المؤتمر الوطني الأول لصناعة المحتوى الرقمي العربي يختتم أعماله
أوصى المؤتمر الوطني الأول لصناعة المحتوى الرقمي العربي في ختام أعماله أمس ببدء مرحلة الانتقال نحو صناعة المحتوى الرقمي العربي وتشكيل لجنة وطنية تمثل الجهات أصحاب المنفعة من الوزارات والقطاع الخاص والجمعيات الأهلية والمصارف ومؤسسات التمويل والجامعات
والمراكز البحثية و مهمتها تحديد الرؤية حول صناعة المحتوى الرقمي العربي.
وأكدت التوصيات ضرورة وضع إستراتيجية وطنية للنهوض بصناعة المحتوى الرقمي تتضمن الإستراتيجية القطاعية لكل جهة ومن توجهاتها نشر الثقافة المحفزة لتطوير صناعة المحتوى الرقمي ومجتمع المعلومات واستخدام دراسات اجتماعية ونفسية ومالية في وضع البرامج والخطوات التنفيذية وتأمين الكوادر المؤهلة عبر تطوير مناهج واختصاصات جامعية تساعد في صناعة المحتوى الرقمي.
ودعت التوصيات إلى التعاون مع المنظمات الدولية المطورة للمعايير للحد من إهمالها للغة العربية أو لمتطلباتها وإلى تكامل الاستراتيجيات الوطنية ذات العلاقة والمتمثلة باستراتيجية تقانة المعلومات والاتصالات واستراتيجية الحكومة الالكترونية واستراتيجية تعليمية رقمية واستراتيجية ثقافية رقمية واستراتيجية إعلام رقمي وغيرها إضافة إلى العناية بالترجمة والمصطلحات العربية.
كما دعا المؤتمر إلى تشكيل إطار تنسيقي فاعل يتولى مهام التنسيق ويضع المعايير ويصمم البنية البرمجية القادرة على استيعاب مجمل النشاط الوطني في مجال المحتوى الرقمي ويحدد التوجهات العامة في هذا المجال وبالتنسيق مع المنظمات الدولية للاستفادة من خبراتها في وضع معايير عمل ومؤشرات قياس لصناعة المحتوى الرقمي والانتقال بالمواقع الالكترونية للوزارات والمؤسسات العامة والخاصة والأهلية إلى مستوى صناعة المحتوى الرقمي.
وطالبت التوصيات بوضع معايير متكاملة مرتبطة بالأهداف والمهام للمواقع الرسمية على شبكة الإنترنت وإنشاء مراكز لصناعة المحتوى الرقمي في الوزارات والمؤسسات ومراكز تدريب خاصة بصناعة المحتوى الرقمي وتشجيع شركات الاتصالات الأرضية والخلوية على تعزيز الاستثمارات في المحتوى الرقمي بما يشمل الجوانب الاقتصادية والخدمية إضافة إلى رقمنة الوثائق التي تنتمي مكوناتها إلى نموذج المعلومات التنموية ونشر الوثائق والمطبوعات ورسائل التخرج عبر منصة وطنية متاحة للعموم على شبكة الانترنت ضمن معايير محددة واعتماد موقع المؤتمر على شبكة الانترنت "دبليو دبليو دبليو . ايه سي ان سي . اس واي" كنموذج إعلامي لتغطية الفعاليات ذات العلاقة بالمحتوى الرقمي ومتابعة تنفيذ مكونات إعلان المبادئ ودعوة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية لتطويره ورعايته مستقبلاً.
وأوصى المؤتمر باعتماد المسرد الإلكتروني التفاعلي في موقع المؤتمر للوصول إلى تعريف واضح للمصطلحات والمفاهيم ذات العلاقة بالمحتوى الرقمي العربي ورقمنة المكتبة الإذاعية والتلفزيونية والسينمائية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومؤسسة السينما والإدارة السياسية إضافة إلى الانتقال بمراكز التوثيق الصحفية والثقافية إلى النموذج الرقمي وإنشاء مركز تعلم إلكتروني لتعليم اللغة العربية وإنشاء مركز السياحة الخائلية.
وكانت الجلسة الحوارية الأخيرة التي عقدت ضمن فعاليات المؤتمر تناولت موضوع "نحو استراتيجية وطنية سورية في صناعة المحتوى الرقمي العربي".
واشار الدكتور سعد الله آغة القلعة إلى ضرورة توفير البنية التحتية اللازمة لصناعة المحتوى الرقمي العربي ليكون منافساً وقادراً على الحياة لأن أي مجتمع ينشد التطور لابد له من التعامل مع كل المعطيات بشكل رقمي مؤكداً أهمية المعطيات السياحية الرقمية ودورها في تشجيع السياحة والاستثمار السياحي.
بدوره نوه الدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي بضرورة بناء هيكليات داخل الجامعات والمؤسسات التعليمية تعنى بالمحتوى الرقمي العربي مشيراً إلى أن التعليم العالي حقل خصب جداً للتحرك في مجال صناعة المحتوى الرقمي وإغناء هذا المحتوى الذي يمكن أن يكون له بعد عربي وعلمي وثقافي واجتماعي واقتصادي.
من جهته الدكتور عماد الصابوني وزير الاتصالات والتقانة دعا إلى تحديد مصادر المحتوى حسب الأولوية والأهمية ودورها في بناء مجتمع المعلومات والبعد التنموي والاقتصادي والتركيز على اللغة العربية واستخدامها كأداة للمعرفة والعلم مؤكداً ضرورة إطلاق مجموعة من المشاريع الرائدة في صناعة المحتوى الرقمي العربي بالتعاون بين القطاع العام والخاص والأهلي.
أما المهندس نبيل الدبس معاون وزير الإعلام فقد أكد ضرورة التركيز على أن تكون الاستراتيجية الوطنية منطقاً وأساساً للإستراتيجية القومية في صناعة المحتوى الرقمي العربي من خلال التركيز على البعد القومي.
وركزت مداخلات المشاركين على ضرورة سن القوانين والتشريعات التي تسهم في تشجيع صناعة المحتوى الرقمي العربي وتدريب الكوادر البشرية اللازمة لهذا المشروع المهم وتحفيز المبادرات الفردية والجماعية في هذا المجال.
وكانت جلسات اليوم الثالث للمؤتمر تمحورت حول الابعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية في صناعة المحتوى الرقمي وبعض التجارب العربية في صناعة المحتوى.
وعرض ابو السعود ابراهيم نائب رئيس تحرير جريدة الاهرام في محاضرته خلال الجلسة الاولى حول الانترنت والمهارات الصحفية استراتيجية التوعية والاعلام لتعزيز المحتوى الرقمي العربي مشيرا إلى سمتين اساسيتين تميزان الفن الصحفي في عصر المعلومات الاولى تتعلق بظهور الصحافة على الوسائط المتعددة غير الوسيط المطبوع والثانية تتعلق بظهور تيار الصحافة المستعينة بالحاسبات الالكترونية.
وأكد أبو السعود أهمية التعرف على استخدامات الانترنت في الوطن العربي على المستوى الصحفي والاعلامي مبينا ان المساهمة في تطوير المهارت الصحفية تتمثل في مواكبة المختصين للتطورات المتسارعة في عالم التكنولوجيا والانترنت والاستفادة منها في علوم الصحافة وتطوير واقع الخطط الدراسية في كليات الاعلام في الوطن العربي ودمج المفاهيم النظرية بالواقع التطبيقي في تدريس علوم الصحافة.
واوضحت مسؤولة اعلام المراة في اليونيسكو ريم عبيدات في محاضرتها عن موقع اعلام المراة في المحتوى الرقمي العربي ان الاشكال البرامجية التي تهتم بالمراة تنحصر في امور معينة كالطبخ والتجميل والازياء والرياضة وتعاني من مشكلة النمذجة واستقطاب الناجحات فقط في برامج الشخصيات الوثائقية.
وقالت عبيدات ان مفهوم برامج المرأة تشوبه الضبابية ويتم التعامل معه بارتجالية وفيه كثير من الاستخفاف والخلط بينه وبين صورة المراة في الاعلام العربي مشيرة إلى خطورة الاختصار التام لمفهوم المراة المهنية وتشجيع الجيل الجديد على عدم العمل ونمذجة النجاح باختصاره بمفهوم محدد اضافة الى السكوت عن قضية الفساد الاخلاقي واستغلال صورة المراة في الاعلان.
وعرض الاعلامي نبيل صالح في محاضرته عن المواقع الصحفية الالكترونية السورية ابرز السمات التي تميز هذه المواقع وماحققته من فوائد للمواطن مبينا ان اهم نقاط الضعف تتمثل في الارتجالية وغياب الاستراتيجية الاعلامية باستثناء بعض المواقع الاقتصادية.
وأوضح الدكتور نور الدين شيخ عبيد من الاسكوا أن أهم اسباب ضعف المحتوى الرقمي العربي هو ضعف الثقافة مشيرا الى ان استخدام التقانة وابتكارها ليس معزولا عن الوضع الثقافي للمجتمعات لكونها تحتاج إلى مستوى من التعليم يمكنهم من استخدامها والاستفادة منها.
وتناولت محاضرة الباحث حواس محمود الصورة والإشكالية القيمية في زمن العولمة كما تناول عادل رزق الواقع والتطلعات في صناعة المحتوى الرقمي العربي في مجال العلوم والتقانة .
واستعرضت المهندسة فاديا سليمان واقع المحتوى الرقمي العربي في الاستراتيجية العربية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والدكتور ابراهيم الخراشي مبادرة الملك عبد الله في المحتوى الرقمي اما الدكتور عبد العزيز الملحم فتحدث عن موقع الاعلام الالكتروني في المحتوى الرقمي العربي.
وتناولت الجلسة الثانية دور المنظمات الدولية في المحتوى الرقمي والبحث والتطوير في صناعة المحتوى الرقمي العربي.
واشار الدكتور نبيل علي من مصر في محاضرته المحتوى الرقمي العربي نظرة ثقافية الى ضرورة مساعدة المستخدم العربي على مواجهة حالة الاغراق بالمعلومات معتبرا ان صناعة المحتوى اصبحت الصناعة الاساسية للنهوض من التخلف.
بدورها استعرضت الدكتورة نبال ادلبي من مكتب الاسكوا في بيروت صناعة المحتوى الرقمي العربي وكيفية دعمه من خلال الحاضنات التقانية.
وتحدث الدكتور منصور فرح عن اللغة العربية على الانترنت من منظور اقليمي موضحا ان الخطر على اللغة يأتي من محاولة تهميشها بشكل تدريجي داعيا الى زيادة استخدامها على الشابكة من خلال بناء وصناعة المحتوى والعمل على نشرها باستمرار.
وعرض أنس الزغبي وسفيان الهنيدي وسليمان غانم وعصام النجم وطارق الطرابلس في بحث تحت عنوان ادارة المحتوى الرقمي العربي في انظمة الحكومة الالكترونية اهم متطلبات العمل بنظام الحكومة الالكترونية لجهة ايجاد بنية موحدة لاهم المكونات البرمجية.
وتناول اياد زينو ورنا دهبر وسلمان سلوم ووئام البلدي موضوع توظيف لغات التاشير في بناء المحتوى الرقمي فيما قدم اياد طه وحسان سيف وطارق الجبان و محمد حجازي ومحمد عماد المهايني بحثا تحت عنوان بناء موسوعة الكترونية في بيئة ويب مع اضافة البعد الدلالي له.
وقدم الباحث خالد الحوراني ورقة عمل بعنوان منقح اللغة العربية كما قدم المهندس احمد صبري عثمان والدكتور محمد ايمن نعال بحثا حول تجربة تخصيص وتعريب نظام ادارة محتوى مفتوح المصدر ليوافق حاجة السوق العربية.
وتناولت الجلسة الثالثة الابعاد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية في صناعة المحتوى الرقمي العربي والتوثيق الرقمي.
واستعرض المشاركون في الجلسة فراس حماده ومحمد عبد الوهاب وحاتم زهران وعبد الرحمن الارغا موضوعات التسويق في صناعة المحتوى الرقمي ودور القطاع الخاص العربي في صناعة المحتوى والمحتوى الرقمي والاعلام ومحرك البحث متعدد اللغات.
كما تناول الدكتور محمد الشرقاوي وعبد العزيز عبيد وخالد الشمعة والدكتور عبد السلام الحجار و محمد حجار والدكتور خلدون زريق موضوعات التوثيق الرقمي لذاكرة العالم العربي وذاكرة العالم والمكتبة الرقمية لليونيسكو ومكتبة البحث والمعالجة والعرض لنصوص اللغة العربية اضافة الى نظام تقييم طرق استخراج المعلومات من الوثائق العربية.