الدالاي لاما في باريس يندد ب”حكم الاعدام” الصادر بحق التيبت نتيجةسياسة بكين

ندد الدالاي لاما السبت ب حكم الاعدام المفروض على التيبت نتيجة السياسة المتشددة التي تنتهجها بكين، مفتتحا زيارة لباريس تستمر يومين سيعلن خلالها مواطن شرف للعاصمة الفرنسية رغم الضغوط الصينية لمنع ذلك.
وبهذه الزيارة يختتم الزعيم الروحي لبوذيي التيبت الذي تعتبره بكين عدوها اللدود، جولة اوروبية تضمنت محطات في الدنمارك وايسلندا وهولندا.
وقال الدالاي لاما الحائز جائزة نوبل للسلام والذي تتهمه الصين بالانفصالية فيما يؤكد هو انه يطالب بحكم ذاتي للتيبت، ان "الحكومة الصينية تتبع سياسة قاسية، لكن الشعب الصيني لا يزال يجهل الوضع" في التيبت، منددا ب"الرقابة الصارمة" التي تفرضها بكين وبتعزيز انتشار الجيش الصيني منذ الاضطرابات المناهضة للوجود الصيني التي حصلت في اذار/مارس 2008.
وقال للصحافيين لدى وصوله الى باريس ان "احساسي وخوفي هو ان يفرض حكم بالاعدام على امة عريقة كالتيبت لها تراثها وثقافتها"، مجددا مطالبته بفتح تحقيق دولي حول الوضع في التيبت.
وقال رئيس مجموعة الدراسات حول التيبت في الجمعية الوطنية ليونيل لوكا للصحافيين بعدما التقى الدالاي لاما مع سبعة نواب من اعضاء مجموعته ال170 في احد الفنادق الباريسية "بدا لنا متشائما جدا".
وقال لوكا النائب من غالبية الاتحاد من اجل حركة شعبية اليميني "يجدر بالديموقراطيات ان تفرض مطالبها رغم المشكلات الاقتصادية بدل ان ترضخ للصينيين".
وقال الدالاي لاما انه "يشرفه" ان يتلقى الاحد لقب "مواطن شرف" لمدينة باريس.
ومن المقرر ان يسلمه رئيس بلدية باريس برتران دولانوي الذين ينتمي الى المعارضة الاشتراكية هذا اللقب الذي منح له العام 2008.
ورغم استياء بكين الشديد، ابقى دولانوي هذا الموعد مؤكدا انه لا يعتزم التخلي عن اقتناعاته.
وتتزامن هذه الزيارة مع مرحلة حساسة من العلاقات بين فرنسا والصين بعد خلاف استمر اربعة اشهر نتيجة اجتماع ساركوزي بالدالاي لاما في كانون الاول/ديسمبر في بولندا، ما اثار استياء الصين.
وليس من المقرر عقد اي لقاء حكومي مع الدالاي لاما في باريس.
وبعدما نددت الصين باللقاء بين الدالاي لاما ورئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن والذي وصف بانه لقاء "خاص"، هددت مجددا هذا الاسبوع البلدان التي تستقبل الزعيم الروحي البوذي بان علاقاتها مع بكين ستشهد "تدهورا بالغا".
واجرى الدالاي لاما محادثات طويلة مع نحو ستين صينيا بينهم العديد من المعارضين والمنشقين عن النظام الشيوعي مثل كاي تشونغوو وتشو كينغ والذين شاركوا في المراسم التي اقيمت في باريس في الرابع من حزيران/يونيو في الذكرى العشرين لقمع الحركة المطالبة بالديموقراطية في بكين.
وقال الطالب دو دونغ دونغ الذي شارك في الاجتماع مع الدالاي لاما لوكالة فرانس برس "شرح لنا انه يريد حكما ذاتيا ثقافيا وروحيا للتيبت، خلافا لما تروجه الدعاية الصينية التي تصور التيبتيين كشعب من العبيد المسخرين لصالح طبقة رهبانية مطلقة السلطة".
وقال ماتيو ريكار المتحدث باسم الدالاي لاما في فرنسا "ثمة شعور مناهض للتيبت قوي جدا في الصين" نتيجة الدعاية الصينية.
ومن المقرر ان يلتقي الدالاي لاما الاحد تيبتيين مقيمين في فرنسا وسيلقي محاضرة حول موضوع "الاصول الاخلاقية والمجتمع