في ايران:نفاد الأوراق الانتخابية في بعض المحافظات.. وحديث عن مؤامرة
تسبب الإقبال الكبير على الاقتراع في بعض المحافظات الإيرانية، مثل قزوين وتبريز وأغليتها تركية واحتمال تصويتها كبير لصالح موسوي، في نفاد الأوراق الانتخابية، فيما أشار أنصار المرشح الإصلاحي إلى حدوث مؤامرة في العملية الانتخابية.
ومن جهتها تحاول وزارة الداخلية تدارك هذا "الخطأ غير المتوقع"، وأشارت أيضاً نسب المشاركة إلى وصولها إلى نحو 90% في القرى والأرياف، و 70% في طهران.
وانعكس التنافس في "حرب تصريحات" تبادلتها الماكينات الانتخابية للمرشحين الرئسيين، إذ توقع رئيس اللجنة الإعلامية لحملة المرشح الإصلاحي أن يفوز موسوي بفارق كبير، وهو ما أيّده رئيس اللجنة الإعلامية لحملة المرشح مهدي كروبي في لقاء مباشر مع "العربية". فقد أثنى محمد أبطحي بسير العملية الانتخابية، والاقبال القياسي على الاقتراع، متوقعاً فوز موسوي.
كذلك، أكد حليف لموسوي أن رئيس الوزراء الاصلاحي السابق يفوز بمعظم اصوات الناخبين. فقال صادق خرازي إن المسح الذي يجريه الاصلاحيون يظهر ان موسوي حصل على ما يتراوح بين 58 و60% من الاصوات حتى الان.
كما قال علي شريعتي، مستشار الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي فقال لـ"العربية" إن 55% من المصوّتين انتخبوا موسوي.
وهو ما توقعه خاتمي نفسه، بتصريحه أن "جميع الشواهد تدل على تقدم الموسوي، لكني لست عرّافاً".
لكن معسكر الرئيس نجاد نفى ذلك، قائلا ان هذه المزاعم هي مجرد حرب نفسية. وقال علي اكبر، مستشار الرئيس الإيراني، إنه يستحيل التكهن بنتائج الانتخابات، واضعاً التصريحات في خانة الحرب النفسية "ليؤثروا على التصويت".
وتحدثت وكالة فارس شبه الرسمية الموالية لنجاد تقول إن نسبة مشاركة القرى الايرانية ستلامس 90%، بينما تحدث موقع "قلم" الالكتروني، وهو الموقع الرسمي لحملة موسوي، عن مخالفات انتخابية بدأت منذ ساعات الصباح الأولى، منها تكرار اقتراع نفس الناخبين في أصفهان واذربيجان الغربية.
وأفاد شهود عيان من القرى العربية في محافظة خوزستان (الاهواز)، أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي يشارك بالسباق الانتخابي للفوز برئاسة ثانية، قام بزيارة هذه القرى مرتدياً زياً عربياً، ويعتمر كفيةو عقالات، كما خاطب السكان بلغة عربية ضعيفة، في محاولة لاستمالة سكانها العرب.
وأكدت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية، والمقربة من الحرس الثوري، نبأ الزيارة التي "رجحت كفة نجاد في الأرياف على حساب المرشحين الإصلاحيين، في حين أن المدن العربية الكبرى، كالأهواز موزعة الولاءات بين مير حسين موسوي، ومهدي كروبي.
يُشار إلى أن القوميات تشكل 55% من سكان ايران، بينما يشكل العرب 6% من سكان الأهواز والساحل الإيراني للخليج.
وكان وزير الداخلية الايراني صادق محصولي أعلن تصويت أكثر من 5 ملايين ايراني خلال 4 ساعات من انطلاق عمليات الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، بحسب ما أعلن وزير الداخلية الايراني، وهو مؤشر يدعم التوقعات بارتفاع نسبة المشاركة في العملية الانتخابية، الأمر الذي يدعم حظوظ موسوي، بحسب ما قال المحلل السياسي حسن فحص، لـ"العربية"، الجمعة 12-6-2009.
ومن بين المشاركين رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام على اکبر هاشمي رفسنجاني، الذي أكد بعد الإدلاء بصوته في مركز حسينية جماران للاقتراع على حساسية الانتخابات الرئاسية العاشرة مقارنة بسابقاتها، عازياً ذلك إلى الملف النووي و"التهديدات الخارجية".
كما تطرق إلى موضوع سلامة الانتخابات، مؤكداً ضرورة إجرائها بشكل يحول دون إثارة الشبهات، حولها مخاطبا المشرفين على عملية الاقتراع بالقول: "ينبغي على المشرفين أن يعلموا بان ما تم تخويله اليهم اليوم في غاية الأهمية وأنه مصيري لإيران والعالم، فعليهم القيام بالواجبات الموكلة اليهم على أحسن وجه.
كذلك أدلى كل من الرئيس الحالي أحمدي نجاد ومنافسه الأقوى مير حسين موسوي بصوتيهما في الانتخابات في مراكز انتخابية بطهران.
من ناحية اخرى، أفادت وسائل اعلام ايرانية عن توقف خدمة الرسائل النصية القصيرة (SMS) بالتزامن مع بدء الاقتراع، ما يعني عدم قدرة المشتركين في شبكتي الهواتف الاولى و ايرانسل ارسال اي رسالة في كافة انحاء إيران.
وأكد مدير العلاقات العامة في دائرة الاتصالات الخلل في شبكة الـ SMS، في تصريح له مع وكالة إيلنا للأنباء إلا انه أكد عن عدم معرفته بالأسباب التي ادت إلى ذلك.
وأكد موقع قلم نيوز الإصلاحي المؤيد للمرشح الإصلاحي مير حسين موسوي توقف هذه الخدمة، كذلك أكد مرتضی الويری، وهو من اعضاء المركز الدعائي لمهدی کروبی الخبر خلال مقابلة مع إذاعة الغد التابعة لصوت اوروبا الحرة باللغة الفارسية.
وأضاف "كان من المقرر أن نبقى على اتصال بالمشرفين على الانتخابات من خلال خدمة الـ SMS للاطلاع على المخالفات المحتملة، ولكن الآن أصبحت عملية الإشراف صعبة فعلينا ان نبحث عن البديل".
وأعرب الويري عن قلقه حول سير العملية الانتخابية إذ "لم يسمح لممثلينا الحضور في اللجان المنفذ للانتخابات وذلك خلافا للقانون حيث يحق لكل مرشح أن يكون له حضور في اللجنة المشرفة.
وتجدر الإشارة إلى أن وسائل الاتصال الحديثة، خاصة الانترنت والرسائل النصية القصيرة تمثل دعماً إضافياً للمتنافسين في السباق الرئاسي، وهي وسائل استغلها بالشكل الأمثل المرشح الإصلاحي، الأمر الذي دفع السلطة إلى حجب موقع facebook لـ3 أيام، بعد تزايد الصفحات المؤيدة لموسوي.
وكان المرشد الاعلى للنظام الإيراني آية الله علي خامنئي أدلى بصوته في أحد صناديق الاقتراع بحضور عدد من المراسلين والصحفيين المحليين والاجانب في العاصمة طهران.
ونقل مراسل "العربية" في طهران ضياء الموسوي ان خامنئي دعا الإيرانيين الى "الالتزام بوعيهم وهدوئهم وصحوتهم" محذرا اياهم من"الإصغاء الى الشائعات التي اطلقت أخيراً"، وألا يبالوا بها، في إشارة منه إلى ما تردد من إحتمال حدوث تلاعب بالأصوات لصالح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد.
وتفيد الأنباء القادمة من كبرى المدن الإيرانية بأن العملية الانتخابية تشهد حضورا مكثفا للمقترعين، الامر الذي يدل على مشاركة واسعة تفوق الانتخابات السابقة التي نظمت بعد فشل الحركة الإصلاحية وكان الحضور الجماهيري فيها منخفظا نسبيا، والذي تم تفسيره حينها بإحباط الشارع الإيراني آنذاك. وهي انتخابات أوصلت الرئيس الحالي أحمدي نجاد إلى الحكم لمدة 4 سنوات في ولاية تنتهي خلال أيام.
وسرت مخاوف سابقة بألا يتجاوز عدد المقترعين الـ30 مليون شخص، إلا أن الماكينات الانتخابية للمرشحين المتنافسين توقعت في آخر أيام الحملات أن يزيد عدد المشاركين عن 35 مليون ناخب، أي نحو 70% من إجمالي الذين يحق لهم الاقتراع.
ويخوض 4 مرشحين سباق الانتخابات لكن يبدو ان أقوى منافس لاحمدي نجاد هو المعتدل مير حسين موسوي الذي قام الالاف من انصاره بمسيرة في شوارع طهران لاظهار مساندتهم. أما المرشحان الآخران فهما رئيس البرلمان الاسبق الإصلاحي مهدي كروبي، وعن التيار المحافظ القائد الاسبق لحرس الثورة الاسلامية محسن رضائي.
واذا لم يحصل احد المرشحين على اغلبية واضحة، فسيخوض المرشحان اللذان يحصلان على اعلى الاصوات جولة ثانية في 19 من يونيو/حزيران.