حملات اعلانية غير مسبوقة في انتخابات لبنان
قد تكون الانتخابات النيابية الحالية هي الاغلى كلفة والارقام المتداولة تشير الى ان الانفاق الانتخابي قد يبلغ مليار دولار، خمس مائة مليون لكل فريق حسبما قال احد المرشحين والقياديين فيتيار سياسي بارز.
الا ان الوصول الى ارقام رسمية حول كلفة هذه الانتخابات يبدو شبه مستحيل ويظهر حجم الانفاق في الحملات الاعلانية المرئية والمسموعة والمكتوبة وتلك التى انتشرت على الطرقات على طول مساحة لبنان باستثناء بعض المناطق.
وقد كلف الفريقان، الاكثرية والمعارضة، شركات الاعلانات ابتداع افضل الطرق لحث الناخبين على التوصيت لهما.
فدخلت شعارات الطرفين السياسية في حملاتهم الاعلانية منها مثلا، امرأة تقف على خلفية دخان اسود وتسال : " ما هذا البلد الذي نعيش فيه ؟" وتسترسل في الحديث عن الازمات التى مر بها الللبنانيون وعن اولادها الذي ابصروا النور في الملاجىء وفي نهاية الشريط يبرز صوت يقول " انتخب المشروع وليس لاشخاص".
كما ادخل الطرفان الوضع المعيشي في تلك الحملات ولم تخلو الاعلانات التلفزيونية الداعمة لهذا الفريق او ذاك من تركيز على البيئة، منها مثلا تلك التى يظهر فيها رجل مسن خلف سيارة اجرة وهو يقول انه يعمل سائق تاكسي منذ خمس سنوات وانه "يفتقر لاية ضمانات"، واخرى تترحم على "لبنان الاخضر الذي لم يبق منه الا شجرة خضراء على العلم".
بعض الاعلانات كاعلانات التيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون، اعتمد على اللعبة البصرية من دون كلام ، وفي واحدة من اعلاناته الانتخابية المرئية، ظهرت على الشاش عبار وسط بين عبارتي "صح" و"خطأ" وكانت عبارة وسط تقترب شيئا فشيئا من عبارة "خطأ"، وذلك لتحذير جمهور التيار من التصويت لمرشحين وصفوا بالوسطيين.
ثم وعلى خلفية موسقى الجاز ظهرت شابة جميلة تخرج من منزله بعد ان وضعت حقيبة يدها بحركة مغناج على كتفها وارتدت نظاراتها الشمسية وتتوقف الصورة على عبارة بالفرنسية معناها كوني جميلة وانتخبي في اقتباس من مقولة كوني جميلة واصمتي.
اما حملة الرابع عشر من اذار فقد ركزت على عبارات يستعملها الطرف الاخر، وتحديدا تيار العماد ميشال عون الذي يرفع شعار الاصلاح والتغيير، فتظر فتاة ومن دون تبرج يذكر وهي تساءل "التغيير ؟ التغيير جميل جدا، فالتغيير من الجيد الى العاطل عاطل لكن التغيير من العاطل الى الجيد جيد".
وعلى فرضية الربح والخسارة ظهر اعلان فريق الاكثرية ليقول " اذا ربحوا هم نخسر نحن، وهذا امر طبيعي، مع انهم في كل الاحوال لن يدعو احدا يربح، ولكن اذا ربحنا نحن فهذا يعني اننا سنربح جميعا واولهم انت".
حتى وزارة الداخلية دخلت على خط الاعلان الانتخابي، في مرحلة اولى من خلال الحث على عدم التبعية والانتخاب بحرية، ومؤخرا من خلال حث الممتنعين على التصويت من خلال حوار بين شخصين يبدء بقول المجيب انه لن يصوت وينتهي بقرار مخالف بعد ان رسم ابتسامة على وجهه ويقفل الاعلان على خلفية صوت يقول" لان صوتك لك، انتحب". الفرز القائم على خلفية الاصطفاف الحاصل يجعل من الصعب التكهن بمدى فاعلية تلك الاعلانات الا اذا كان حجم الممتنعين او المترددين هو الحاسم.
فالمؤسسات التى تقوم باحصاءات حول توجهات الناخبين تعطي نتائجها حسب لونها الساسي ما يجعل من الصعب التكهن بالنتيجة وان كان الفريقان قد اعلنا انهما واثقان من الفوز.