كرنفال الراين يبلغ ذروته مع المرح والشراب والتنانير القصيرة رغم البرد
في أجواء من المرح والرقص والبهجة عمت احتفالات الكرنفال السنوي مناطق جنوب غرب ألمانيا. الاحتفالات بلغت ذروتها اليوم بمسيرات تقليدية تعبر بصورة ساخرة عن هموم الناس وشجونها.
على وقع قرع الطبول والهتافات شارك مئات الآلاف من محبي الكرنفالات اليوم الاثنين فيما يُطلق عليه "الاثنين الوردي" الذي يشكل ذروة الاحتفال بالكرنفال السنوي الذي يعم مناطق جنوب غرب ألمانيا هذه الأيام. ففي مدينة كولونيا ومدن منطقة الراين الأخرى خرج الناس كبارهم وصغارهم إلى الساحات العامة وهم يرتدون الألبسة الملونة والمزركشة رغم هطول الأمطار.
سخرية لاذعة
وقالت زيجريد كريبس المتحدثة باسم اللجنة المنظمة في كولونيا إن "الأجواء رائعة وكل شيء يسير وفقاً للخطط الموضوعة". وتناولت المسيرة التقليدية كالمعتاد العديد من القضايا الراهنة على المستويات السياسة والاجتماعية، إضافة إلى عرض تماثيل ساخرة لأشهر الشخصيات المؤثرة في ألمانيا والعالم. ومن بين القضايا التي برزت في عروض هذا العام قضية حظر التدخين في الأماكن العامة ومشروع بناء مسجد في مدينة كولونيا ما يزال يثير الكثير من الجدل. كما تم عرض أحد التماثيل لوزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبله في صورة شخص يرغب بمراقبة كل شيء بحجة مواجهة الإرهاب حتى وإن كان تحت فراش حبيبين. أما المستشارة ميركل فتم تصويرها على شكل "مريم السوداء"التي يقدسها رؤساء باقي الأحزاب الأخرى.
تحذيرات من قص ربطات العنق
وقد بدأت الاحتفالات التي تستمر ستة أيام بكرنفال النساء نهار الخميس الماضي. وقامت نسوة بعد إعلان انطلاق إشارة البدء بالكرنفال بانتزاع ربطات أعناق الرجال وقصها. ومن الطرائف التي واكبت ذلك قيام الجهة المنظمة لمؤتمر علمي أوروبي حول الغازات الصناعية في مدينة دوسلدورف بمطالبة المشاركين فيه توخي الحذر من النساء اللواتي يمسكن مقصات إذا ما تجولوا في شوارع المدينة. وبدورها حذرت شركة خطوط طيران "لوفتهانزا" الركاب الأجانب القادمين إلى منطقة الراين من "الخطر" الذي يهدد أربطة عنقهم، فقد أوضحت أن هذه الخطوة قد تبدو وكأنها تعبّر عن قلة احترام، لكنها لا تحمل أية نوايا سيئة.
شرب وفساتين قصيرة رغم انخفاض درجات الحرارة
وفي الميدان الرئيس بمدينة آخن الألمانية الواقعة على الحدود مع هولندا أوقفت الشرطة عددا من المحتفلين وصادرت زجاجات المشروبات الكحولية التي كانوا يحملونها بسبب العربدة. أما في دوسلدورف فارتدى أحد الرجال التنورة الاسكتلندية الشهيرة ولم يغط منطقة الركبتين، بينما ارتدت النساء فساتين قصيرة للغاية على الرغم من درجات الحرارة المنخفضة التي تقترب من درجة التجمد. وعادة ما يقدم الكرنفال فرصة للمتعة قبل بدء موسم الصيام الذي يوم الأربعاء القادم وفقاً للمذهب الكاثوليكي.