التايمز: موسوي يواجه اختيارا مصيريا
مازالت تطورات الأوضاع في إيران تفرض نفسها على المتابعات الإخبارية للشؤون الدولية في الصحف البريطانية التي انصب الاهتمام في صفحاتها الأولى على متابعة موضوع نشر نفقات نواب البرلمان البريطاني.
صحيفة التايمز اكدت في متابعة مراسليها للوضع الإيراني أن المرشح مير حسين موسوي يواجه حاليا تحديا مصيريا فإما أن يعلن تأييده للمرشح الأعلى للجمهورية علي خامنئي وإما أن يتعرض للتهميش.
وقال تقرير التايمز إن خامنئي طالب موسوي بأن يقف إلى جانبه خلال صلاة الجمعة في جامعة طهران حيث من المتوقع أن يدعو المرشد الأعلى الإيرانيين مجددا إلى الوحدة.
وكشف التقرير ان هذا الطلب خلال لقاء خامنئي هذا الأسبوع مع ممثلي المرشحين الثلاثة المحتجين على نتائج الانتخابات الرسمية التي أظهرت فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية.
وأوضحت التايمز أن هذا "الإنذار" جاء بعد أن تركزت الأضواء على موسوي دون المرشحين الآخرين مهدي كروبي ومحسن رضائي ليصبح رئيس الوزراء السابق رمزا لحركة احتجاج "شعبية" نظمت مظاهرات يومية في شوارع طهران لستة أيام على التوالي.
وأشار التقرير إلى أن موسوي (67 عاما) المعروف بتوجهاته الإصلاحية ورغبته في تحديث السياسات الإيرانية لم يسبق له أن تحدى النظام الإيراني بقيادة المرشد الأعلى بالصورة التي يقوم بها أنصاره حاليا في طهران.
وتقول التايمز إنه لم يتضح حتى الآن موقف موسوي من دعوة خامنئي وأيضا ما إذا كانت استجابته ستجعل المتظاهرين يتراجعون عن حملة الاحتجاج على ما يصفونه بــ"سرقة الأصوات".
أما الجارديان فقد نشرت حواراً قصيراً مع المعارض الايراني أكبر غانجي تحدث فيه عن السيناريوهات المحتملة لتطور الازمة في إيران حيث اعتبر أن النظام قد يسحق المظاهرات بالقوة المفرطة أو يقبل مطالب الاصلاحيين على أن ذلك لن يكون كافياً لإرضاء المتظاهرين الذين سيستمرون في رفع سقف مطالبهم وربما تطور الأمر إلى حالة عصيان مدني شامل.
الاحتمال الآخر ـ من وجهة نظر غانجي ـ هو أن ينصاع المرشد الأعلى لتطلعات الجماهير وهو احتمال بعيد خشية أن تتواصل الاحتجاجات ويضطر النظام لمزيد من التنازلات.
وأثنى المعارض على أسلوب الرئيس الأمريكي أوباما في عدم التدخل إلا أنه قال إن أوباما لن يقدر على التزام الصمت بخصوص قضايا حقوق الانسان.
وأضاف أن سياسة إدارة بوش القائمة على الهيمنة زادت من قوة النظام الايراني. ويضيف أن تحقيق الديمقراطية قضية تخص الايرانيين وحدهم وينبغي ألا تتدخل أي قوة أجنبية في ذلك.
كما نشرت الاندبندنت تحليلا لباتريك كوكبورن الذي كان مراسلا أثناء الثورة الاسلامية في إيران يشرح فيه الفرق بين الاحداث الجارية وأحداث عام 1979.
يوضح الكاتب كيف نزل مليونا شخص إلى الشوارع في طهران منذ ثلاثين سنة وكان الناس يتجمعون على أسطح المنازل ليلا ليهتفوا الله أكبر في ثورة من أعظم الثورات التي عرفتها البشرية في التاريخ ـ حسب وصفه.
ويقول إن الاحداث الحالية مشابهة من حيث الشكل لأن من يرفضون تجديد ولاية أحمدي نجاد يريدون تغيراً دون سلاح كما حدث أيام نظام الشاه.
فالثورة الإسلامية بحسب التحليل تحققت بفضل تحالف عريض يضم قوى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ضمت الإسلاميين والماركسيين، وكان يقودهم زعيم ذو شخصية قيادية قوية هو الخميني.
ثم استفاض الكاتب في وصف الخلفية التاريخية للثورة الايرانية مع التأكيد على أن الفارق اليوم هو أن النظام الايراني الحالي مصمم على ألا يعيد التاريخ نفسه وأن مصير حملة الاحتجاج الحالية هو الفشل.
ونبقى مع الإندبندنت التي كتبت عناوين موضوعها الرئيسي في الصفحة الأولى على خلفية سوداء والسبب طبعا معروف وهو نشر نفقات نواب مجلس العموم ولكن مع حجب بعض المعلومات.
وتحت عنوان "التعتيم" قالت الصحيفة في تقريرها إنه "يوم أسود آخر" مشيرة إلى أن جوانب كثيرة من تفاصيل هذه النفقات حجبت.
ويؤكد التقرير الذي أعده نايجل موريس وأندي ماك سميث ومايكل سافاج أن هذا التعتيم أخفى الكثير من الحقائق حول مخالفات النواب وحيلهم الضريبية.
ورغم ذلك كشفت التفاصيل التي نشرت على شبكة الإنترنت أن رئيس الوزراء السابق توني بلير صرف 6990 جنيه إسترليني لإجراء إصلاحات خاصة بسطح المنزل الكائن بدائرته الانتخابية قبل يومين من مغادرته رئاسة الحكومة.
اما زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون فقد اضطر بحسب ما أكدت الاندبندنت إلى رد 947 جنيه إسترليني صرفها نتيجة طلبات تقدم بها، وقال التقرير إن ذلك يفسر سبب انضمام كاميرون إلى مؤيدي إجراءات التعتيم.
وأشار التقرير إلى أن عمليات تدقيق جديد جرت حول نفقات رئيس الوزراء جوردون براون ووزير ماليته أليستر دارلينج وديفيد كاميرون.
ثم تناولت الصحيفة بعد التفاصيل الغريبة إلى حد الطرافة في نفقات النواب منها مطالبة أحدهم ببنس مقابل مكالمة هاتف محمول أجراها وآخر بنحو 48 بنسا مقابل طابع بريد.
ومضى التقرير يكشف نفقات الوزراء والنواب البارزين مثل وزير الدفاع الجديد بوب بوب أينسورث الذي زود سيارته بجهاز ملاحة متصل بالأقمار الاصطناعية بلغت قيمته نحو 550 جنيها إسترلينيا.
وأكدت الاندبندنت أن مخالفات قواعد مجلس العموم التي ارتكبها النواب لن تبصر النور بسبب قرار التعتيم.
أما الجارديان فكشفت أن جوردن براون شكل فريقاً من المستشارين لتقديم الدعم والمشورة لنواب حزب العمال الذين يواجهون إشكالات قانونية على صلة بقضية التعويضات.
وقالت الصحيفة إن الشرطة البريطانية أكدت احتمال فتح تحقيق مع عدد من النواب بشأن الاختلالات في التعويضات التي حصلوا عليها.
وفي موضوعات متفرقة نشرت الاندبندنت تفاصيل دراسة نشرتها الحكومة البريطانية عن توقعات تطور المناخ مستقبلا.
تتنبأ الدراسة باستمرار تصاعد درجات الحرارة في بريطانيا في القرن المقبل وسيصبح من المألوف أن تسجل درجات الحرارة في العاصمة البريطانية لندن أربعين مئوية في الصيف مما سيصبح معه مثلا التنقل عبر مترو الأنفاق أمراً صعباً وتزداد معه حالة الوفيات بسبب الحرارة وسط كبار السن.
تنبؤات الدراسة ركزت على تأثيرات التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض على الطقس في بريطانيا بصفة خاصة.
وتؤكد الدراسة أن الارتفاع في درجات الحرارة سيشمل عدة مناطق بريطانية وقد يؤدي للمرة الأولى إلى حالات جفاف نتيجة التوقعات بأن تتراجع الأمطار الصيفية بنسبة 27 %.
وتوقعت الدراسة أيضا ظواهر مثل تزايد العواصف الشتوية الممطرة وارتفاع مستويات البحر وتآكل الشواطئ.