(هل هناك قاض من اجل غزة..!؟) مئات المنظمات الحقوقية تدعو في مؤتمر دولي
نظمت منظمة “ليليو وليسلي باسو اسوكو” غير الحكومية التي تُعنى بحقوق الإنسان والدفاع عن الحريات في قاعة المؤتمرات في قصر ماريني التابع لمجلس النواب الايطالي وسط العاصمة روما مؤتمرا دوليا تضامنيا مع غزة تحت عنوان: هل هناك قاض من اجل غزة
حضره قضاة ومحامون وأساتذة قانون من العديد من دول العالم وأبرزها ايطاليا وبلجيكا واسبانيا وفرنسا.
وقال سالفاتوري سينيزي رئيس محاكمة الشعب الدائمة التابعة للمنظمة: لا يمكن التزام الصمت أمام المأساة والجريمة البشعة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية ضد غزة، ولابد من تشكيل محكمة دولية خاصة لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب من الإسرائيليين، مشيرا إلى وجود مبادرة دولية من قبل مئات المنظمات غير الحكومية التي تعمل من اجل هذا الهدف إحقاقا للعدالة .
من جهته أكد المحامي الفرنسي غيليس ديفرس ضرورة معاقبة مرتكبي الجريمة ضد غزة، وقال: هنا 450 منظمة غير حكومية قدمت لنا التفويض لرفع الدعوى ومنها منظمات من أمريكا الجنوبية وأوروبا باعتبار أن ما حصل في غزة هو قضية إنسانية وجريمة بكل المقاييس القانونية والأخلاقية، وهناك حاجة للعدالة ولا يمكن التغاضي عن الجرائم الإسرائيلية فالمجرم الذي لا يخاف من العقاب يرتكب المزيد من الفظائع والجرائم.
وأضاف: لدينا كل الوثائق بما في ذلك الكتابات والشعارات التي كتبوها على جدران منازل غزة المدمرة وحتى قصاصات الورق التي ألقتها الطائرات الإسرائيلية، وقد طلبنا من السلطات الفرنسية احترام التعهدات الواردة في ميثاق روما ومحاكمة مجرمي الحرب من الإسرائيليين، منتقدا بشدة سياسة الكيل بمكيالين التي يمارسها المجتمع الدولي وبخاصة عدم قيام مجلس الأمن الدولي بالطلب إلى محكمة جرائم الحرب التحقيق بانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب التي قامت بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
بدوره شدد البرفسور جيوسيبي بالميسانو أستاذ القانون الدولي في جامعة كاميرينو الايطالية بوجوب محاسبة مرتكبي جرائم الحرب من الإسرائيليين، وقال: إن بوليفيا طالبت بمحاكمة إسرائيل فلماذا لا تطالب بذلك دول أخرى، وكل ما لدينا وكل الوثائق والمشاهدات والوقائع تؤكد أن ما حصل في غزة هو جرائم ضد الإنسانية..؟ وتساءل: إلى متى سيبقى المجتمع الدولي يقدم الحصانة والحماية المستمرة لإسرائيل..؟
وأكد البروفسور ايريك دايفد أستاذ القانون الدولي في جامعة بروكسل ليبرا على وجوب إنهاء ظاهرة ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، والتوقف عن تقديم الحماية لإسرائيل، والبدء بمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين على الفور .
فيما طالب البروفسور انطونيو بيغراو سولي أستاذ القانون الدولي في جامعة روفيرا اي فيرجيلي دي تارغونا الاسبانية وعضو محكمة الشعب الدائمة مجلس الأمن الدولي بتفعيل عمل محكمة جرائم الحرب بخصوص المجازر الإسرائيلية المرتكبة ضد الفلسطينيين، مشيرا إلى ضرورة تعديل ميثاق روما المقرر العام القادم ليتضمن نصوصا صريحة وواضحة بخصوص محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، مؤكدا أنه يمكن أيضا الاستفادة من النظام القضائي في اسبانيا لرفع دعوات ضد مجرمي الحرب الإسرائيليين.
وحمل البروفسور فرانسوا ريغو عضو الأكاديمية الملكية في بلجيكا وأستاذ القانون الدولي في جامعة لوفانيو سلطات الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية سلامة الشعب الواقع تحت الاحتلال، مؤكدا وجوب تشكيل محكمة دولية خاصة بفلسطين لمحاكمة إسرائيل على سلسلة الجرائم التي ارتكبتها ضد الإنسانية، وأعرب عن أسفه لأن حلفاء إسرائيل في مجلس الأمن لن يسمحوا بتطبيق القانون الدولي على إسرائيل .
من جهته قال المحامي العام لدى محكمة استئناف باريس رولاند كيسوس: إنه لا حصانة لمجرمي الحرب، وإسرائيل استخدمت الأسلحة الكيماوية والبيولوجية لقتل السكان والمدنيين، وهناك حق إنساني للمجتمع الدولي، والشعب الفلسطيني تحت النار، ولا مجال للهروب وسط الحصار والمساحة الضيقة للقطاع، فضلا عن إغلاق الحدود من الجانب المصري فأين المفر..؟ وهكذا وقع الأطفال والنساء ضحايا .
من جهته قال راجي صوراني رئيس مركز حقوق الإنسان في غزة: إن أوروبا تتعامل مع ديمقراطية الشعب الفلسطيني من خلال ديمقراطية العبيد، وهي للأسف لم تعترف بديمقراطيتنا وبفوز حماس، شارحا الظروف والأوضاع المأساوية التي يعيشها سكان قطاع غزة بسبب ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ عشرات السنين، وبخاصة جرائم الحرب البشعة التي ارتكبتها بحق الأطفال والنساء وكبار السن في القطاع خلال عدوانها الأخير مستخدمة كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا بما في ذلك الدايت والفوسفور الأبيض .
وانتقد صوراني موقف أوروبا إزاء المجازر الإسرائيلية وصمتها في وقت تستعد فيه لرفع مستوى العلاقات معها، وتساءل عن الأسباب التي تجعل من إسرائيل فوق القانون .
وأضاف أن ما حصل في غزة هو تطهير عرقي وحرب إبادة ضد الفلسطينيين، مشيرا إلى ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة تمهيدا لطرد المزيد من العرب الفلسطينيين من أراضيهم .
وقال: لا يمكن القبول بمعاناة مقدسة وغير مقدسة، وها هو العالم ينسى آلاف المعتقلين والسجناء الفلسطينيين ويتذكر جلعاد شاليط