جنرال وكولونيل ومعارضون يتنافسون في معركة الانتخابات الرئاسية في موريتانيا
فتح اتفاق الخروج من الازمة في موريتانيا الذي وقع الخميس، الطريق امام معركة انتخابية لا هوادة فيها بين الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي قادانقلاب السادس من اب/اغسطس وقريبه وحليفه السابق الكولونيل ولد فال ومعارضة في صفوف متراصة او مبعثرة.
وبعد عشرة اشهر من الانقسامات، كان يتوقع ان يؤدي الاتفاق التفاوضي في دكار مع ذلك الى مناخ من التهدئة مع تشكيل حكومة وحدة وطنية توزع فيها المقاعد مناصفة بين الموالين للانقلاب والمعارضين له قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الثامن عشر من تموز/يوليو.
لكن سير حفل التوقيع على الاتفاق لم يسهم الا في تعميق الهوة بين قائد الانقلاب الجنرال محمد ولد عبد العزيز وخصومه السياسيين.
وقاطع انصار الجنرال الموزعين بين الحضور، كل خطاب القي اثناء الحفل بهتافات "عزيز! عزيز!".
وقال مدير النشر في صحيفة "لو كوتيديان دو نواكشوط" موسى سامبا سي ان "عزيز اظهر بذلك انه السيد مع رؤية العسكريين الواقفين عند اسفل المنصة وحشود تهتف باسمه".
واضاف "في موريتانيا مكافأة انتخابية للاقوى: 30 او 40% من الهيئة الناخبة تسعى الى معرفة من هو الذي سيفوز بها ليتم التصويت له بكثافة".
وداخل ادارة اسبوعية "بلادي" المستقلة، اعتبر موسى ولد حمد ايضا ان "الاتفاق يفتح الباب ليس امام مصالحة وطنية وحسب، وانما امام صراع حقيقي على السلطة في جو متشنج جدا" على الرغم من الثقافة السلمية للشعب الموريتاني.
والجنرال ولد عبد العزيز الذي ترك الجيش ويتزعم في الوقت الراهن حزبا يتمتع بالغالبية في البرلمان "يتقدم بفارق كبير"، بحسب ما اعلن سامبا سي.
واضاف "لقد قام بالفعل بحملة انتخابية استعدادا للانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في السادس من حزيران/يونيو (والتي تم تاجيلها اخيرا) وتمكن من ان يضمن مسبقا دعم ابرز رجال الاعمال والزعماء التقليديين في البلاد" عندما كان على راس الدولة من اب/اغسطس الى نيسان/ابريل.
وكانت وسائل الاعلام تشيد في تلك الفترة بصورة منهجية بعمله وادائه.
لكن ترشيح قريبه الكولونيل اعل ولد محمد فال من قبيلة اولاد بوصلة ذاتها، فقد يخرب اللعبة. واعلن احد المقربين منه الخميس لوكالة فرانس برس "انه مرشح الى الانتخابات الرئاسية".
وولد محمد فال كان قائدا للامن الوطني (الشرطة) في البلاد طيلة عشرين عاما في عهد الرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع الذي اطيح به في العام 2005.
وبحكم تزعمه مجموعة الانقلابيين عندئذ، سمح لنفسه بتكرار انه كان الرئيس "الانتقالي الديموقراطي" الذي خلف ولد الطايع حتى انتخاب المدني سيدي ولد الشيخ عبد الله رئيسا للبلاد.
اما بالنسبة الى المعارض احمد ولد داده، فهو لم يصبح مرشحا رسميا بعد، لكن انصاره بداوا يطلقون عليه اسم "الرئيس" في كل تنقلاته. وكان حصل على نسبة 47,15% من الاصوات في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 2007.
وبعد انقلاب السادس من اب/اغسطس، ايد ولد داده الانقلابيين في بادىء الامر قبل ان يدعو الى "المقاومة في وجه العسكريين الذين يريدون الاستيلاء على السلطة".
وقال في حفل التوقيع عندما كان انصار ولد عبد العزيز يملاون القاعة ضجيجا اثناء القاء خطابه "يجب ان تعملوا على بناء مستقبلكم لانه اما ان تبنوه ونكون معكم، او تدمروه وسنكون ضدكم!".
اما بالنسبة الى مفاوض تحالف الاحزاب التي نددت بالانقلاب محمد ولد مولود، فدعا الاربعاء الى "تحالف" مع حزب ولد داداه.