لبنان يستعد لانتخابات حامية
انتهت رسميا يوم الجمعة الحملات الانتخابية في لبنان، استعدادا للانتخابات النيابية الحاسمة التي ستجري يوم الاحد المقبل والتي ستواجه فيها الاغلبية البرلمانية الحالية الموالية للغرب تحالف المعارضة الذي يضم حزبالله والمدعوم من جانب ايران وسورية.
وقد استخدم الطرفان بشكل واسع شتى الوسائل الدعائية للترويج لمرشحيهما كالملصقات الجدارية والرسائل النصية والانترنت.
كما حفلت الحملات الانتخابية بوسائل الترويج التقليدية كالتجمعات والخطب المتلفزة.
وكمؤشر على الطبيعة الحاسمة لهذه الانتخابات، عمد الطرفان المتصارعان الى جلب الآلاف من لبنانيي المهجر الى البلاد بطائرات مدفوعة الاجر ليدلوا باصواتهم، وكانت النتيجة ازدحاما قلما شهد له مطار بيروت نظيرا.
وقد نشرت السلطات اللبنانية عددا يناهز الخمسين الفا من رجال الامن والشرطة في طول البلاد وعرضها للحيلولة دون اندلاع اعمال العنف اثناء التصويت.
ولم تشب الحملات الانتخابية اية قلاقل، كما لا تتوقع السلطات ان تعكر اعمال العنف سير العملية الانتخابية.
الا ان حدة التوتر قد ارتفعت بشكل ملحوظ في بعض المناطق – وكلها من المناطق المسيحية تقريبا – التي ستشهد تنافسا حاميا بين المعسكرين.
فهذه المناطق هي التي ستحدد نتيجة الانتخابات، نظرا الى انقسام الصوت المسيحي بالتساوي تقريبا بين المعسكرين، وسيلعب الناخبون المتذبذبون الدور الحاسم في تحديد النتيجة النهائية.
اما في المناطق الاخرى، فيمكن تحديد النتائج سلفا بشكل شبه دقيق.
اما التوقع العام فيقول إن نسبة الربح في هذه الانتخابات ستكون ضئيلة جدا ايا كانت الجهة الفائزة، وهناك احتمال قوي بألا يفوز اي من الطرفين باغلبية بسيطة في مجلس النواب الجديد مما يعني ان ميزان القوى سيكون في ايدي حفنة من النواب المستقلين.
ولا يشارك حزب الله الا باحد عشر مرشحا، الا انه يشكل مكونا مهما من الائتلاف المعارض الذي يضم ايضا التيار الوطني الحر الذي يتزعمه الزعيم المسيحي ميشيل عون وحركة أمل الشيعية.
لذا فإن المخاوف الغربية من احتمال سيطرة حزب الله على لبنان لا اساس لها من الصحة.