في مأدبة عشاء اقامها تكريماً للرئيس بابولياس
الرئيس الأسد:نعمل معاً من أجل صد محاولات ازكاء الصراع بين الثقافات ..بابولياس:السلام الحقيقي في الشرق الاوسط لا يمكن أن يتحقق ما لم تسترد سورية مرتفعات الجولان
أقام السيد الرئيس بشار الأسد مأدبة عشاء أمس على شرف الرئيس كارلوس بابولياس رئيس جمهورية اليونان حضرها أعضاء الوفدين الرسميين السوري واليوناني وكبار المسؤولين في الدولة.
وألقى الرئيس الأسد كلمة خلال العشاء رحب فيها بالرئيس بابولياس..مؤكداً أن ما يميز العلاقة الوطيدة بين البلدين يعود إلى ذلك التفاعل والارتباط الموغل في القدم بين الحضارتين العربية واليونانية اللتين قدمتا إسهامات جليلة إلى الحضارة الإنسانية مضيفاً سيادته أن هذا يجعل من الضروري أن نعمل معاً من أجل صد محاولات إزكاء جذوة الصراع بين الثقافات المختلفة وإعادة العلاقة بينها إلى مسارها الصحيح القائم على التواصل والتكامل والحوار واحترام الآخر وهو المسار الوحيد الذي يؤدي إلى تحقيق الاستقرار في العالم.
وقال الرئيس الأسد: إن منطقتنا تمر بمرحلة بالغة الخطورة نتيجة استمرار رفض إسرائيل للسلام..في حين ان سورية عبرت دائماً عن تمسكها بالسلام مقابل إعادة الحقوق إلى أصحابها.. مضيفاً أنه بسبب استمرار وجود حكومات في إسرائيل معادية لفكرة السلام.. فإننا لم نصل إلى السلام المنشود.. وإن هذا الهدف يتطلب إرادة دولية عقلانية لحسم الصراع عبر رؤية متكاملة ومتوازنة تعالج الأسباب العميقة التي تقف خلفها.
وتابع الرئيس الأسد: إن إيجاد حلول عادلة لمشكلات الشرق الأوسط وكذلك المشكلة القبرصية يقتضي عملاً جاداً ودؤوباً من جميع الأطراف إذ ان تجاهل هذه المشكلات يزيدها تعقيداً ويجعل من هدف تحقيق السلام والاستقرار أمراً بعيد المنال مؤكداً أن سورية لن تدخر جهداً في سبيل تحقيق هذا الهدف.
وقال الرئيس الأسد: إن القرب الجغرافي بين سورية واليونان يدفعنا لبذل المزيد من الجهود لتطوير علاقاتنا الاقتصادية ولاسيما أن سورية هي أقرب منفذ لليونان إلى الشرقين الأدنى والأقصى..كما أن اليونان هي نافذة تطل منها سورية على أوروبا.. وعلينا أن نعمل باستمرار للارتقاء بالتعاون الاقتصادي بالشكل الذي يمكننا من توطيد علاقاتنا مباشرة ومواجهة آثار الأزمة الاقتصادية العالمية.
بدوره أعرب الرئيس بابولياس في كلمته عن خالص شكره للاستقبال وكرم الضيافة الذي لقيه في سورية..مؤكداً أن الصداقة بين البلدين ترسخت جذورها ونمت عبر القرون في المسار التاريخي للشعبين.
وعبر الرئيس بابولياس عن إعجابه الكبير بسورية البلد الغني بالذكريات التاريخية الهامة ونقطة تقارب الثقافات والديانات.
وأكد أن السلام الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق ما لم تحترم كل الأطراف قرارات مجلس الأمن وتسترد سورية التي تمثل مفتاحاً لحل سائر المشكلات في المنطقة مرتفعات الجولان التي هي جزء من أراضيها.
كما أكد الرئيس بابولياس أن بلاده تؤيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة..منتقداً استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات وبناء جدار العزل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واعتبر الرئيس بابولياس أن التقدم الباهر الذي حققته سورية في مختلف المجالات إضافة إلى موقع سورية الجغرافي يشكلان ميزة إيجابية خاصة لتعزيز وتوسيع التعاون بين البلدين.