كلمة نتنياهو: أوباما اعتبرها خطوة للأمام وإسرائيليون وصفوها بـ”كليشيهات”
تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في كلمته الأحد، كلاً من المبادرة العربية وخارطة الطريق، ووضع شروطاً قاسية لتحريك قضية السلام، ومنها قيام الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، والاعتراف الواضح والصريح بيهودية دولة إسرائيل، وحل قضية اللاجئين
خارج حدود دولة إسرائيل، وبقاء القدس "عاصمة موحدة وأبدية" لإسرائيل.
وعلى الفور رد صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، قائلاً بأن نتنياهو لم يبق للفلسطينيين ما يفاوضون حوله، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يبق على الطاولة أي شيء للحوار.
وأضاف عريقات أن نتنياهو "أعلن سلسلة شروط وصفات تقوض إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة" مشيراً إلى أن كل ما قاله نتنياهو يتعارض مع مطالب القانون الدولي والاتفاقيات القائمة، بما فيها خارطة الطريق التي تم التوقيع عليها بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام 2003.
من جانبه، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، رحب بخطاب نتنياهو باعتباره "خطوة مهمة للأمام" باعتباره ظل ملتزماً بحل الدولتين الذي يضمن أمن إسرائيل ويتيح للفلسطينيين دولة "قابلة للحياة."
وفي وقت سابق، وصف النائب الفلسطيني مصطفى البرغوثي، في تصريحات لـCNN، اقتراح نتنياهو بقبول دولة "منزوعة السلاح" للفلسطينيين، بأنه "لم يقدم اقتراحاً بدولة فلسطينية، وإنما اقترح غيتو"، أي مجتمعاً يعيش داخل الدولة العبرية معزولاً عن العالم.
ومن الضفة الغربية، قال الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن "تصريحات نتنياهو في خطابه، نسفت كل المبادرات وكل التوقعات، ووضعت القيود أمام كل الجهود التي تبذل، كما تشكل تحدياً واضحا للموقف الفلسطيني والعربي وكذلك الأمريكي."
ودعا تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، القيادة الفلسطينية والقيادات العربية والمجتمع الدولي، وبخاصة الإدارة الأميركية الجديدة إلى رفض التعامل مع ما قدمه نتنياهو في الخطاب، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا."
واعتبر الخطاب "عرضاً تافهاً يدعو فيه الفلسطينيين إلى الاستسلام لشروط التسوية الإسرائيلية وقبول العيش في محمية تحت السيادة الإسرائيلية، ويدعو فيه العرب إلى التطبيع المجاني مع إسرائيل باعتبارها دولة للشعب اليهودي."
وأكد أن الشروط التي نادى بها نتنياهو، تثبت بشكل واضح وقاطع أننا نقف أمام حكومة يمينية متطرفة غير معنية بدفع جهود التسوية إلى الأمام، بقدر ما هي معنية بمواصلة السياسة العدوانية الاستيطانية التوسعية لدولة إسرائيل."
وأشار إلى أن نتنياهو لجأ في ذلك إلى "استعارة الأساطير المملة والفارغة حول ‘يهودا والسامرة’ وتارة أخرى بتزوير الحقائق والكذب على التاريخ الحديث للصراع وما ارتكبته آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة من مجازر ضد الشعب الفلسطيني منذ قيام دولة إسرائيل وحتى يومنا هذا، وذلك من أجل التهرب من استحقاقات تسوية سياسية على قاعدة القانون الدولي والشرعية الدولية وبما يوفر الأمن والاستقرار لشعوب ودول المنطقة."
وعلى صعيد ردود الأفعال الإسرائيلية، فقد تفاوتت بين وصفها بـ"الشعارات الفارغة والمتهمة إياه بالرضوخ للإرادة ألأميركية والتفريط"، وفقاً لـ"وفا."
فقد اعتبرت حركة السلام الآن الإسرائيلية هذا الخطاب بأنه مجموعة من الشعارات والكليشيهات الفارغة من أي مضمون، والمعادة من فترة ولايته السابقة رئيساً للوزراء.
وقالت الحركة في بيان لها الليلة، إن اختبار الحكومة سيكون في موضوع البناء في المستوطنات، مشيرة إلى أن الخطاب يدل على أن نتنياهو ينوي توسيع عملية البناء في المستوطنات.
أما داني دنون، المحسوب على الجناح اليميني في حزب كاديما، فقال إن نتنياهو أذعن للضغوط الأمريكية، وسيعمل أعضاء الجناح اليميني في الحزب على إحباط هذه الخطة داخل مؤسسات الحزب.
وقال النائب عوتنيئل شنيلير، من كاديما أيضا، إن رئيس الوزراء اعترف بالمصلحة الإسرائيلية الرئيسية وهي فتح حوار مع الفلسطينيين تمهيدا لإقامة الدولة الفلسطينية.
بينما وصف رئيس حزب ميرتس خطاب نتنياهو بخطوة في الاتجاه الصحيح، غير أنها جاءت متأخرة على حد قوله، معتبراً أن مواصلة دعمه للمشروع الاستيطاني يضع صعوبات أمام التقدم في عملية السلام.
وقال الوزير يتسحاق هيرتسوغ، من حزب العمل المشارك في الائتلاف الحكومي، إن الخطاب يرسم الطريق أمام التقدم نحو الدولة الفلسطينية المستقلة مع الحفاظ على المصالح الإسرائيلية، بحسب الوكالة.
النائب محمد بركة، رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اعتبر أن نتنياهو تحدث عن دولة فلسطينية بشروط تعجيزية، لا يمكن لأي فلسطيني أن يقبل بها، مضيفاً أن نتنياهو لم يغير مواقفه ولا يريد سلاماً حقيقياً.
أما الدكتور أحمد الطيبي، رئيس كتلة الحركة العربية للتغيير، فقال إن نتنياهو لا يريد دولة فلسطينية ذات سيادة، معرباً عن أمله في أن تكشف الإدارة الأمريكية خدعة نتنياهو، وأن منظمة التحرير الفلسطينية لن تعترف أبداً بدولة إسرائيل كدولة الشعب اليهودي.