دمار” في مدينة مينجورا بعد سيطرة الجيش عليها

خرج الباكستانيون الذين علقوا في منازلهم لاسابيع إلى الشوارع بحثاً عن غذاء، بينما تناثرت الجثث في شوارع مينجورا المدينة الرئيسية في وادي سوات.
ويقول رأفت الله أوركازي مراسل بي بي سي الذي تجول في مدينة مينجورا إن الجيش الباكستاني يبسط سيطرته الآن على المدينة.

وقال شهود عيان لبي بي سي إن الجنود أطلقوا صواريخ وقذائف على مينجورا لكنهم لم يواجهوا سوى مقاومة محدودة من طرف طالبان.

وأضاف الشهود أن الجنود انتشروا في المدينة في حين فر منها عناصر طالبان.

وتمثل جولة المراسل في مينجورا وشهادات الشهود أول تأكيد مستقل بشأن قول الجيش إنه استعاد السيطرة على المدينة.

وشاهد مراسلنا دكاكين ومباني وقد أتت عليها النيران بالكامل، وأخبر شهود مراسلنا بحاجتهم الشديدة إلى المواد الغذائية والماء والكهرباء بعد أن علقوا في المدينة لمدة ثلاثة أسابيع.

قال شهود عيان لبي بي سي إن الجنود أطلقوا صواريخ وقذائف على مينجورا
لكن السكان المحليين بدؤوا في الحصول على حاجتهم من المؤن بعد رفع حظر التجول عن المدينة.

وقال الجيش الباكستاني إن مدينة مينجورا استعادت خدماتها الأساسية.

وعبر الصليب الأحمر الدولي عن "قلقه البالغ" بسبب الوضع الإنساني في سوات.

وقال إن الماء والكهرباء غير متوفرين كما أن المولدات الكهربائية يعوزها الوقود، إضافة إلى أن المنشآت الطبية توقفت عن العمل، وكذلك هناك ندرة في الحصول على المواد الغذائية.

وقال رئيس منظمة الصليب الأحمر في باكستان، باسكال كوبات، إن "سكان سوات يحتاجون إلى حماية إنسانية أكبر ومساعدة فورية".

بدائل أخرى

وذكر أحد مسؤولي مكتب تنسيق القضايا الإنسانية ويدعى، فواد حسين، أن "طالما لا يوجد إمداد بالكهرباء، فإن الآبار متوقفة عن العمل. يضطر السكان إلى استخدام بدائل أخرى من أجل الحصول على حاجتهم من الماء. ويؤدي هذا الوضع إلى ظهور أمراض".

ونزح نحو 2.6 مليون شخص من منازلهم في منطقة وادي سوات منذ اندلاع العمليات العسكرية قبل أكثر من شهر مضى.

قال رئيس منظمة الصليب الأحمر إن سكان سوات يحتاجون إلى حماية إنسانية أكبر
وكان وزير الدفاع الباكستاني قال في وقت سابق خلال اجتماع للدول الآسيوية في سنغافورة "إن ما بين 5% و 10% من المهمة" لا تزال في انتظار الجيش الباكستاني.

لكن ناطقا باسم الجيش الباكستاني قال إنه لا يمكن التنبؤ بتتوقيت اكتمال العملية العسكرية.

وقال مسؤولون إن 40 مسلحا قتلوا في هجوم على قاعدة عسكرية تابعة للجيش قرب الحدود الأفغانية.

وأضاف المسؤولون أن 4 جنود قتلوا كذلك خلال معركة استمرت لمدة ثماني ساعات في القاعدة الواقعة في جنوب وزيرستان التي تعتبر أحد معاقل حركة طالبان.

وقال الجيش إنه سيطارد "عتاة" المسلحين بعد استعادة سيطرته على مينجورا.

وكان سكان مينجورا يبلغون نحو 300 ألف شخص قبل بدء القتال.

لكن الناطق باسم الجيش، الجنرال أطهر عباس، لم يؤكد متى ستنتهي عملية الجيش.

وتمنح الولايات المتحدة دعما كاملا لعمليات الجيش الباكستاني لأنها مرتبطة بحربها ضد تنظيم طالبان في أفغانستان.

وقال بعض الشهود إنهم سعداء لرحيل طالبان عن مينجورا لكنهم أعربوا عن خشيتهم من عودة المسلحين بمجرد انسحاب قوات الجيش منها.

وكان وزير الدفاع الباكستاني، سيد أطهر علي، قال في وقت سابق إن من المتوقع أن ينهي الجيش عملياته ضد طالبان في سوات في غضون يومين إلى ثلاثة أيام.