القذافي: نحن لا نخشى أمريكا وسنُسمعها الحقيقة
ذكر موقع العرب اونلاين أن الزعيم الليبي ورئيس الاتحاد الافريقي معمر القذافي قال في تصريحات له: أن النظام الرأسمالي العالمي يوشك على الزوال كما أبدى في حوار شامل مع قناة الحرة تحفظه على علاقة الرئيس باراك أوباما ببعض الدول العربية وبالسلام في الشرق الأوسط
مشيدا في نفس الوقت بتجربة الحكم في ليبيا ومحذرا العالم العربي من زحف الجماهير الى السلطة ومن "الموجة الثالثة" للديمقراطية.
وأكد الزعيم الليبي في حوار مثير للقناة الأمريكية قرب زوال النظام الرأسمالي مثلما تنبأ في السابق في الكتاب الأخضر بانهيار الاتحاد السوفييتي.
وذلك بغض النظر عن امكانية تعافي هذا النظام من الأزمة المالية الحالية التي تعصف بالبلدان التي تدور في فلكه.
ويمثل الصراع على الثروة التي تؤجج الحروب الحالية حسب القذافي العامل الرئيسي لافناء النظام الرأسمالي ووضع حد للصراع على الثروة والسلطة.
وتستمد رؤية القذافي بشأن مصير النظام الرأسمالي من سيطرة الشركات الرأسمالية العملاقة على دواليب الدولة في الغرب بدءا بالسلاح والصحافة والمؤسسات الدستورية واللوبيات. وهو ما يجعل انهيارها انهيارا لكامل المنظومة الرأسمالية.
لكن على المستوى السياسي للادارة الأمريكية الحالية يبدو القذافي متفائلا فيما يتعلق بخطاب أوباما الذي وصفه بالمنطقي وقال "ان توجهاته الى حد الآن مريحة"، غير أنه أبدى تحفظه ازاء مستقبل علاقاته بالشرق الأوسط كما عبر عن خشيته من طريقة تعامل دول المنطقة مع الرئيس الأمريكي الجديد.
وقال القذافي "أخشى فيما يخص الشرق الأوسط لأن هناك نوعان ممن يتكلمون مع أمريكا. واحد طامع في أمريكا وآخر خائف منها."
وأضاف "من يخاف أمريكا يتودد لها ويتذلل وينافقها ويتملقها وهذا النوع يخفي الحقيقة عندما يتحادث معها تماما مثل الطامع في أموالها أو في حمايتها."
وقال القذافي إن أمريكا في حاجة الى من لا يخشاها ومن ليس طامعا في أموالها لينتقدها ويقول لها الحقيقة دون خوف.
وأوضح الزعيم الليبي تعليقا على العلاقات الليبية الأمريكية "لسنا خائفين من أمريكا. لقد جربتنا في السابق وواجهتنا وتحاربنا معها، نحن لسنا طامعين لا بأموالها ولا بحمايتها."
وأضاف "نحن سنسمعها الحقيقة خاصة بشأن الشرق الأوسط وبشأن فلسطين وبشأن علاقاتها مع العرب والمسلمين.
وجدد قائد الثورة الليبية في تصريحه لقناة الحرة دعمه لحل الدول الواحدة بين الفلسطينيين والاسرائيليين باعتباره "الحل التاريخي والعملي والمنطقي والواقعي" حسب رأيه وبالنظر الى الروابط الجغرافية والاقتصادية الوثيقة التي تربط بين الطرفين.
ودافع القذافي عن نظام الحكم في ليبيا، وقال إن تجربة المؤتمرات الشعبية الأساسية في بلاده تتيح المشاركة السياسية المباشرة للشعب في السلطة وتجنب التلاعب بأصوات الشعب كما الحال في الكثير من الأنظمة النيابية.
ويرى القذافي، كما هو محدد في الكتاب الأخضر، أن الوضع الطبيعي للشعب هو الجلوس في القاعات لممارسة السلطة واتخاذ القرارات أي أن الديمقراطية هو جلوس الشعب على الكراسي. كما كان الحال في التجارب الأولى للديمقراطية المباشرة في أثينا.
وحسب القذافي فإنه كلما كان عدد السكان كثيرا كلما كانت الحاجة ماسة جدا لتطبيق سلطة الشعب وقيام المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية.
ويقول القذافي إن الآلاف من القاعات المخصصة لعقد المؤتمرات الشعبية الأساسية منتشرة في كامل ليبيا لممارسة السلطة بشكل مباشر، عوض القاعة الواحدة في أثينا في العهد القديم والأول للديمقراطية.
وتنبأ القذافي بأن العالم يتجه مستقبلا نحو عصر الجماهير وأن هذه الجماهير بدأت تزحف على السلطة وقاعدة الهرم بدأت تتسع.
كما أن التجارب أثبتت فشل الأنظمة النيابية وهو تماما ما حدث في الولايات المتحدة وبريطانيا حينما رفضت الشعوب الحرب على العراق وأفغانستان لكن الكونغرس ومجلس الشيوخ البريطاني أصدرا قرارا بالموافقة على الحرب وهذا يعني أن رأي البرلمان في جهة ورأي الشارع في جهة ثانية.
ولم يستثن القذافي العالم العربي من "الموجة الثالثة" من الديمقراطية التي بدأت في اجتياح العالم، وقال ان العالم العربي سيعيش حتما عصر الجماهير.
وقال القذافي "الحكام في الوطن العربي الآن مرعوبون جدا من الشارع أو من الجماهير وبدأ التمرد على الصولجانات وعلى طقوس الحكام القديمة."
العرب اونلاين