الرئيس اليوناني يبدأ اليوم زيارة رسمية إلى دمشق
..بابولياس: سورية مفتاح حل قضايا الشرق الأوسط ..الارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي إلى مستوى العلاقات السياسية
يبدأ الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس اليوم زيارة رسمية إلى سورية تستغرق ثلاثة أيام يجري خلالها مباحثات مع السيد الرئيس بشار الأسد وكبار المسؤولين حول العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.
وقال بابولياس في حديث لصحيفة الوطن السورية نشرته أمس إن دور سورية مهم للغاية في المنطقة وهي مفتاح حل قضايا الشرق الأوسط موضحاً أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم في المنطقة اذا لم تقبل كل الأطراف بقرارات مجلس الأمن وتحترمها واذا لم يتم إعادة الجولان إلى سورية.
ورأى الرئيس بابولياس أن دور سورية في المنطقة مهم على اعتبار أنه جزء من الحل وليس المشكلة لافتاً إلى ضرورة أن يكون الحل فى الشرق الأوسط على أساس الحوار وقرارات الأمم المتحدة وليس فرض الأمر الواقع.
وبشأن العلاقات القائمة بين البلدين وصف الرئيس بابولياس العلاقات السورية اليونانية بالجيدة مشيراً إلى ضرورة بذل كل الجهود الرامية إلى تقوية هذه العلاقات على أوسع مدى.
وقال إن زيارته إلى سورية ستشكل فرصة للارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي والتجاري إلى مستوى العلاقات السياسية القائمة بين البلدين مضيفاً أن هذه الزيارة تشكل أيضاً فرصة لدعم وتطوير علاقات الصداقة التقليدية بين شعبينا ويتمثل جوهر هذه الزيارة برغبة الطرفين في الارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادي والتجاري إلى مستوى علاقاتنا السياسية ولهذا السبب يشارك في الوفد الذي سيرافقني عدد كبير من رجال الأعمال اليونانيين.
وأكد الرئيس اليوناني التزام بلاده بسياسة قائمة على المبادىء واحترام القانون الدولي والالتزام بالقيم الأخلاقية تجاه قضايا الشرق الأوسط مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي كثف تعاونه مع الولايات المتحدة بشأن إيجاد حل لقضايا المنطقة وتم التأكيد خلال الاجتماع الأخير لمجلس أوروبا على الالتزام بحل الدولتين ووجهنا إلى إسرائيل نداء لإيقاف عمليات الاستيطان غير الشرعية وأكدنا أن موضوع غزة موضوع ذو أولوية مباشرة مشيراً إلى أن اليونان تدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتؤيد إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وفق قرارات الأمم المتحدة.
وحول اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية أعرب الرئيس اليوناني عن تأييد بلاده لتوقيع هذه الاتفاقية لاستكمال إطار التعاون القائم حالياً بين سورية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لافتاً إلى أن هذه الاتفاقية ستكون في مصلحة الطرفين.
وأعرب الرئيس بابولياس عن أمله في أن تشهد زيارته لسورية توقيع الجانبين السوري واليوناني اتفاقية التشاور السياسي بين وزارتي خارجية البلدين مبدياً الرغبة في الإسراع بإجراءات استكمال اتفاقيات أخرى.
وأشار إلى أن العلاقة اليونانية السورية واليونانية العربية هي نتيجة للروابط التاريخية القديمة بين الحضارتين اليونانية والعربية وكانت مثالاً على التبادل المثمر للأفكار والأعمال بين الحضارات وهي دليل على أن الحضارات لا تصطدم بعضها ببعض بل تتعايش وتغني كل منها الأخرى.
وأبدى الرئيس بابولياس إعجابه ببرنامج الإصلاح الاقتصادي في سورية والتقدم الذي أنجز في العديد من المجالات الى جانب موقع سورية الجغرافي الذي يعد من أهم عوامل تنشيط التعاون بين سورية واليونان وتوسيع مجالاته مشيراً إلى إبداء رجال الأعمال اليونانيين اهتماماً كبيراً للاستثمار في سورية.
وأشار الرئيس اليوناني إلى أن بلاده بصفتها عضواً بالاتحاد الأوروبي تسعى للمساهمة في عملية الإصلاح التي تشهدها سورية من خلال الخبرات التقنية التي تملكها في مختلف المجالات مثل مجال السياحة والآثار والنقل والبناء والصناعة والاتصالات اللاسلكية وإدارة الموارد المائية وغيرها.
وأضاف أن سورية تمتلك كنوزا تاريخية تحتوي على المعلومات والأفكار المفيدة للمؤرخ وللإنسان المعاصر.. ولقد كانت دوما وعبر القرون مفترق الطرق والملتقى الجغرافي للأمم التي تبادلت الخبرات والمعلومات.. وأعطت سورية هذا الانطباع الفريد الذي شكل لها صورتها المميزة انها بلد تنتشر في أرجائه الكنوز الثقافية والآثار وملتقى اجتمعت فيه الأديان والثقافات.