القوات الاميركيةلم تلتزم بالاجراءات الواجبة في الضربات الداميةعلى افغانستان
اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الاثنين ان القوات الاميركية لم تتبع الاجراءات الواجبة لدى شن ضرباتها الجوية الدامية الشهر الماضي في غرب افغانستان والتي تسببتبمقتل عشرات المدنيين
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية جيف موريل للصحافيين ان تحقيقا عسكريا اجراه ضابط كبير من خارج افغانستان خلص الى وجود "مشكلات" في سير عمليات القصف الجوي الاميركي خلال معارك جرت في الرابع من ايار/مايو، لكن لم يتضح ما اذا كانت اخطاء ادت الى سقوط ضحايا مدنيين.
واوضح "كانت هناك مشكلات على الصعيد التكتيكي والفني والاجرائي في الطريقة التي كان يفترض ان ينفذ بها الدعم الجوي عن كثب في مثل هذه الحالة".
واعلنت حكومة كابول عن سقوط 140 مدنيا في الضربات الجوية الاميركية على ولاية فرح غرب افغانستان في الرابع من ايار/مايو خلال اشتباكات مع متمردين من طالبان، ما يمثل اعلى حصيلة تسجل منذ ان اجتاحت القوات الاميركية البلاد عام 2001. وقد اثارت رد فعل غاضب بين الافغانيين. وتضمن التقرير الذي تم تسريب بعض تفاصيله الى الاعلام في وقت سابق، الاقرار الاكثر صراحة حتى الان من قبل القوات الاميركية بارتكاب اخطاء في اشتباكات مع عناصر طالبان.
ويتسبب مقتل المدنيين جراء الضربات الجوية الاميركية في غالب الاحيان بموجة استياء متزايدة في افغانستان وتوتر مع حكومة كابول، ويثير مخاوف لدى المسؤولين الاميركيين والغربيين عموما من ان يصب ذلك لصالح دعاية طالبان.
وقال موريل استنادا الى نتائج التحقيق ان القاذفة "بي-1" التي شاركت في المعارك فقدت لفترة وجيزة رصد هدفها. واوضح انه "تحتم على هذه الطائرة بسبب تقنية الاقتراب التي تعتمدها قبل القصف، فقدان التعرف الاكيد على هدفها في وقت معين".
ولخص الامر قائلا ان نتائج التحقيق بشأن طائرة بي-1 شكلت "الشكوى الرئيسية التي تضمنها هذا التحقيق على ما اعتقد". لكنه لفت الى انه لم يتضح ما اذا كان الاخفاق في مراعاة بعض الاجراءات الواجبة هو الذي تسبب بسقوط ضحايا مدنيين. وقال "اشير الى ذلك فقط كاحدى المشكلات المرتبطة بتلك الاحداث، وليس لاعتباره العامل المسبب لمقتل مدنيين".
واكد ان التحقيق كان "شاملا" واظهر ان "العناصر على الارض المشاركين في الحادث حاولوا جاهدين الحد من الخسائر المدنية واستهداف مهاجميهم الذين هاجموهم".
وفيما اعلن مسؤولون في كابول عن سقوط 140 قتيلا، حدد تحقيق اجرته القوات الاميركية في افغانستان في وقت سابق عدد القتلى بعشرين الى ثلاثين مدنيا و60 الى 65 متمردا.
من جهتها افادت هيئة حقوق الانسان الافغانية عن مقتل 97 مدنيا معظمهم من الاطفال.
ولم يذكر موريل اي تقدير لعدد القتلى المدنيين جراء الضربات الجوية، مكتفيا بالقول ان التحقيق خلص الى ان "الاعداد المتعلقة بعناصر طالبان والمدنيين الذين قتلوا في هذا الهجوم قريبة جدا من الاعداد التي اعلنها بعض مسؤولي الدفاع الافغان".
وحذر الجنرال ستانلي ماكريستال الذي تم اختياره لتولي قيادة القوات الاميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان الاسبوع الماضي من انه اذا لم يتم خفض الاصابات بين المدنيين فقد تخسر هذه القوات الحرب ضد المتمردين.
وتعهد ماكريستال خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ للمصادقة على تعيينه بمراجعة قواعد وتكتيكات القتال من اجل منع سقوط ضحايا من المدنيين. ولفت موريل الى ان وزير الدفاع روبرت غيتس كان طلب من ماكريستال ومن الجنرال ديفيد رودريغيز الذي عين نائبا عنه مراجعة الاستراتيجية العسكرية في افغانستان ورفع تقرير اليه بعد ستين يوما.
ويريد غيتس من القائد الجديد درس امكانية ادخال تعديلات على الاستراتيجية العسكرية وعلى كيفية نشر القوات الاميركية في هذه المرحلة المفصلية من النزاع.
ومن المقرر رفع عديد القوات الاميركية في افغانستان الى حوالى 68 الف عنصر بحلول نهاية السنة، بعدما وافق الرئيس باراك اوباما على ارسال تعزيزات اضافية من 21 الف عسكري.
ويترتب ان يصادق مجلس الشيوخ الاميركي على تعيين الجنرالين قبل ان يتوليا مهامهما في افغانستان حيث تواجه القوات الاميركية والدولية المنتشرة تصعيدا في حركة التمرد في جنوب البلاد وشرقها.
وتضمن التحقيق في ضربات الرابع من ايار/مايو الذي اجراه الجنرال ريموند توماس بتكليف من القيادة المركزية الاميركية، مراجعة لشريط فيديو صورته طائرة استدعيت لتقديم دعم للمعارك البرية، وتسجيلات صوتية للاتصالات بين القادة على الارض وطواقم الطائرات.
وعرضت نتائج التحقيق على غيتس في وقت سابق الاثنين خلال اجتماع استمر ساعة، بحسب موريل.
وبدأ الحادث حين هاجم متمردون حواجز تفتيش للشرطة فطلبت الشرطة المحلية مساعدة من القوات الافغانية والدولية فدارت معارك استمرت عدة ساعات وطلب خلالها دعم جوي اميركي.