهذا غير مهم, فناحية الموسيقى والتصوير ليست هامة على الإطلاق. قد لا يكون الجهاز مناسباً لمهووسي الملتديميديا لكنه دون شك جهاز ممتاز للأعمال وللانترنت. وبجميع الأحوال فهذه ما تزال النسخة الأولى من الجهاز ومن المتوقع أن يُلاقي هذا الجهاز تطوراً هائلاً, فمن ناحية يمتلك نظام تشغيل مفتوح المصدر تقف وراءه غوغل وما أدراك ما غوغل, ومن ناحية أخرى ستدخل عدة شركات مصنعة لاحقاً سوق أندرويد ومنها Sony Ericssonو Samsung و LG بالإضافة إلى الشركة التي أصدرت النسخة الأولى من الجهاز HTC.
بالتأكيد لم أقم بتغطية جميع ميزات الجهاز, فمازال هنالك الكثير من الميزات الرائعة التي لم أتحدث عنها لكن تستطيعون البحث عن طريق غوغل وقرائة الكثير من المُراجعات. وحين سأجد الطريقة لاستخدام سوق آندرويد Android Market فسوف أقوم طبعاً بشرحها بالتفصيل.
نثلا عن : أنس معرواي
شكرا على المقال,
طلبت الجهاز من الخارج لأن تجربة ال Android تستحق المخاطرة.
الميزه الأفضل في نظام التشغيل هي كونة open source وقمت بتنصيب نظام تشغيل جديد يعتمد على النسخة 1,6 . البرامج الملحقة كثيرة و يوجد market مشابة لل google market اسمة sam2 يعمل في سوريا .
يمكنك تحميل مجموعة كبيره جدا من البرامج من http://torrents.thepiratebay.org/5032868/BEST_G1_APPS____127_GBA_ROMS.5032868.TPB.torrent الى كرت الذاكرة ثم تنصيبهم من الكرت باستخدام برنامج اسمة appmanager يجب تحميلة مباشرة من الموبايل على الرابط http://kaynesiler.com/Android/Apps/
الجهاز و نظام التشغيل هم الأفضل في العالم و السلبيات التي ذكرتها ك mms وغيرهم حلولهم موجودة في النسخة 1,6 وفي التطبيقات المتوفره .
لا يمكنني حصر البرامج و التطبيقات في هذا الرد . يمكنكم التجربة و الانذهال بأنفسكم .