الجارديان “هل يطيح أوباما بنتنياهو؟”
إلى جانب الاستقالة المحتملة جدا لوزيرة الداخلية البريطانية وما تعنيه سياسيا على الصعيدين الداخلي في بريطانيا، والحزبي لدى الحكومة، تناولت الصحف البريطانية في نشراتها ليوم الأربعاء، الجولة التي يبدأها الرئيس الأمريكي باراك أوباما للشرق الأوسط
"في محلها"
خصصت الإندبندنت إحدى افتتاحياتها الثلاث "للثناء" على الجولة التي يبدأها أوباما اليوم للشرق الأوسط.
وبعد أن تستعرض الظروف الصعبة التي تحيط بالجولة من الانتخابات اللبنانية "التي قد تمنح أغلبية لحزب الله" إلى "انتخابات إيرانية قد تؤكد محمود أحمدي نجاد في منصبه" -ترى الصحيفة أن ثمة ثلاثة أسباب "للتفاول" بها.
أول هذه الأسباب لهجة المصالحة التي انتهجها الرئيس الأمريكي، خاصة عندما حرص على التأكيد على أن بلاده لن تفرض قيمها وما ينبغي لها.
ثاني أسباب التفاؤل الموقف العملي (عكس الموقف الأيديولوجي لسلفه) الذي يتبناه أوباما لتناول قضايا المنطقة.
أما السبب الثالث فيتمثل في أن الإدارة الأمريكية الحالية تتحلى بالصبر والأناة، لهذا فهي لا ترى أن حل الدولتين سينفذ على أرض الواقع بين عشية وضحاها.
وفي رد على منتقدي الرئيس أوباما في الولايات المتحدة تذكر الصحيفة بالثقة غير المسبوقة التي يحظى بها في الشرق الأوسط حسب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
الأفضل لأوباما
وفي الاتجاه الآخر نشرت الصحيفة مقال رأي لروبرت فيسك حمل فيه على الأنظمة التي سيزورها الرئيس أوبا وعلى الجولة الرئاسية الأمريكية.
ويلاحظ الكاتب أن سجل السعودية ومصر في مجال احترام الحريات وحقوق الإنسان، لم يثن الرئيس أوباما عن جولته.
ويستشهد فيسك في هذا الصدد بالتصريحات التي أدلى بها زعيم حزب الغد المصري، والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية أيمن نور الذي أطلق سراحه قبيل بداية جولة أوباما.
ويقول نور -الذي تعرض لاعتداء مؤخرا-: "يبدو أن هذه الجولة تهدف إلى ممالأة الحكم، وليس تشجيع الشعوب. إننا مندهشون تماما لتجاهل الذي تعرض له المجتمع الامدني. إن ذلك يعطي الانطباع بأن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية تعلو على قيمها."
وينهي الكاتب مقاله بالتساؤل عما إذا كان من الأجدر أن لا يقوم أوباما بهذه الجولة فدول المنطقة لا تفضل على بعضها البعض في مجال احترام حقوق الإنسان من محيط العالم العربي إلى الخليج..
إسرائيل "المتحفظة"
يكاد سيمون تيسدال في مقال بالجارديان أن يلمح إلى أن انحياز إدارة الرئيس أوباما للعرب لا يختلف عليه اثنان، وإلى أن هذا التحيز "يعمي ويُصم".
ودليل ذلك -في رأي الكاتب- "مجاملة" أنظمة تعرض صفحا عن القيم الديمقراطية، وتجنب المعارضة ("أيمن نور لم يستدع للقاء الرئيس الأمريكي")، تفاديا للحرج.
ويعتبر الكاتب أن "من الطبيعي" أن يثير برنامج الزيارة -("الذي أغفل إسرائيل")- حفيظة السلطات الإسرائيلية، خاصة وأن الإدارة الأمريكية تبنت في الآونة الأخيرة موقفا صارما من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ويأخذ الإسرائيليون على الإدارة الأمريكية تملصها من صفقة شفهية أبرمت بين الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش والسلطات الإسرائيلية، تتوقف إسرائيل بموجبها عن إنشاء مستوطنات جديدة، بينما تتغاضى واشنطن "عن التوسع الطبيعي للمستوطنات الموجودة".
كما ينكرون عليها "تنكرها لاتفاق شفهي آخر أبرم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون، تحتفظ إسرائيل بموجبه بكل مستوطناتها في الضفة الغربية مهما كان الاتفاق النهائي مع الفلسطينيين.
ويشير الكاتب إلى ما ورد من معلومات عن "ذهول" رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لهذا الموقف الأمريكي "الجديد" والذي لم ينأ عنه حتى الموالون الإسرائيلي من أعضاء الكونجرس.
وينقل الكاتب عن الصحافية لورا روزن التي تعمل في مجلة "السياسة الخارجية" قولها إن بنيامين نتنياهو قال بعدما طفح به الكيل: "ما ذا بالله يريدون مني".
ويرى الكاتب أن رئيس وزراء إسرائيل يوجد في مأزق: فهو يعلم أن الولايات المتحدة تمتلك سلاح مجلس الأمن الدولي، لكنه لا يستطيع المساس بالمستوطنات اليهودية في الضفة لآن ذلك سيعني نهايته ونهاية حكومة الوحدة."
أزمة غير مسبوقة
تعتبر الديلي تلجراف أن التعديل الوزراي المرتقب في بريطانيا – بسبب فضيحة العلاوات التي أثارتها تحقيقاتها- حدثا نادر الوقوع في التاريخ البريطاني.
وتنتقد الصحيفة وزيرة الداخلية جاكي سميث التي قررت الاستقالة للتفرغ إلى شؤون أكثر محلية -علما بأنها متهمة بالتحايل من أجل الحصول على التعويضات البرلمانية، وبأن زوجها أدرج شريطي أفلام جنس ضمن النفاقت الحكومية.
وتقول الصحيفة إن الوزيرة لم تتمكن من الوصول إلى مثل هذا المنصب لولا أنها "من حاشية" جوردون براون رئيس الوزراء.
والدليل على ذلك أن السنتين اللتين أمضتهما على رأس "وزارة من هذا الحجم" تميزت "بأداء كارثي"، حسب الصحيفة.
لم تستطع جنرال موتورز التكيف (الفاينانشل تايمز)
نهاية عهد
اهتمت الفاينانشل تايمز بالانهيار المدوي للمجموعة جنرال موتورز، فقالت في افتتاحيتها: "إن إعلان أفلاس لم يكن نتيجة سلسلة إخفاقات لما كان يعد أكبر شركة في العالم وحسب بل كان بسبب سوء التدبير وعدم القدرة على التكيف مع التطورات الاقتصادية والتغيرات المجتمعية."
وتضيف الصحيفة: "إن الحقائق الأساسية لإفلاس جنرال موتورز ممعروفة جدا: إن الركود أجحهز على شركة استنزفت بسبب عدم قدرتها على إنتاج سيارة يستطيع أفراد الشعب شراءها."
وتضرب الصحيفة مثلا على القدرة على التأقلم بصناعة السيارات اليابانية التي أعرضت عن النقابات، وأنشأت فروعا في عدد من مناطق الجنوب.