العراقيون يودعون اشهر المدريين عمو بابا
شيعت جماهير الكرة العراقية الجمعة اسطورة التدريب واشهر المدربين عمو بابا الذي توفي مساء الاربعاء في احد مستشفيات مدينة دهوك في اقليم كردستان عن عمرناهز 75 عاما بعد صراع طويل مع المرض
واقيمت مراسم تشييع مهيبة لعمو بابا في استاد الشعب الدولي في قلب العاصمة بغداد بحضور لافت لشخصيات رسمية تقدمها نائب رئيس الجمهورية العراقية عادل عبد المهدي.
ولحظة وصول جثمان الذي حملته سيارة عسكرية ملفوفا بعلم العراق الى استاد الشعب الدولي حمل من قبل مجموعة من عناصر سرية وزارة الدفاع العراقية، بينما راحت فرقة موسيقية عسكرية تعزف مقطوعات حزينة لكونه احد الضباط السابقين في القوات المسلحة.
وبدأ نائب رئيس الجمهورية مراسم التشييع بكلمة قال فيها "باسم فخامة رئيس الجمهورية وباسم الحكومة العراقية والشعب العراقي نعزي عائلة الفقيد عمو بابا هذا البطل الذي رفع اسم العراق في ملعب الشعب وفي باقي الملاعب وقدم جهدا وعطاء على مدى اكثر من نصف قرن".
واضاف عبد المهدي "احببنا عمو بابا من القلب لاعبا ومدربا ومربيا ومعلما ونحبه ونودعه من القلب وسيبقى دائما في قلب الشعب العراقي".
ووقفت قرب الجثمان مجموعة من الاطفال من الذين يتدربون في مدرسة كروية تحمل اسم شيخ المدربين رفعوا صورا للراحل وسط مشاعرالحزن والاسى على رحيله وحمل قسم اخر لافتات كتب عليها" وداعا عمو بابا وسنمضي على دربك ونعاهدك ان نواصل مسيرتنا ونبقى نتعلم منك".
وكان شيخ المدربين العراقيين عمو بابا واسمه الحقيقي عمانوئيل بابا داود وعرف باسم الشهرة عمو بابا دخل مستشفى "ازادي" وتعني"الحرية" في مدينة دهوك صباح الاربعاء الماضي على نحو مفاجئ اثر تداعي حالته الصحية.
وكان عمو بابا غادر الى دهوك قبل ثلاثة اسابيع لاجراء فحوصات روتينية لكنه ادخل العناية المركزة على اثر تدهور حالته الصحية ثم غادرها بعد تعافيه.
وظهر بابا اخر مرة في استاد مدينة دهوك في 21 مايو/ايار الحالي محاطا بالعشرات من عشاقه لكنه اعيد الى المستشفى صباح الاربعاء الماضي بعد مضاعفات مفاجئة.
وقبل وصول الجثمان الى استاد الشعب الدولي حيث دفن عند احد مداخله بعد موافقة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، اقيمت على روح الفقيد صلاة الجنازة في احدى كنائس العاصمة حضرها وكيل وزارة الشباب والرياضة عصام الديوان وعدد من اعضاء مجلس النواب واقارب الفقيد.
ولفت الديوان الى انه في اخر زيارة للمدرب الشهير عمو بابا عندما كان يرقد في المستشفى، قال "الموت لاعب ماهر سينال مني بالتاكيد ولا بد ان يقتنصني".
ويعد عو بابا اول شخصية رياضية يدفن عند مدخل استاد الشعب الدولي حسب وصيته تقديرا لتاريخه ودوره الكبير في رياضة كرة القدم في العراق.
وبعد الانتهاء من مراسيم التشييع حمل الجثمان على اكتاف مجموعة من رجال سرية وزارة الدفاع بعد ان كان موضوعا على قاعدة خشبية مغطاة بعلم حمل شعار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
ولد عمو بابا عام 1934 وترعرع في الحبانية وامضى سنوات من حياته هناك قبل ان ينتقل الى بغداد ويبدأ رحلته مع كرة القدم حيث دافع عن الوان منتخب بلاده في اكثر من 150 مباراة دولية وهو رقم قياسي لم يبلغه اي مدرب، واحرز معه الذهبية في دورة الالعاب الاسيوية في الهند عام 1982.
وحصل على لقب بطولة العالم العسكرية في الكويت عام 1979، وقاد منتخب بلاده الاولمبي في 3 دورات اولمبية متتالية في موسكو (1980) ولوس انجليس الاميركية (1984) وسيول (1988)، اضافة الى تدريب المنتخب الذي شارك في بطولة كأس العرب في الاردن عام 1988.
ومن ابرز محطاته مع المنتخب، قيادته له في تصفيات مونديالي 1990 و1994، وتصفيات كأس اسيا 1996، وشارك بوصوله الى مونديال 1986.
وقاد المدرب الراحل عدة اندية منها الزوراء والقوة الجوية والطلبة والرشيد الذي يعرف الان بنادي الكرخ وحقق معها القاب عدة.
واشرف عمو بابا في اخر ايامه على مدرسة كروية تعنى بتعليم كرة القدم تضم 350 لاعبا صغيرا من 8 الى 14 سنة اغلبهم يتحدرون من عائلات فقيرة واهتم بتوفير تجهيزاتهم ومتطلباتهم فاصبح معشوقا لهم.